السعودية تواصل الحراك الدبلوماسي لحل الدولتين أمام التعنت الإسرائيلي

عمان - أكد رئيس اللجنة الوزارية العربية الإسلامية بشأن غزة، وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، اليوم الأحد، أن رفض إسرائيل زيارة اللجنة للضفة الغربية "ما هو إلا تأكيد على تطرفها ورفضها أي محاولات جدية للدبلوماسية والسلام".
وهذا الموقف الإسرائيلي، الذي جاء قبيل لقاء اللجنة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس عبر الاتصال المرئي، قد يدفع بالجهود العربية والإسلامية نحو مضاعفة الضغط الدولي لإيجاد حل مستدام للصراع، وسط تصاعد غير مسبوق في الأزمة الفلسطينية وكارثة إنسانية في غزة.
وعقدت اللجنة الوزارية العربية الإسلامية اجتماعا في العاصمة الأردنية عمان، حيث التقى الوفد برئاسة الأمير فيصل بن فرحان ونائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، بالرئيس الفلسطيني محمود عباس عبر الاتصال المرئي.
وقال الأمير فصيل بن فرحان في مؤتمر صحافي مشترك بعمان إن "هذه التصرفات لن تزيدنا إلا عزيمة لمضاعفة الجهود الدبلوماسية في المجتمع الدولي لمواجهة هذه عنجهية إسرائيل".
وأشار إلى أن لقاء اللجنة مع الرئيس الفلسطيني كان "مثمرا وموسعا وتطرق لكافة المواضيع، وعلى رأسها الوصول لوقف إطلاق النار، من خلال إطلاق المحتجزين ودخول المساعدات وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة".
وأكد الوزير السعودي أن "السلطة الفلسطينية هي الطرف العقلاني في معادلة الصراع مع إسرائيل"، مبينا أن حديثا موسعا جرى حول مؤتمر حل الدولتين المنوي عقده في نيويورك في يونيو الحالي، إضافة إلى حشد الرأي العام الدولي لإيجاد مسار سريع لوقف إطلاق النار في غزة.
ومن جانبه، شدد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي على حق الشعب الفلسطيني في الدولة والأمن والسلم، وإنهاء الحرب على غزة.
وأضاف أن "قرار الاحتلال بمنع دخول وفد اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية الاستثنائية المشتركة بشأن غزة إلى الضفة الغربية، يؤكد غطرسة الحكومة الإسرائيلية وعنجهيتها وتطرفها".
وأوضح الصفدي أن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أكد خلال لقاء الوفد على "أهمية دور اللجنة في حشد موقف دولي فاعل لوقف الحرب على غزة".
وتابع الصفدي "نحن نريد السلام العادل ونعمل من أجله والحكومة الإسرائيلية مستمرة في خطواتها اللاشرعية"، مشدداً على أن "تلبية الحقوق الفلسطينية المشروعة هو الأساس الذي نسعى إليه جميعاً"، وأن "الحكومة الإسرائيلية مستمرة في قتل كل فرص السلام في المنطقة".
وتضم اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية الاستثنائية المشتركة بشأن قطاع غزة كبار المسؤولين من عدة دول عربية وإسلامية.
ويضم الوفد رئيس اللجنة، وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ، ونائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، ووزير الخارجية البحريني عبداللطيف بن راشد الزياني، ووزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين في الخارج بدر عبدالعاطي، ونائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ونائب رئيس دولة فلسطين حسين الشيخ (عبر الاتصال المرئي)، ورئيس الوزراء ووزير الخارجية والمغتربين في دولة فلسطين محمد مصطفى (عبر الاتصال المرئي)، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط.
ويأتي انعقاد اجتماع اللجنة الوزارية العربية الإسلامية في عمان وتصريحات وزيري خارجية السعودية والأردن، بعد رفض إسرائيل دخول عدد من وزراء خارجية ما يسمّى بدول الاعتدال العربي إلى رام الله في الضفة الغربية، ومساندة رئيس السلطة محمود عباس في تجديد دماء سلطته وإصلاح هياكلها الداخلية، لدفع المجتمع الدولي نحو تأييد خطة حل الدولتين في مؤتمر يعقد بعد أيام في نيويورك.
وأفادت شبكة سي إن إن الأميركية السبت أن المملكة العربية السعودية تشعر بالإحباط من رفض إسرائيل إنهاء الحرب في غزة، وتبذل جهودا دبلوماسية مكثفة لإقناع الدول الغربية، بما فيها الولايات المتحدة، بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، وتثق المملكة بأن فرنسا ستكون من بين الدول التي ستفعل ذلك في يونيو، كما تعمل الرياض على دعم السلطة الفلسطينية، إذ لا ترى بديلا عمليا لدورها كممثل سياسي للشعب الفلسطيني.
وكانت هذه الزيارة ستكون الأولى على الإطلاق لمسؤول سعودي رفيع المستوى منذ عام 1967 عندما احتلت إسرائيل الضفة الغربية والقدس الشرقية، وكان من المفترض أن يقود وزير الخارجية وفدا عربيا رفيع المستوى للقاء السلطة الفلسطينية في رام الله.
وتأتي هذه الزيارة في الوقت الذي يسعى فيه ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، إلى الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، مع استمرار الحرب في غزة، وتراجع احتمالات التطبيع السعودي- الإسرائيلي.
وقال مسؤول إسرائيلي، السبت، إن إسرائيل لن تسمح بعقد اجتماع مزمع في مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة، بعدما ذكرت وسائل إعلام أن وزراء عربا كانوا يعتزمون الحضور، الأحد، ومُنعوا من القدوم، حيث يحتاجون إلى موافقة إسرائيلية للسفر من الأردن إلى الضفة الغربية.
وأكد المسؤول في بيان له “كانت السلطة الفلسطينية التي ما زالت ترفض إدانة مجزرة السابع من أكتوبر، تعتزم أن تستضيف في رام الله، اجتماعا استفزازيا لوزراء خارجية دول عربية وإسلامية، للترويج لإقامة دولة فلسطينية”.
وجاء عزم وزراء الخارجية العرب التوجه إلى رام الله قبل عقد المؤتمر الدولي المقرر بنيويورك، برئاسة مشتركة بين فرنسا والسعودية، لمناقشة قضية إقامة دولة فلسطينية.
وتوعد وزير الدفاع يسرائيل كاتس ببناء “دولة إسرائيلية يهودية” في الضفة الغربية، وقال في بيان له إن إقامة مستوطنات جديدة هو “رد قاطع على المنظمات الإرهابية التي تحاول إيذاءنا وإضعاف قبضتنا على هذه الأرض،” وهي أيضا رسالة واضحة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وأصدقائه، هم “سيعترفون بدولة فلسطينية على الورق، ونحن سنبني الدولة اليهودية الإسرائيلية هنا على الأرض".