السعودية تناقش مشكلات الفنون والتصاميم المعاصرة

المؤتمر يهدف من خلال الجلسات المتضمنة للبحوث والدراسات والملصقات العلمية وورش العمل إلى إبراز الجهود العلمية الحديثة في مجال الفنون والتصاميم.
الجمعة 2021/09/17
التصميم المعاصر فن يجمع بين الجمالية والفاعلية

الرياض – تستعد السعودية لاستضافة المؤتمر الدولي للفنون والتصاميم في نسخته الثانية، والذي يناقش مسائل ومحاور هادفة ومتنوّعة في مجالات الفنون والتصاميم، بمشاركة كوكبة من الأكاديميين والمتخصّصين في هذه المجالات في العالم العربي.

ويقول الأكاديميون والباحثون إن الفنون باتت لغة الشعوب التي تشكّل الحضارات والثقافات، والتصميم هو عملية جمع العناصر وتجهيز كل ما تحتاج إليه هذه العناصر من معالجة وقياس وتعديل، وذلك من خلال الاعتماد على الأفكار والخبرات الشخصية للقيام بإنتاج شيء جديد ومميّز يؤدّي مهامه ويحقق الهدف من تصميمه.

وقد أصبحت الفنون بشكل عام والتصاميم بشكل خاص من الأمور المهمة في عصرنا الحاضر، حيث تدخل في العديد من المجالات الحياتية، الأمر الذي يتطلب المزيد من الاهتمام من خلال البحث والدراسة ومواكبة التطوّرات العلمية والتكنولوجية في مجال الفنون والتصاميم.

المؤتمر يهدف إلى استشراف مستقبل التصاميم في العالم العربي وتحديد معالم التحديات التي تواجه تطورها

وضمن هذا الإطار أعلنت اللجنة المنظمة للمؤتمر الدولي للفنون والتصاميم عن تفاصيل الدورة الثانية للمؤتمر، وفتح باب الاشتراك في الندوات وورش العمل من قبل الفنانين التشكيليين والمصممين والأكاديميين والباحثين.

وتُقام الدورة الثانية من المؤتمر هذا العام لمدة ثلاثة أيام خلال الفترة الممتدة بين العاشر والثاني عشر من ديسمبر المقبل، وذلك تحت مظلة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات، وتديره وتنظمه شركة إثراء المعرفة للمؤتمرات والأبحاث والنشر العلمي، بالتعاون مع الجمعية السعودية للفنون التشكيلية “جسفت”.

ويقول عبدالرحمن بن محمد الزهراني، رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر، “يناقش المؤتمر في نسخته الثانية الجديد في مجالات الفنون والتصاميم من خلال فتح باب المشاركة في ستة عشر محورا هي: فنون الغرافيك وتأثيرها على المجتمع، وفلسفة التصميم بين الرؤية والمهنية والإبداع، والملكية الفكرية في الفن والتصميم، واقتصاديات التصميم والقدرة التنافسية، والفن الرقمي، وفن الكاريكاتير، والخط العربي والخط التصويري، والاتجاهات الحديثة في ممارسة وتعليم الفن والتصميم، والعمارة والديكور وفن التصميم الداخلي، وقضايا ومشكلات الفنون والتصاميم المعاصرة، وصناعة الخزف والنحت والمجسمات، والعلاج بالفن التشكيلي، والإعداد الأكاديمي في كليات الفنون، والتصميم من أجل التصنيع في مجالات الذهب والمجوهرات والأزياء والأثاث”.

