السعودية توقف رئيس هيئة سياحية في قضية فساد

الرياض - أعلنت السلطات السعودية ليل الأحد توقيف رئيس تنفيذي لمشروع سياحي وتراثي يأتي في إطار مساعي المملكة لتكون مركزاً عالمياً للفنون، وذلك للاشتباه في ضلوعه بعملية غسيل أموال.
وقالت هيئة الرقابة ومكافحة الفساد السعودية في بيان إنه "تم إيقاف الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمحافظة العلا المهندس عمرو بن صالح عبدالرحمن المدني، لتورطه بجرائم استغلال النفوذ الوظيفي وغسل الأموال".
وأشار البيان إلى أن المدني متورط قبيل استلام مهماته وبعدها، في الحصول على عقود بشكل غير قانوني لشركة منفصلة له فيها حصة ملكية بواسطة أحد أقاربه الذي تم إيقافه أيضا بعد اعترافه، مقدّراً قيمة العقود بنحو 207 ملايين ريال سعودي (55 مليون دولار).
وأضاف البيان أنه يجري حالياً "استكمال الإجراءات النظامية بحق المذكورين وفق ما تقضي به الأنظمة والتعليمات، وإحالتهم للقضاء".
وأكدت الهيئة -وفق البيان- أنها "مستمرة في رصد وضبط كل من يتعدى على المال العام أو يستغل الوظيفة لتحقيق مصلحته الشخصية أو للإضرار بالمصلحة العامة، وأن الهيئة ماضية في تطبيق ما يقتضي به النظام بحق المتجاوزين دون تهاون".
ولم يشر الموقع الإلكتروني للهيئة الملكية لمحافظة العلا الاثنين إلى المدني، وبدلاً من ذلك أدرج اسم عبير العقل في منصب الرئيس التنفيذي بالإنابة.
والعُلا هي موطن لموقع الحِجر الأثري (مدائن صالح)، أحد المواقع المدرجة في لائحة التراث لعالمي لليونيسكو والمشهور بمقابره النبطية القديمة المنتشرة وسط جبال الحجر الرملي والوديان.
وخلال السنوات الأخيرة، سعت السلطات إلى ترسيخ العُلا وجهة أساسية للفنون، كجزء من حملة أوسع لتحويل المملكة إلى مركز سياحي ضمن أجندة "رؤية 2023" الإصلاحية التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وتتغنّى المنطقة الآن بمنتجعات فاخرة صديقة للبيئة، ومسرح فخم مغطى بألواح المرايا شهد عروضاً فنية لأمثال ماريا كاري وأليشيا كيز وأندريا بوتشيلي.
واعتباراً من الشهر المقبل، تستضيف العُلا أحدث نسخة من "ديزيرت إكس" (Desert X)، وهو معرض فني في الهواء الطلق.
وشهدت السعودية خلال السنوات الماضية بعد أن أصبح الأمير محمد بن سلمان وليًا للعهد، حملة تحت شعار "مكافحة الفساد"، ومثّل اعتقال عشرات من الأمراء ورجال الأعمال في فندق ريتز كارلتون الفخم بالرياض في 2017 لأشهر طويلة أبرز خطوة في حملة الدولة على الفساد.
وتقوم هيئة الرقابة منذ سنوات بحملة واسعة لمكافحة الفساد في الوزارات وباقي الهيئات الحكومية، وتعلن بشكل دوري عن إيقافات طالت مسؤولين كبارا بينهم، بينهم قضاة وقيادات عسكرية وأمنية وأعضاء سابقون في مجلس الشورى، في مسعى لوقف الهدر العام للأموال.
وتعتقد القيادة السعودية ان مكافحة الفساد وتعزز الشفافية والحوكمة الرشيدة سيساهم في دعم جهود الدولة لتحقيق نقلة نوعية ضمن رؤية 2030.
وحققت السعودية تقدما في مؤشرات مكافحة الفساد، وآخرها ما صدر عن شركة بيانات المخاطر العالمية السويسرية في يناير 2022. ووفقا لتقرير الشركة الذي شمل 180 دولة حول العالم، فقد حلت السعودية في المرتبة الثانية والخمسين متقدمة بأربعة عشر مرتبة عن العام 2021.
وتقوم السعودية بخطوات هامة لدعم العديد من القطاعات مثل السياحة والصناعة والترفيه والرياضة وفي البنية التحتية ضمن رؤية 2030 بهدف الحد من تعويل المملكة على عائدات النفط.
ويكبد الفساد خسائر مالية كبيرة للدول الخليجية، وبحسب تقرير صدر في العام 2020 لمؤسسة "كابيتال إيكونوميكس" ومقرها لندن، فإن الفساد تسبب بخسائر مالية في دول الخليج بلغت خلال خمس سنوات نحو 320 مليار دولار.
وأشار التقرير إلى أن السعودية تصدرت قائمة دول الخليج من حيث عدد قضايا الفساد وحجم الأموال المنهوبة بقيمة 180 مليار دولار، وذكر خبراء في تعقيب على التقرير أن حجم الفساد في السعودية في السنوات الماضية تجاوز ما تم تسجيله في كل الدول الخليجية مجتمعة.