السل ما زال واحدا من أكثر الأمراض المعدية فتكا في العالم

كوبنهاغن – أطلقت منظمة الصحة العالمية والمركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها تحذيرا من الإصابة بمرض السل، حيث قالا إنه حتى في الأوقات التي تنتشر فيها جائحة كورونا لا يزال السل يمثل واحدا من أكثر الأمراض المعدية فتكا في العالم.
ويأتي التحذير بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة مرض السل الذي حل الخميس الماضي.
وقالت المنظمتان الصحيتان إن انخفاض أعداد حالات الإصابة بالسل الذي تم تسجيله خلال الفترة بين عامي 2019 و2020 والذي بلغ 24 في المئة، يعود على الأرجح إلى الجائحة التي تؤثر على تشخيص المرض والإبلاغ عن حالات الإصابة به، إلا أنه لا يزال يعد ثاني أكثر الأمراض المعدية فتكا بعد كوفيد – 19.
وقالت المنظمتان إن الاستثمارات العاجلة في ما يتعلق بمكافحة السل كانت حاسمة في ظل تفشي جائحة كورونا.
ومن جانبه قال هانز كلوجه، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، إنه بينما تخطت دول أوروبا وآسيا الوسطى هدفها المتمثل في خفض أعداد حالات الاصابة بالسل بنسبة 20 في المئة خلال فترة خمسة أعوام، فإنه ليس هناك مجال للتهاون. والسل هو مرض معد يؤثر بشكل رئيسي على الرئتين (السل الرئوي) ولكنه قد يهاجم أيّ جزء من الجسم (السل خارج الرئة).
وينتشر السل عن طريق الهواء، مثله في ذلك مثل نزلات البرد العادية. ولا تنتقل العدوى سوى من خلال الأشخاص المصابين بالسل الرئوي. فعندما يقوم الأشخاص المصابون بالسل بالسعال أو العطس أو التحدث أو البصق أو الضحك أو الغناء، فهم يفرزون جراثيم السل المعروفة باسم “العصيات” في الهواء. وإذا استنشق شخص سليم وغير مصاب الهواء الذي يحتوي على البكتيريا، فإنه قد يصاب بالعدوى.
ومع ذلك، فالسل لا يعتبر من الأمراض التي تنتقل بسهولة لأن العدوى تحدث عموماً من الاحتكاك المباشر مع أشخاص مصابين بالمرض لفترة زمنية طويلة. ويعتبر الازدحام والاكتظاظ في المنزل أو في مكان العمل أحد العوامل المهمة المهيئة للمرض.
ومن المهم الإدراك أن هناك فرقاً بين الإصابة بعصيات السل وبين وجود المرض.
فالشخص المصاب بعصيات السل لديه بكتيريا السل في جسده، ولكن جهازه المناعي يحميه من ظهور مضاعفات المرض عليه، كما أنه لا يتسبب في نشر المرض أو انتقاله إلى أشخاص آخرين.
أما الشخص المصاب بالسل فهو مريض ومعرض لخطر الموت. وإذا لم يعالج هذا الشخص بشكل صحيح، فقد ينشر المرض وينقله إلى أشخاص آخرين ويموتون خلال أشهر أو في غضون سنوات قليلة.