وأضاف الزهراني أنه ستقام على هامش الدورة الثانية للمؤتمر، الذي تنتظم فعالياته في مدينة مكة المكرمة وتُبث ورشه وندواته ومناقشات أبحاثه عبر منصة زووم، ثلاث ورش عمل تدريبية تقدّمها كوكبة متميزة من الأكاديميين والمتخصّصين في مجال الفنون والتصاميم، حيث سيقدّم الورشة الأولى عصام بن عبدالله عسيري أستاذ الفنون والتصاميم بجامعة جدة تحت عنوان “أسس ومهارات البحث العلمي في الفنون والتصاميم”، أما ورشة العمل التدريبية الثانية فيقدّمها وكيل كلية التصاميم بجامعة الطائف عبدالعزيز الدقيل تحت عنوان “العلاج بالفن التشكيلي”، فيما يقدّم فيصل بن خالد الخديدي مدير جمعية الثقافة والفنون بالطائف الورشة الثالثة التي ستحمل عنوان “النقد الفني”.

Thumbnail

ووجّه رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر الدعوة إلى جميع المتخصّصين والمهتمين بمجال الفنون والتصاميم للتسجيل والحضور والمشاركة من خلال الموقع الإلكتروني للمؤتمر، مشيرا إلى أن آخر موعد لاستقبال المشاركات هو الخامس والعشرين من نوفمبر 2021.

وأوضح الزهراني أنه يمكن للراغبين الحضور والمشاركة في المؤتمر عبر بحث أو دراسة علمية أو ملصق علمي أو ملصق لمبادرة أو ملصق تجربة ناجحة، شريطة أن تكون المشاركات وفق الشروط والضوابط التي اعتمدتها اللجنة العلمية للمؤتمر.

ويهدف المؤتمر من خلال الجلسات المتضمنة للبحوث والدراسات والملصقات العلمية وورش العمل إلى إبراز الجهود العلمية الحديثة في مجال الفنون والتصاميم، والمساهمة في رفع مستوى جودة البحوث العلمية ومواكبة متطلبات العصر على الصعيد الأكاديمي أو الإنتاج العلمي، واستشراف مستقبل الفنون والتصاميم في العالم العربي وتحديد معالم التحديات التي تواجه تطويرها، ومواكبة التطوّرات الحديثة في مجالات الفنون المختلفة في ظل ثورة المعلومات والاتصالات وثورة الصناعة، بجانب الاستفادة من التجارب والخبرات الدولية في مجال الفنون والتصاميم، وتفعيل الفنون والتصاميم في دعم القضايا المجتمعية وإثارة الوعي بالتطوّرات الحاصلة عالميا.

ويستهدف المؤتمر الأكاديميين في مجال الفنون والتصاميم في العالم العربي، وطلاب الدراسات العليا والمعلمين والمهتمين بمجال الفنون والتصاميم. وجميع الأبحاث والدراسات العلمية المشاركة في المؤتمر والمجازة من اللجنة العلمية ستنشر في قواعد البيانات الإلكترونية مثل المكتبة السعودية الرقمية ودار المنظومة وبنك المعرفة المصري ومكتبة العبيكان الرقمية.

ويمكن تعريف فن التصميم بأنه فرع من فروع الفنون التشكيلية الجماهيرية، ويعتمد بطبعه على مجموعة من عناصر العمل الفني، ويتغاضى عن أخرى في تحقيق الهدف الذي وُجد من أجله، كما يُعرّف بأنه عملية إعادة تشكيل وصياغة الأفكار لتطبيقها على أرض الواقع، وصياغة هذه الأفكار من خلال دراسة كافة جوانب الفكرة التي يودّ مبتكرها إدخالها حيّز التنفيذ، ووضع تصوير مبدئي حول الشكل الذي سيتّخذه على الواقع، ولا بد من الأخذ بعين الاعتبار كافة الجوانب التي ستؤثّر فيها هذه الفكرة عند الشروع في تنفيذها عمليا.

ويرى خبراء أن التصميم المعاصر صفة وليس أسلوبا، كما هو جيد وجميل وفعّال ومبتكر ومعبّر عن وقته. وهو بات في السنوات الأخيرة مشغولا بالاهتمامات البيئية والوعي العالمي والاقتصاد والمتانة والتجريب والتكنولوجيا والبساطة، فالمعاصرة من وجهة نظر المختصّين “لحظة”، تصميماتها متغيرة باستمرار، انتقائية، منخفضة ومفتوحة.

Thumbnail
17