السفاري في الإمارات سياحة على بحر من الرمال

الشارقة تعلن عودة الرحلات الصحراوية بإجراءات احترازية.
الأحد 2021/01/10
السكينة موسيقى الليل في الصحراء

تعمل الإمارات على تنشيط السياحة الصحراوية في ظل الحجر الذي فرضته جائحة كورونا من خلال إجراءات الوقاية من الفايروس، لتصبح رمالها مقصدا لمحبي الراحة والهدوء والاستجمام، كما أصبحت مؤخرا قبلة رئيسية لرواد المغامرة والاستكشاف نظرا إلى ما تتميز به هذه الرمال من مقومات طبيعية، لم تكشف بعد عن مكامنها لزوارها ومرتاديها.

الشارقة - أعلنت الإمارات عن عودة الرحلات السياحية والصحراوية في إمارة الشارقة، وسط التزام تام بالإجراءات الاحترازية المعمول بها وفق الدليل الإرشادي للرحلات السياحية الصحراوية ولمنظميها.

وتشكل الإمارات وجهة سياحية هامة لعشاق سياحة الصحراء من مختلف دول العالم وخاصة في فصل الشتاء، نظرا إلى توفر مقومات هذه السياحة، وأهمها الطقس الدافئ الجميل والرمال الناعمة والكثبان الذهبية وواحات أشجار النخيل، ما يجعلها تستقطب عددا كبيرا من السياح من محبي الراحة والهدوء والاستجمام، كما أصبحت قبلة رئيسية لرواد المغامرة والاستكشاف.

قرار استئناف الرحلات السياحية والصحراوية في الشارقة يمثل خطوة متقدمة على درب العودة التدريجية إلى كافة الأنشطة السياحية في الأمارات، مع تبني أفضل الممارسات الوقائية وتنظيم بروتوكولات الصحة وتطبيق الاشتراطات والمعايير الضامنة لسلامة السياح والزوار والموظفين والمواطنين والمقيمين في الإمارة.

يقول الإماراتي عمر أحمد “مع بدء موسم الشتاء والإجازات المدرسية يشدّ الإماراتيون والمقيمون والسياح رحالهم إلى أماكن ومرافق الترفيه العائلي، التي تأتي في مقدمتها المناطق البرية والصحراء التي يحرص الجميع على زيارتها، سواء من خلال الرحلات اليومية السريعة التي يقوم بها السياح والمقيمون، أو من خلال الإقامة لفترة قد تمتد عدة أيام أو أسابيع للتخييم، والتي عادة ما يقوم بها أهالي الإمارات في مناطق محددة داخل صحراء الدولة، مثل صحراء المنطقة الغربية والعين وند الشبا والخوانيج والذيد والسرة وعوافي”.

الكثبان الرملية منحوتات ساحرة
الكثبان الرملية منحوتات ساحرة

وأضاف “إذا كانت تقام مجموعة من المهرجانات الصحراوية في الدولة تجمع بين برامجها قواسم مشتركة باعتمادها على الطبيعة الصحراوية، فنحن الشباب لنا مهرجاننا يوميا مع المغامرة والتحدي، عناصره مجموعة من الشباب وسيارات الدفع الرباعي والكثبان الرملية الصحراوية، والتي تكون شاهدة على سباقات التحدي والتزحلق على الرمال وجلسات السمر”.

وقال “في ظل وجود هذه العناصر الثلاثة نطلق العنان لمغامراتنا بلا حدود، فيبدأ هدير محركات السيارات ليحول هدوء وسكون الصحراء إلى أصوات تعلو ولا تهدأ، إلا مع وصول السيارات إلى قمم الكثبان والتلال الرملية، ثمّ نبدأ رحلة العودة من جديد”.

وجاء الآن الوقت المناسب للاهتمام بالسياحة الصحراوية وتطويرها وتشجيعها، خاصة وأن سياحة الصحراء تعد من أهم الروافد السياحية، التي يعشقها السياح بصورة كبيرة، فيأتون من شتى أنحاء العالم لزيارة الإمارات والخوض في رمالها من خلال رحلات السفاري، التي تتعدد أماكنها الصالحة لمثل هذه النوعية من الرحلات.

