السعودية فاطمة بالحداد تثري محتوى تصميم الأزياء عربيا

كتاب "دبلوم تصميم الأزياء" موجه بالدرجة الأولى للفئات المهتمة برسم تصميم الأزياء.
الجمعة 2022/05/27
كتاب يبسّط البدايات للمصممات العربيات

توجت رائدة الأعمال ومصممة الأزياء السعودية فاطمة بالحداد شغفها الفني الذي بدأ مبكرا بعالم الأزياء والتصميم بإصدار كتابها الأول، الذي تقول لـ”العرب” إنها تأمل أن يؤسس لمنهج تعليمي فريد في تعليم فن تصميم الأزياء باللغة العربية، وأن يصبح منهجا أكاديميا عن رسم تصميم الأزياء، يستخدم في المعاهد والجامعات.

الرياض – نفدت جميع طبعات كتاب “دبلوم تصميم الأزياء” الذي أطلقته رائدة الأعمال ومصممة الأزياء السعودية فاطمة بالحداد منذ نزولها إلى المكتبات، وهو ما أبهر المصممة. وقالت بالحداد إن صدى الكتاب كان جدّ قويّ لدى القراء العرب، فعند تدشين الكتاب في معرض جدة للكتاب كان الحضور كبيرا وقويا، وكذلك في معرض الرياض للكتاب، وقد كان هناك الحجز المسبق قبل نزول أي طبعة، مضيفة أن “دار النشر تأتيها استفسارات بخصوص نزول الطبعات اللاحقة”، مشيرة إلى أنه “سيتم تنقيح الطبعة الجديدة قبل نزولها وهناك طلبات لتوفير الكتاب بشكل أكثر انتشارا، ولدينا توزيع عن طريق خدمة العملاء وموقعنا الرسمي”.

وتقول بالحداد لـ”العرب”، “جاءت فكرة تأليف الكتاب منذ الوهلة الأولى لدخولي عالم تصميم الأزياء عام 2005، وقد كان المحتوى العربي شحيحا للغاية في كل ما يخص تصميم الأزياء، في ظل غياب تام لمنصّات التواصل الاجتماعي مثل يوتيوب أو أي شيء يشرح تصميم الأزياء حينها، ولم تكن المكتبة العربية تحتوي على ما يتعلق بالتصميم، بل كانت معظم الكتب تقف عند الخياطة فقط”.

 وتتابع “في ذلك الوقت كنت أسافر إلى الدول الأجنبية وأذهب إلى المكتبات هناك، وأرى الثراء المعرفي الهائل لديهم في ما يتعلق بتصميم الأزياء، فأشتري الكتب والأدوات التي أحتاجها، وكنت أتساءل لماذا محتوانا العربي فقير بالرغم من أن لدينا أسماء مصممين عالميين وكبار؟ ومن هنا قررت أنني إذا تعمّقت في هذا التخصص واستمرّرت في هذا المجال فإنني سوف أترك في المحتوى العربي ما يفيد المصمّمات اللواتي يأتين من بعدي، ليستفدن منه في بداياتهن، وفعلا استمرّرت في هذا التخصص حتى عام 2013 حيث انتهيت من جمع كتب ومصادر باللغات الأجنبية، وبعد البحث والرجوع إليها أعدت صياغة الكتاب من المصادر الأجنبية نفسها وأطلقت الكتاب عام 2015”.

وتؤكد بالحداد أن سبب تأليف الكتاب هو النقص في المحتوى العربي، والغرض هو مساعدة المصممات العربيات الناشئات من بعدي في تيسير الأمور عليهن، وتبسيط موضوع الأزياء، ومازلت حتى الآن أحاول تخفيف وطأة صعوبة البدايات على المصممات الجدد، وليس عبر الكتاب فحسب، “بل أقوم أيضا بإعطاء الدورات والدبلوم. كما أنني أقوم بتطوير الطبعات اللاحقة للكتاب، كما أنني أعمل على تأليف كتاب آخر”.

وفي سياق حديثها عن رحلة إنجاز كتابها الأول حول الأزياء باللغة العربية، تحدثت بالحداد عن الصعوبات التي واجهتها في جمع المادة، بالنظر إلى غياب المحتوى العربي في هذا المجال، مشيرة إلى أنها اعتمدت بشكل أساسي على جمع المحتويات من المكتبات الأجنبية وترجمتها، وإعادة صياغة المادة وترتيبها وتنسيقها من جديد بما يتناسب مع طبيعة المجتمع العربي وثقافته، حيث كان من الصعوبة إظهار الكتاب كما هو في الثقافة الأجنبية بما يتنافى مع الثقافة العربية، مضيفة “ومن الصعوبات كذلك التي واجهتني هي نشر الكتاب، فلم أجد دار نشر تقبل أن تنشر الكتاب بحكم ثقافة المجتمع العربي، وعدم جرأته على تقبّل مثل هذا النوع من الكتب، فقد كانت دور النشر متحفظة على نشر كتاب مصوّر يتعلّق بتصميم الأزياء، فهو يختلف عن كتب الطبخ وغيرها”.

◙ فاطمة بالحداد: الغرض من تأليف الكتاب مساعدة المصممات العربيات الناشئات من بعدي في تيسير الأمور عليهن
◙ فاطمة بالحداد: الغرض من تأليف الكتاب مساعدة المصممات العربيات الناشئات من بعدي في تيسير الأمور عليهن

وعن المدة التي استغرقها إنجاز هذا الكتاب الذي تعتبره المصممة السعودية فاطمة بالحداد مرجعا في مجال تصميم الأزياء، تقول إن جمع المحتويات من مصادرها الأصلية احتاج إلى عشر سنوات، حيث توقفت بعدها عن إتمام الكتاب لظروف خاصة، قبل أن تعود إلى العمل على إكماله بجهود ذاتية، بدءا من مرحلة جمع المراجع والمصادر الأجنبية ومرورا بمرحلة الترجمة وإعادة صياغة المحتوى وتنسيقه، ثم إضافة محتوى خاص بما يتناسب مع الثقافة العربية، وصولا إلى إصداره في ثلاثة مجلدات.

وتشير بالحداد إلى أنها حرصت عند إعداد الكتاب على أن تكون كل رسوم تصميم الأزياء الموجودة فيه من رسمها وتلوينها، وهو ما يعطي ملمحا عن فرادة الكتاب وثرائه بالرسومات الخاصة، إلى جانب تدعيم المحتوى بالفيديوهات الموجودة في جوانب الصفحات عبر خاصية Code QR، التي يمكن لمتصفح الكتاب أن يستخدمها لمشاهدة شرح المادة العلمية.

وتؤكد بالحداد أن كتابها موجه بالدرجة الأولى للفئات المهتمة برسم تصميم الأزياء، سواء كانت من مصممات الأزياء أو من محبي رسم تصميم الأزياء، حيث يعد الـFashion Illustration خطّا بحدّ ذاته، وتضيف “من يتقن ويتخصص برسم تصميم الأزياء يستطيع عبر هذا المجال التخصص والتعامل مع دور الأزياء العالمية، وليس شرطا أن يكون مصمّما للأزياء، فنحن نشاهد عبر وسائل التواصل الاجتماعي متابعين بالملايين فقط لرسامي تصميم الأزياء، ونشاهد شركات التجميل تتعامل مع هؤلاء الرسامين لعمل إطارات وصناديق خاصة، لأن رسم تصميم الأزياء تخصص بحد ذاته ومجال، وأي أحد مهتم بهذا التخصص أو رسم المونيكان أو التعليم الأكاديمي فإن هذا الكتاب يفيده”.

20