السعودية تحذر المضاربين في النفط قبل اجتماع أوبك+

الدوحة - قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان اليوم الثلاثاء إنه سيبقي البائعين على المكشوف "متألمين" ودعاهم إلى "الحذر"، وذلك قبل أيام من اجتماع مقرر لتحالف أوبك+ لاتخاذ قرار بشأن سياسة النفط في المستقبل.
وأضاف "المضاربون، كما هو الحال في أي سوق، باقون، أبلغهم باستمرار بأنهم سيتألمون، لقد تألموا في أبريل، لست مضطرا لكشف أوراقي... لكنني سأقول لهم فقط احذروا".
وأعلنت السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، ومنتجون آخرون في أوبك+ عن تخفيضات طوعية مفاجئة في الإنتاج في أبريل أدت إلى ارتفاع الأسعار بعد ركود قادته مخاوف من تأثير أزمة مصرفية على الطلب.
ويجتمع أعضاء تحالف أوبك+ في الرابع من يونيو في فيينا لاتخاذ قرارهم بشأن مسار العمل التالي.
ووصفت واشنطن التخفيضات التي أعلن عنها في أبريل بأنها "تفتقر إلى الحكمة". وانتقدت أيضا قرار التحالف خفض الإنتاج في أكتوبر.
وقال الوزير إن التحالف سيواصل العمل الاستباقي والوقائي والتحوط مما قد يأتي في المستقبل بغض النظر عن أي انتقادات.
وتابع "يجب أن نتحلى بالشجاعة الكافية للاهتمام بالمستقبل دون مواصلة... تلك السياسات التي قد تسمح لنا بتدبير الوضع لهذا الشهر أو الشهر المقبل أو الشهر الذي يليه ولكن مع ذلك نغفل عن نوايانا وأهدافنا الأهم".
وأضاف عبدالعزيز بن سلمان أن تحالف أوبك+ الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء من بينهم روسيا سيواصل الاضطلاع بدور منظم مسؤول للسوق.
واتهم وكالة الطاقة الدولية، التي تتخذ من باريس مقرا، مجددا بالمسؤولية عن تضليل السوق بتوقعاتها الأولية بانخفاض الإنتاج الروسي ثلاثة ملايين برميل يوميا على خلفية الحرب في أوكرانيا.
وقال الأمير عبدالعزيز "انظروا من هو المساهم الأكبر في محاولة إثارة التكهنات والبيانات والتوقعات التي أدت حقا إلى معظم التقلبات التي شهدناها في عام 2022 وما زلنا؟".
وأضاف "هناك منظمة تسمى وكالة الطاقة الدولية، أعتقد أنها أثبتت أن الأمر يتطلب موهبة خاصة حقا لتكون على خطأ باستمرار".
ودخلت أوبك في خلافات مع وكالة الطاقة الدولية بسبب ملف الاستثمار في النفط حيث رد الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك)، هيثم الغيص في أبريل الماضي على انتقادات سابقة وجهها فاتح بيرول المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية لتحالف أوبك+، موضحا أن توجيه أصابع الاتهام لمصدري النفط وحلفائهم وتشويه الإجراءات التي يتخذونها سيؤدي "لنتائج عكسية".
وطالب الغيص وكالة الطاقة الدولية بـ"توخي الحذر الشديد إزاء المزيد من (محاولات) تقويض" الاستثمارات في صناعة النفط، وهي الاستثمارات التي ينظر لها باعتبارها مسألة مهمة للنمو الاقتصادي العالمي.
وانتقد فاتح بيرول إعلان تحالف أوبك+ في وقت سابق خفض الإنتاج بواقع 1.66 مليون برميل يوميا بداية من مايو وحتى نهاية 2023.
وارتفعت أسعار النفط اليوم الثلاثاء بفضل توقعات تقلص الإمدادات وسط زيادة موسمية في الطلب على البنزين وتراجع إنتاج دول تحالف أوبك+، وهو ما تجاوز تأثير قلق المستثمرين حيال تخلف الولايات المتحدة عن سداد التزاماتها.
وزادت العقود الآجلة لخام برنت 57 سنتا أو 0.8 بالمئة إلى 76.56 دولار للبرميل بحلول الساعة 1102 بتوقيت غرينتش، فيما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 42 سنتا أو 0.6 بالمئة إلى 72.47 دولار للبرميل
وارتفع الخامان الاثنين إثر صعود بواقع 2.8 بالمئة في العقود الآجلة للبنزين في الولايات المتحدة قبل عطلة يوم الذكرى في 29 مايو التي عادة ما تمثل بداية ذروة موسم الطلب على الوقود في الصيف.
كما من المتوقع أن تؤدي التخفيضات الطوعية للإنتاج التي أعلنها التحالف المعروف باسم أوبك+، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء من بينهم روسيا، إلى تقلص الإمدادات في أسواق النفط. ودخلت التخفيضات حيز التنفيذ هذا الشهر.