السفينة "كوين إليزابيث 2" أكبر فندق عائم في دبي

سفينة أطلقتها ملكة بريطانيا عام 1967 قاومت صخب الموج لعقود طويلة وعبرت المحيط الأطلسي أكثر من 806 مرات.
السبت 2022/08/27
مليئة بأسرار البحار

تتنوع السياحة في الإمارات ما بين الفخامة وبساطة الخيام في الصحراء، وتعد السفينة “كوين إليزابيث 2” أكبر فندق عائم في دبي لتحتفظ بتاريخها البحري بعد أن تقاعدت منذ أربع سنوات في ميناء راشد.

دبي- في الوقت الذي انتهى فيه قصر باكنغهام من احتفاله باليوبيل البلاتيني بمناسبة مرور سبعة عقود على تولي الملكة إليزابيث الثانية عرش المملكة المتحدة؛ كانت السفينة التاريخية “كوين إليزابيث 2” القابعة في أقصى الشرق تحديداً في مرسى ميناء راشد تستعد للاحتفال بمرور أربع سنوات على تحويل دفّتها وافتتاحها كأكبر فندق عائم فاخر وفريد من نوعه في دبي.

و”كوين إليزابيث 2” أكبر فندق عائم في دبي، وأطلقتها ملكة بريطانيا عام 1967، وبدأت رحلتها عبر الأطلسي بعد عامين من إطلاقها، وأكملت 25 رحلة عالمية، وعبرت المحيط الأطلسي أكثر من 806 مرات، وأتمت السفينة آخر رحلاتها يوم الحادي عشر من نوفمبر 2008 حينما اتجهت من المملكة المتحدة إلى دولة الإمارات.

وفي المرفأ حيث رائحة البلوط الخشبي القديم، تتهادى السفينة الفندق بجمالياتها الفريدة على صفحة مياه دبي، بعد ترميمها بنحو 100 مليون دولار من أجل الحفاظ على التصميم الداخلي من قطع الأثاث القديمة ولوحاتها الشهيرة، وتحافظ على عبق التاريخ والزمان لتلك السفينة الملكية، والتي قاومت صخب الموج لعقود طويلة، لتغدو كأنها قطعة مليئة بأسرار البحار وعوالمه.

وفي جولة مليئة بالسحر والكنوز، تشاهد صورة للملكة إليزابيث الأم تقدر قيمتها بـ2.6 مليون جنيه إسترليني، وصورة أخرى للملكة إليزابيث الثانية رسمها الفنان إدوارد هيلادي وتقدر بـ1.5 مليون إسترليني، بينما عرضت الشركة المصنعة للسفينة موديلا آخر لسفينة يبلغ طولها 6 أمتار تقريبا وتُدعى “مورتيانا” صنعت عام 1906، ويقدر ثمن ذلك الموديل الخشبي القديم ما يقرب من 4 ملايين إسترليني، علاوة على تمثال فخم من البرونز الخالص للملكة إليزابيث الثانية ويعود نحته إلى عام 1969.

وأوضحت كونستانتيا باجيوروكي مسؤولة الفندق في سفينة “الملكة إليزابيث 2” لوكالة الأنباء الاماراتية (وام) أن السفينة قد عادت إلى الحياة مرة أخرى في أكتوبر 2018 كفندق عائم يرسو بشكل دائم في دبي، بعد أن استقلها أكثر من مليونين ونصف المليون راكب من بينهم سياسيون ومشاهير وحطت رحالها في أكثر من 200 ميناء حول العالم، لذا تركز مناطق الجذب الرئيسية في السفينة على الماضي، إضافة إلى فرصة التنزه في أروقة سار فيها أشخاص مثل نيلسون مانديلا، ديفيد بووي، إليزابيث تايلور، وبز ألدرن، بالإضافة إلى تجربة حصرية لزيارة الأجنحة الملكية التابعة للملكة إليزابيث الثانية ووالدتها.

ومن الداخل تتّسم السفينة بالمقدار ذاته من التفاصيل، دفّتها، كابينة قيادتها، متاريسها، غرفة محركاتها ووسائل الإغاثة والمعيشة القديمة، إذ يتكون الفندق من 13 طابقاً ويتميز بأثاث قديم ولوحات تاريخية وتذكارات عندما كانت السفينة هي السفينة البحرية الرسمية للملكة إليزابيث الثانية، ويضم مجموعة مكونة من 447 من الغرف والأجنحة وجناحين ملكيين مخصصين للدعوة يتضمن كل جناح منهما شرفة خاصة، وغرفة زجاجية وغرفة للطعام إضافة إلى غرفة نوم فاخرة.

ولا تزال نوافذ السفينة المستديرة الأصلية تضفي شعورا بجو البحر في غرف الضيافة الجذابة المجدّدة، مع سماع موسيقى الجاز “السبعينية”، كما حافظت مجموعة من مطاعمها الأصلية على أسمائها وديكوراتها كما كانت عليه في أعوامها السابقة، وفي حين حافظت السفينة على عبق عناصرها الأصيلة، فقد تمّ تجهيزها بأحدث الوسائل التكنولوجية أيضاً.

وتعتبر “كوين إليزابيث 2” آخر باخرة للركاب تعمل بالنفط تعبر المحيط الأطلسي في خدمة الخطوط الملاحية المنتظمة حتى تم تجديدها بمحرك ديزل حديث في 1986، وتم تشغيلها باعتبارها سفينة عابرة للأطلسي وسفينة رحلات من عام 1969 إلى عام 2008، وصممت السفينة البريطانية لخدمة عبور المحيط الأطلسي من موطنها في ساوثهامبتون إلى نيويورك، حتى خلفتها “كوين ماري 2” في عام 2004.

ويعتبر ميناء راشد الوجهة السياحية الأولى في منطقة الشرق الأوسط على مدار السنوات الماضية وفق جوائز السفر العالمية، لذلك تشهد السفينة حالياً مناسبات وحفلات عديدة، وكأن الجميع يتبرّكون بتلك السفينة الملكية التي تعكس صفحات من التاريخ ومشاهد لا تنسى على متن السفينة التي راكمت رصيداً كبيراً من الذكريات الرائعة.

20