يقول ويس فريبرج من الولايات المتحدة المنهمك في تجهيز دراجتين ناريتين لبدء رحلة مغامرات في الصحراء مع أبنائه، وبعد إنهاء تشغيل محركيهما، قال “أنا مقيم في الإمارات، وأحرص أنا والعائلة على زيارة الصحراء على الأقل مرة في الأسبوع، وعادة ما تكون في العطلة”.

استئناف الرحلات الصحراوية في الشارقة يمثل خطوة على درب العودة التدريجية إلى النشاط السياحي في الإمارات

وأضاف أن، “صحراء الإمارات تتحول خاصة في فصل الشتاء إلى منتجع طبيعي مفتوح، يضمّ عددا كبيرا من مختلف شعوب العالم، يرتاده أهالي الإمارات الذين هم بحق عشاق للصحراء والبراري والرحلات، وتجد مرتادي الصحراء من شبه القارة الهندية يمارسون لعبة الكريكت المفضلة لديهم، بعد أن وجدوا في الصحراء ضالتهم فحولوا منها مساحات كثيرة إلى مئات الملاعب لممارسة هذه اللعبة، كما تجد الزائرين من مختلف دول العالم، من روسيا البيضاء وأوروبا ومن شتى البلدان”.

وتابع، “حقا إن صحراء الإمارات تتحول في الشتاء إلى مهرجان تلقائي كبير، يضم زائرين من شعوب وثقافات عديدة لا حصر لها، وتحفل بالعديد من الأنشطة والفعاليات السياحية والثقافية والرياضية، وتستقطب عددا كبيرا من الهواة ومرتادي الصحراء”.

ويؤكد المسؤولون في القطاع السياحي على أهمية الالتزام بالإجراءات الاحترازية، التي تضع دعائم متينة لإعادة الزخم إلى القطاع السياحي، مع الحفاظ في الوقت ذاته على صحة الموظفين والسياح على حدّ السواء، بما يرسخ حضور الشارقة كوجهة سياحية آمنة ومفضلة.

تقول الشابة جيسيكا فريبرج، “أعشق الصحراء وخاصة صحراء الإمارات لأنها ترفع شعار لا وجود للإزعاج، وتجمع العديد من أشكال وأنماط المشاهدة والترفيه والتثقيف، بالإضافة إلى عروض متميزة تبرز مضامينها أدق تفاصيل المغامرة والمتعة”.

وتضيف، أن “المنظر الطبيعي المتنوع والذي تشكله السهول والهضاب والتلال والجبال ساعد على انتشار نمط متميز من السياحة، هو سياحة السفاري والمغامرات عبر صحاري ودروب ووديان الإمارات، وممارسة الهوايات مثل التزحلق على الرمال وركوب الدراجات الرملية وزيارة أماكن إقامة سباقات الهجن”.

وجاء قرار معاودة نشاط الرحلات السياحية والصحراوية عقب إلزام الشركات المتخصصة باتخاذ إجراءات عدة، أهمها تجهيز مكاتب الاستقبال بفواصل بلاستيكية أو زجاجية وتسهيل استخدام أجهزة بطاقات الائتمان مع إجراء عمليات التعقيم بصورة منتظمة.

وتم تحديد جملة من الاشتراطات خلال الجولات السياحية، أولها ألا يتجاوز عدد الركاب السعة المحددة للمركبة، والحفاظ على مسافة لا تقل عن 2 متر بين الأشخاص، وتوفير لافتات حول المركبة السياحية لتنبيه المشاركين بضرورة تجنب التجمهر والازدحام في منطقة واحدة، وحثهم على الالتزام باتباع إجراءات الصحة والسلامة.

كما يلتزم منظمو الرحلات بتوفير نظام حجز يتيح للسلطات الصحية جمع المعلومات للمساعدة في تتبع جهات الاتصال إذا لزم الأمر، بما يشمل تفاصيل الجولة والمواقع التي ستتم زيارتها والأوقات والتواريخ وتفاصيل الاتصال بجميع المتعاملين، إضافة إلى اعتماد أساليب الدفع الإلكتروني واتباع كافة الطرق الممكنة للحفاظ على نظافة المرافق السياحية والمركبات والمعدات وغيرها.

سياحة الرمال
سياحة الرمال

 

16