السمنة وارتفاع السكر في الدم يلعبان دورا متزايدا في اعتلال الصحة

البيانات تظهر تحولا واضحا في التحديات الصحية العالمية مع تقدم السكان في السن وتغير أنماط الحياة.

السبت 2024/05/18
السمنة مصدر للعديد من الأمراض

لندن - أظهرت دراسة دولية موسعة الخميس أن السمنة وارتفاع نسبة السكر وضغط الدم من بين مشكلات الأيض التي تؤدي الآن إلى ارتفاع بنحو 50 في المئة في سنوات العمر التي كان يمكن أن يعيشها المرء في صحة وأصبحت تضيع بسبب المرض أو الوفاة المبكرة مقارنة بعام 2000.

وخلال الفترة نفسها، انخفض عدد السنوات الضائعة بسبب العوامل المرتبطة بنقص التغذية لدى الأمهات والأطفال مثل التقزم أو الهزال بنسبة 71.5 في المئة. واستخدمت "دراسة العبء العالمي للأمراض والإصابات وعوامل الخطر لعام 2021"، التي نُشرت الخميس في مجلة "ذا لانسيت" بيانات من 204 دول ومناطق لتحديد الأسباب الرئيسية للمرض والوفاة المبكرة في جميع أنحاء العالم.

وقال واضعو الدراسة إن البيانات تظهر تحولا واضحا في التحديات الصحية العالمية مع تقدم السكان في السن وتغير أنماط الحياة، على الرغم من أن تلوث الهواء كان عامل الخطر الأكبر في بيانات 2000 و2021. وأشاروا أيضا إلى أن النتائج لم تكن موحدة، إذ لا يزال نقص التغذية يشكل عامل خطر رئيسيا في أفريقيا جنوب الصحراء على سبيل المثال.

وقال الباحثون إن اعتلال الصحة بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و49 عاما في جميع أنحاء العالم يعزى بشكل متزايد إلى ارتفاع مؤشر كتلة الجسم وارتفاع نسبة السكر في الدم، وهما عاملا خطر في الإصابة بمرض السكري.

◙ الاتجاهات المستقبلية قد تكون مختلفة تماما عن الاتجاهات السابقة بسبب عوامل مثل تغير المناخ وارتفاع السمنة والإدمان

وقالت ليان أونج، كبيرة الباحثين في معهد القياسات الصحية والتقييم بجامعة واشنطن التي قادت الدراسة، “قد تكون الاتجاهات المستقبلية مختلفة تماما عن الاتجاهات السابقة بسبب عوامل مثل تغير المناخ وارتفاع السمنة والإدمان”. وتوقعت دراسة مصاحبة لفريق “العبء العالمي للأمراض” أن يرتفع متوسط العمر المتوقع بمقدار 4.5 سنة بحلول عام 2050، من 73.6 سنة إلى 78.1 سنة.

ورجحت أن تكون الزيادات الأكبر في البلدان التي تنخفض بها التقديرات حاليا، مما يعني أن متوسط العمر المتوقع بدأ يتقارب في جميع أنحاء العالم. ورغم أن الأفراد سيعيشون لفترة أطول، فمن المتوقع بحسب الدراسة أن يقضوا المزيد من سنوات عمرهم في حالة صحية سيئة. وقالت منظمة الصحة العالمية إن مكافحة خمسة عوامل صحية فقط يمكن أن تمنع الملايين من حالات الوفاة المبكرة وتزيد متوسط العمر المتوقع في العالم بنحو خمس سنوات.

وأوضح تقرير للمنظمة أن ضعف التغذية في مرحلة الطفولة والجنس غير الآمن والتدخين والعادات الصحية السيئة وارتفاع ضغط الدم يلقى عليها باللوم في نحو ثلث حالات الوفاة المبكرة التي يبلغ عددها الإجمالي 60 مليونا حول العالم كل عام. لكن بينما يمثل ضعف التغذية خطرا صحيا كبيرا على الذين يعيشون في الدول الأكثر فقرا فإن البدانة وزيادة الوزن تشكلان خطرا أكبر في الدول الأكثر غنى، وهو ما يؤدي إلى وضع تزيد فيه حالات الوفاة المبكرة بسبب البدانة وزيادة الوزن عن الوفاة المبكرة بسبب نقص الوزن حول العالم.

وقالت منظمة الصحة العالمية في تقريرها عن المخاطر الصحية العالمية إن العالم يواجه بعض المخاطر الكبيرة والمنتشرة والمؤكدة على الصحة. ودرست 24 خطرا صحيا رئيسيا وقالت إن تعريفها بهذه الأخطار وتقييمها سيساعدان صناع السياسة على وضع إستراتيجيات لتحسين الصحة على أوسع نطاق ووفق السبل التي تحقق أقصى استفادة من الإنفاق.

وقالت المنظمة إن مع تحسن الصحة يمكن أن تتضاعف الفوائد، مضيفة أن تقليل عبء المرض بين الفقراء ربما يزيد مستويات الدخل، وهو ما سيساعد بدوره في تقليص عدم المساواة في مجال الصحة. وحذر التقرير من أنه رغم أن بعض عوامل الخطر الكبيرة على الصحة مثل التدخين والبدانة وزيادة الوزن عادة ما تكون مرتبطة بالدول ذات الدخل المرتفع، فإن أكثر من ثلاثة أرباع إجمالي العبء العالمي للأمراض التي تسببها تحدث الآن في دول فقيرة ونامية.

15