السعودية تنضم لمنظمة شنغهاي كشريك للحوار بعد تنامي علاقاتها مع الصين

القرار السعودي يشكل خطوة مهمة لتعزيز نفوذ المملكة وأهميتها الاستراتيجية إقليميا ودوليا ومع الغرب تحديدا، لما تمثله من دور محوري في معادلة التوازن العالمي.
الأربعاء 2023/03/29
انضمام السعودية إلى المنظمة نوقش خلال زيارة الرئيس الصيني إلى المملكة

الرياض  - وافقت السعودية على الانضمام لمنظمة شنغهاي للتعاون التي تقودها الصين بصفة "شريك للحوار"، على ما أفاد الإعلام الرسمي الأربعاء، في إشارة جديدة إلى تزايد روابط المملكة الخليجية مع البلد الآسيوي العملاق الذي يرغب في فرض نفسه طرفا فاعلا على الساحة الدولية يزاحم الولايات المتحدة في مراكز نفوذها التقليدية.

ويرى مراقبون أن القرار السعودي ينمّ عن حرص المملكة على الانفتاح على الشرق في إطار خطة كاملة لتعزيز مكانتها الاقتصادية قبل السياسية مع اتجاه العالم حاليا نحو خلق شراكات جديدة.

ويقول المراقبين إن انضمام السعودية إلى المنظمة لن يؤثر على علاقاتها مع الغرب وخصوصا الولايات المتحدة الشريك التاريخي للمملكة، لكن سيعزز نفوذها وأهميتها الاستراتيجية إقليميا ودوليا ومع الغرب تحديدا، لما تمثله من دور محوري في معادلة التوازن العالمي.

ووافق مجلس الوزراء السعودي على القرار في جلسة برئاسة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز الثلاثاء، على ما أوردت وكالة الأنباء السعودية.

وتمنح الخطوة الرياض "صفة شريك الحوار في منظمة شنغهاي للتعاون" ومقرها بكين.

ومنظمة شنغهاي هي اتحاد سياسي وأمني لدول تشغل مساحة كبيرة من أوراسيا، من بينها الصين والهند وروسيا. وتأسست المنظمة عام 2001 بين روسيا والصين ودول الاتحاد السوفييتي السابقة في وسط آسيا، وتوسعت لتضم الهند وباكستان متطلعة للعب دور أكبر في مواجهة النفوذ الغربي في المنطقة.

ووقعت إيران أيضا وثائق العضوية الكاملة بالمنظمة العام الماضي. وقالت مصادر لوكالة "رويترز" إنّ انضمام السعودية إلى المنظمة نوقش خلال زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى المملكة.

وأضافت المصادر أنّ صفة شريك الحوار ستكون خطوة أولى قبل منح المملكة العضوية الكاملة في المدى المتوسط.

خطوة سعودية نحو العضوية الكاملة
خطوة سعودية نحو العضوية الكاملة

ويأتي هذا القرار بعد إعلان "أرامكو" السعودية، الثلاثاء، أنّها زادت استثماراتها في الصين بعدة مليارات الدولارات من خلال إتمام مشروع مشترك كان مخططاً له في شمال شرق الصين، والاستحواذ على حصة في مجموعة بتروكيماوية خاصة.

كما يأتي قرار الانضمام كذلك بعد الدور الذي لعبته الصين في توقيع اتفاق تاريخي بين الرياض وطهران من اجل استئناف العلاقات الدبلوماسية بعد نحو 7 سنوات من انقطاعها بسبب إعدام رجل الدين الشيعي المقرب من إيران نمر النمر.
وانخرطت إيران والسعودية وهما خصمان إقليميان في نزاعات إقليمية بالوكالة مثل الحرب في اليمن.

وأوضحت الرياض أنه رغم انخراطها في جولات مباحثات ثنائية سابقة مع طهران إلا أن وساطة الرئيس الصيني شكّلت "جسرا" بين القوّتَين الإقليميّتَين البارزتين في الخليج.

وأثار تدخل الصين أسئلة بالنظر إلى شراكة المملكة الوثيقة تاريخيا مع الولايات المتحدة، رغم توتر هذه العلاقة بسبب خفض إنتاج النفط الذي أقرته منظمة "أوبك+" العام الماضي.

وتستعد السعودية وإيران لإعادة فتح سفارتيهما في طهران والرياض مع توقع اجتماع بين وزيري خارجية البلدين الأمير فيصل بن فرحان وحسين عبداللهيان قبل نهاية شهر رمضان على ما ذكرت وسائل اعلام سعودية الاثنين.

والثلاثاء، أشاد جينبيغ بالتحسن الأخير في العلاقات بين إيران والمملكة العربية السعودية، خلال اتصال هاتفي مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي لبلاده.

وفي أول تعليق له حول هذا الاتفاق، أكد شي أن الحوار الذي ترعاه الصين "سيضطلع بدور رئيسي في تعزيز الوحدة والتضامن الإقليميين".

وتثير العلاقات المتنامية بين الرياض وبكين مخاوف لدى واشنطن، الحليف التقليدي للمملكة. وتقول واشنطن إنّ محاولات الصين لممارسة النفوذ في أنحاء العالم لن تغير السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط.

وتشهد العلاقات السعودية – الصينية تطورا كبيرا في السنوات الأخيرة، ويعزو مراقبون ذلك إلى السياسة الأميركية المتخبطة، والمتخاذلة في بعض الأحيان في دعم شريكها الرئيسي في المنطقة.

وعبرت السعودية وغيرها من دول الخليج عن القلق بشأن ما ترى أنه نأي من جانب الولايات المتحدة عن المنطقة، ومن ثم اتجهت لتنويع الشراكات مع التركيز على المصالح الأمنية والاقتصادية الخاصة بها.

وتعتزم الدول المنتسبة إلى المنظمة عقد "تدريب مشترك لمكافحة الإرهاب" في تشيليابينسك الروسية، في أغسطس من العام الجاري.