السعودية تتوج مسار التقارب مع سوريا بتعيين أول سفير لدى دمشق

الرياض - عيّنت السعودية، فيصل بن سعود المجفل سفيرا لها لدى دمشق في خطوة جديدة ضمن إعادة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين بعد عقد من القطيعة على اثر غلق الرياض سفارتها في سوريا في العام 2012، وفق ما ذكرت الأحد وكالة الأنباء السعودية.
وشغل المجفل منصب سفير للرياض لدى الكاميرون، قبل أ يقدّم في فبراير الماضي نسخة من أوراق اعتماده للوزير المنتدب المكلف بالتعاون مع دول الكومونولث فيليكسامبايو.
وتمثل عودة العلاقات بين الرياض ودمشق أهم تطور حتى الآن في تحركات الدول العربية لتطبيع العلاقات مع الرئيس السوري بشار الأسد، الذي قاطعته دول غربية وعربية عديدة، بعد اندلاع الحرب الأهلية السورية في عام 2011.
وقررت السعودية وسوريا الثلاثاء الماضي استئناف عمل بعثاتهما الدبلوماسية بعد أكثر من عقد من إغلاق السفارات في البلدين إثر اندلاع الأزمة في سوريا.
وكانت جامعة الدول العربية قد علقت في العام 2012 عضوية سوريا وقاطعت معظم الدول العربية نظام بشار الأسد قبل أن تبادر دولة الإمارات في العام 2018 باستئناف العلاقات مع دمشق وقادت منذ ذلك الوقت جهود إعادة دمشق إلى الحضن العربي لعدم ترك الساحة السورية فريسة للتغلغل الإيراني والتركي.
وظهرت منذ 2018 مؤشرات عديدة على تقارب عربي سوري في انعطافة مواقف بعد قطيعة. وحفز قرار أبوظبي قبل نحو 4 سنوات باستئناف العلاقات مع دمشق، حراكا عربيا في نفس الاتجاه على ضوء فشل المعارضة السورية وتشتتها وزاعات بين فصائلها.
وفي يناير الماضي عينت الإمارات بشكل رسمي حسن الشحي سفيرا لها لدى دمشق لأول مرة منذ اندلاع النزاع السوري في العام 2011، متوجة بذلك مسار من خطوات إعادة تطبيع العلاقات.
وقالت وكالة الأنباء السعودية الأحد إن "السفير فيصل بن سعود المجفل رفع الشكر والتقدير والامتنان لخادم الحرمين الشريفين، العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز والأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، على الثقة الملكية بتعيينه سفيراً لبلاده لدى الجمهورية السورية.
وسبق قرار الرياض تعيين سفير لدى دمشق لأول مرة منذ 2011، خطوات من الجانبين مهدت لإعادة تطبيع العلاقات وشملت تبادل مسؤولي البلدين الزيارات وصولا إلى توجيه المملكة دعوة رسمية للرئيس السوري بشار الأسد للمشاركة في القمة العربية التي عقدت في العام 2023 بمدينة جدة وكانت أوضح إشارة على عزم السعودية استئناف علاقاتها الدبلوماسية مع النظام السوري.
يأتي قرار تعيين المجفل سفيرا لدى دمشق بعد نحو 10 أيام من لقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بالرئيس السوري بشار الأسد، على هامش القمة العربية الـ33 في العاصمة البحرينية المنامة.
وجاء التحول في الموقف السعودي على مراحل ضمن سياسة دبلوماسية جديدة بدأت المملكة في انتهاجها وتقوم على تصفير المشاكل والتركيز على تعزيز التنمية وخطة التحولات الاقتصادي التي أطلقتها ضمن رؤية المملكة 2030. كما تعمل الرياض على تعزيز دور دبلوماسيتها وتنشيطها إقليميا ودوليا.
واعتبر الرئيس السوري خلال لقائه مع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، في ابريل الماضي أن "العلاقات السليمة بين سوريا والمملكة هي الحالة الطبيعية التي يجب أن تكون، وهذه العلاقات لا تشكّل مصلحة للبلدين فقط، وإنما تعكس مصلحة عربية وإقليمية أيضًا".
وأضاف حينها أنّ "الأخوّة التي تجمع العرب تبقى الأعمق والأكثر تعبيرًا عن الروابط بين الدول العربية"، معتبرا أنّ "السياسات المنفتحة والواقعية التي تنتهجها السعودية تصبّ في صالح الدول العربية والمنطقة".
كما أكّد على "أهمية توفير البيئة المناسبة لوصول المساعدات إلى جميع المناطق في سوريا، وتهيئة الظروف المناسبة لعودة اللاجئين والنازحين" و"اتخاذ المزيد من الإجراءات التي من شأنها المساهمة في استقرار الأوضاع في كامل الأراضي السورية."
وشدّد الأسد من جانبه على أهمية "الدور العربي الأخوي في دعم الشعب السوري لتجاوز كافة تداعيات الحرب على سوريا."