السعوديات يزددن قوة وحرية بقصة شعر "غارسون"

صالونات تصفيف الشعر تنشر صورا للقصّة القصيرة على حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي لاجتذاب المزيد من الزبائن.
الجمعة 2022/06/24
ننطلق في الحياة

استفادت النساء والفتيات من انفتاح السعودية فصرن يتمتعن بالعمل وسياقة السيارات وممارسة مختلف أنواع الرياضات بل رفعن غطاء الرأس وقصصن شعرهن قصات قصيرة ليس تشبّها بالرجال ولكنهن أردن أن يثبتن حريتهن وقوتهن.

الرياض - قررت الطبيبة السعودية صافي تقصير شعرها وفق قصّة الـ"غارسون" مع حصولها على وظيفة جديدة في الرياض بعيدا عن مدينتها، وهو ما تقول إنه منحها المزيد من القوة لمواجهة المجتمع. وباتت هذه القصّة التي يُقصّر فيها الشعر بما لا يتجاوز أعلى الرقبة، رائجة لدى الكثير من السعوديات وخصوصا اللواتي التحقن حديثا بسوق العمل.

ويُطلق عليها “بوي” أي “ولد” بالانجليزية في المملكة المحافظة، وصار من الشائع ملاحظة سعوديات بهذه القصّة في الشوارع والأسواق مع تزايد خروج النساء علنا دون غطاء للرأس، خصوصا في مدينتي الرياض وجدة الأكثر انفتاحا.

وقالت صافي (26 عاما) “في البداية اخترتها (القصة) قبل سبع سنوات تماشيا مع الموضة. كانت قصّة مريحة وتقلّل الضغوط”. وكانت صافي تترك شعرها لينمو وينسدل على كتفيها من حين إلى آخر، لكنّ انتقالها منذ ثلاث سنوات من مدينتها الجنوبية المحافظة للعمل في الرياض جعلها تقرر الاحتفاظ بقصّة الشعر القصيرة.

وقالت الشابة التي ارتدت معطفا طبيا أبيض وحذاء رياضيا "الناس يحبون أن يروا مظاهر الأنوثة في أي امرأة. أحببت أن يراني الناس في شكل وطباع الأولاد فلا يتعرّض لي أو يقترب مني أحد".

هذه القصّة التي يُقصّر فيها الشعر بما لا يتجاوز أعلى الرقبة باتت رائجة لدى الكثير من السعوديات وخصوصا اللواتي التحقن حديثا بسوق العمل

وتابعت الشابة، التي لم تفكر يوما في أنها ستقص شعرها، قائلة إنّ "القصة كانت بمثابة درع يحميني من الناس والمجتمع ويمنحني القوة"، خصوصا أنها تعيش بمفردها بعيدا عن عائلتها.

وقالت مصففة الشعر لاميس إنّ "قصّة بوي أصبحت منتشرة جدا، وزاد الطلب عليها خصوصا بعد دخول النساء إلى سوق العمل بكثرة". وتابعت الفتاة السعودية "على الأقل من 7 إلى 8 زبائن من أصل 30 زبونة يوميا يطلبن قصة بوي"، موضحة أنّ القصة كانت منتشرة بالفعل "لكنّ عدم ارتداء كثيرات للحجاب الآن أبرز انتشارها".

وأغلب الزبائن من الفئات العمرية بين 16 و20 عاما أو أكبر من 25 عاما، حسب ما أفادت به ثلاثة صالونات في الرياض. وبالنسبة إلى بعض النساء العاملات، فإنّ هذه القصة "عمليّة ومريحة" وتوفّر عليهن وقتا. وقالت عبير محمد (41 عاما) التي تدير معرضا لملابس الرجال وسط الرياض "أنا امرأة عملية.. وليس عندي وقت للاهتمام بشعري".

وتابعت الأم لطفلين "شعري كيرلي (مجعد) وإذا طوّلته سأقضي وقتا للعناية به صباحا وهو أمر غير متوفر لي.. لذا تساعدني هذه القصة على الظهور بشكل مرتب"، مع تأكيدها على اهتمامها بأنوثتها.

قصّة تجذب الكثير من السعوديات
قصّة تجذب الكثير من السعوديات

وقلّصت المملكة خلال السنوات الأخيرة قواعد "الوصاية" التي تمنح الرجال سلطات واسعة على النساء من عائلاتهم. وعلى مدى عقود كان الاعتقاد بأن الشعر الطويل والأملس هو قمة معايير الجمال، لكنّ قصّات أخرى كالـ"كيرلي" والـ"بوي" صارت تجد قبولا.

وأفادت منسقة الأزياء المصرية مي جلال بأنّ قصّ نجمات في العالم العربي شعورهن على هذا الشكل يشجع المزيد من النساء على خوض التجربة. وقالت جلال إنّ "المرأة التي تقص شعرها بهذا الشكل شخصيتها قوية لأنه ليس من السهل على النساء الاستغناء عن شعرهن".

وتنشر صالونات تصفيف الشعر السعودية باستمرار صورا لهذه القصّة القصيرة على حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي لاجتذاب المزيد من الزبائن. وتمنع السعودية تقليديا الرجال من "التشبه بالنساء" أو من ارتداء ملابس النساء، وبالنسبة إلى البائعة السعودية روز (29 عاما) فإنّ الأمر لا علاقة له بالتشبه بالرجال.

وقالت روز، إنّ هذه القصّة "تمنحني القوة والثقة بالنفس؛ أشعر بأنني مختلفة وقادرة على فعل ما أريد دون وصاية من أحد". وتابعت "في البداية رفض أهلي القصة لكنّني صمّمت (على قص شعري)، ومع مرور الوقت اعتادوا على ذلك"، خصوصا إثر انتشار القصّة بين النساء.

وترفض الثلاثينية نوف، التي تعمل في متجر لأدوات التجميل النسائية، وصف القصة بكونها "تحديا للمجتمع"، لكنّها تعتبرها “إظهارا لقوة النساء". وتابعت الفتاة السمراء التي وضعت قرطا صغيرا في أنفها "نريد أن نقول إننا موجودات ودورنا في المجتمع لا يختلف كثيرا عن (دور) الرجال".

 

20