السعودية تستقبل جحافل الحجاج

بدأت المملكة العربية السعودية في استقبال الحجاج من أنحاء العالم بعد أن أتمت استعداداتها لضمان أداء المناسك في ظروف ملائمة تضمن سلامتهم، وتوفير أجواء الراحة لهم في إقاماتهم وفي زياراتهم إلى مكة والمدينة.
مكة - بمبادرات واستعدادات وترتيبات “ضخمة”، تتجه السعودية لاحتضان موسم حج “غير مسبوق”، و”استثنائي” مع توقعات رسمية بأن يتجاوز عدد الحجاج مليوني شخص.
وبين استقبال حافل للحجاج وتفويج ناجح لهم من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة لأداء المناسك بدءا من الجمعة، أعدت المملكة مبادرات وخطط وخدمات غير مسبوقة، لإنجاح موسم حج لهذا الموسم.
ويبدأ موسم الحج في اليوم الثامن من شهر ذي الحجة وهو ما يوافق هذا العام 2024 يوم 14 يونيو الجاري على أن يستمر أداء المناسك 6 أيام.
وسيتم استقبال الحجاج بالورود وفي ظل أجواء احتفائية وتيسير ملحوظ في إتمام الإجراءات، حيث استقبلت منافذ المملكة القادمين لأداء مناسك حج هذا العام، كما شهدت أولى رحلات الحج استقبالا من مسؤولين كبار بالمملكة. وكانت رحلة الحجاج الأولى الواصلة إلى السعودية قادمة من الهند وفيها 283 حاجا.
والثلاثاء، أعلنت المديرية العامة للجوازات السعودية قدوم مليون و547 ألفا و295 حاجا خلال موسم الحج لهذا العام عبر جميع منافذ المملكة الجوية والبرية والبحرية، حتى نهاية يوم الاثنين، في إشارة لإمكانية أن يزداد العدد.
كما شهدت عمليات التفويج من المدينة المنورة إلى مكة انسيابية كبيرة، لاسيما في ذروة تلك العمليات الثلاثاء الماضي. وفي هذا الصدد أشار وزير الحج والعمرة توفيق الربيعة، في 6 يونيو الجاري، إلى أنه تم تدريب أكثر من 120 ألف من العاملين، وقادة مجموعات الحجاج.
وتم عقد أكثر من 2500 ورشة تدريبية بعدد من اللغات في المملكة، و10 أخرى في دول حول العالم، حتى يتمكن العاملون من مساندة ما يزيد على10 آلاف متطوع ومتطوعة، وتهيئة وتطوير المنشآت في المشاعر المقدسة وتدعيم منشأة الجمرات بمظلات علوية مع تلطيف للهواء بالرذاذ؛ لخفض درجات الحرارة، إلى جانب رفع كفاءة وجاهزية السلالم الكهربائية المتحركة، بهدف تسهيل وصول الحجاج إلى مواقع رمي الجمرات.
كما تم تطوير المنطقة المحيطة بالمشعر الحرام بتدشين مشروع “مسار المشعر الحرام” ليكون ملائماً للمشي والتنقل بيسر وسهولة. وتم تشغيل قطار المشاعر (بين منى وعرفات) بطاقة استيعابية تبلغ 72 ألف راكب في الساعة الواحدة، للإسهام في نقل ما يزيد عن 350 ألف حاج بين المشاعر المقدسة.
وتستهدف رئاسة الشؤون الدينية للمسجد الحرام والمسجد النبوي ترجمة خطبة عرفات بـ20 لغة عالمية حتى تتمكن من الوصول إلى مليار مستمع.
وأعلنت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، مشاركة 5138 من العمالة داخل المسجد الحرام يتم من خلالهم غسل البيت العتيق وتطهيره يوميا، عبر 4000 معدة وآلة بإشراف 400 موظف على مدار 24 ساعة. كما تم تجهيز 68 شاشة إضافة لاستخدام 53 لغة للإرشاد المكاني، إضافة إلى تهيئة 22 مصعدا لخدمة ضيوف الرحمن وتجهيز 33 ألف سجادة في المسجد الحرام والتوسعة.
ووفرت الهيئة 224 من السلالم الكهربائية لكبار السن، وجهزت 140 بابا من أبواب المسجد الحرام للتسهيل على ضيوف الرحمن عمليات الدخول والخروج خلال موسم الحج، فضلا عن 20 ألف حافظة (مياه) زمزم .
وجهزت الهيئة أيضا 883 وحدة تكييف فيما يبلغ عدد مراوح التهوية 4079 وعدد مراوح الرذاذ 244 مروحة . أما أمنيا، فقد أكد مدير الأمن العام رئيس اللجنة الأمنية للحج الفريق محمد بن عبدالله البسامي الاستعداد التام لموسم الحج.
وشدد على أن أمن الوطن والحجاج والمشاعر خط أحمر، مؤكدا “الوقوف بحزم ضد كل ما يمس الإخلال بالأمن أو النظام ومنع جميع الأعمال المؤثرة في أمن وسلامة ضيوف الرحمن”.
ويشهد موسم الحج لعام 2024 مبادرات عديدة من أبرزها إجراءات تهدف إلى إنهاء إجراءات ضيوف الرحمن من بلدانهم، حتى يصلوا إلى مكان إقامتهم مباشرة عقب وصولهم إلى المملكة.
ودشن وزير النقل والخدمات اللوجستية صالح الجاسر مبادرة الإسفلت المطاطي المرن في ممرات المشاة بالمشاعر المقدسة لحج هذا العام، “بهدف تحسين الصحة العامة لضيوف الرحمن والارتقاء بجودة حياتهم”.
وتعتمد التقنية على إعادة استخدام المطاط الناتج عن إعادة تدوير الإطارات في الخلطات الإسفلتية، ما يسهم في الحد من تراكم نفايات الإطارات والحد من التلوث الناتج عن حرقها.