السعرات ليست المؤشر الصحيح لأطعمة إنقاص الوزن

مستوى سكر الدم يعد مؤشرا جيدا لتقييم قدرة التمثيل الغذائي للشخص والتعامل مع طعام معين.
الأحد 2022/12/11
الرجال يحتاجون إلى سُعرات حرارية أكثر من النساء

برلين – تدور جميع توصيات خبراء التغذية الألمان حول أنه عند الرغبة في إنقاص الوزن يجب التركيز على الأطعمة منخفضة السعرات الحرارية، والتي لا تعمل على زيادة معدلات السكر في الدم وتتسبب في إفراز الأنسولين والشعور بنوبات الجوع بسرعة، إلا أن دراسة حديثة أجراها الفريق العلمي لمنصة “ملين فراندز” أكدت على أن انخفاض السعرات الحرارية لا ينبغي أن يكون هو المعيار لقياس مدى مناسبة الأطعمة لإنقاص الوزن.

وأشار الخبراء الألمان إلى أن أطعمة مثل البطاطس والأناناس وسلطة الخيار هي أطعمة منخفضة السعرات الحرارية، ولكن هذا لا يجعلها مناسبة لإنقاص الوزن، وأوضح الخبراء أنه اعتمادا على عملية التمثيل الغذائي يختلف تفاعل سكر الدم من شخص لآخر، وذلك بغض النظر عن عدد السعرات الحرارية التي يحتوي عليها الطعام.

ويعد مستوى سكر الدم مؤشرا جيدا لتقييم قدرة التمثيل الغذائي للشخص والتعامل مع طعام معين، وذلك ليس في ما يخص التحكم في الوزن فقط، ولكن أيضا للحفاظ على الصحة والوقاية من أمراض مثل السكري، ومقاومة الأنسولين.

أطعمة مثل البطاطس والأناناس وسلطة الخيار هي أطعمة منخفضة السعرات الحرارية، ولكن هذا لا يجعلها مناسبة لإنقاص الوزن

ويدل على هذا المبدأ ما أثبتته دراسات متخصصة من أن البطاطس على الرغم من احتواء كل 10 غرام منها على 73 سعرة حرارية فقط، فإنها تكون غير مناسبة لإنقاص الوزن بسبب تفاعل سكر الدم البالغ 67.8 ملغم/ ديسيلتر، وعلى الرغم من أن الأناناس يحتوي على 52 سعرة حرارية في كل 100 غرام، إلا أنها ترفع مستويات السكر بنسبة عالية (49 ملغم/ ديسيلتر)، وعلى الرغم من أن الشاي والقهوة لا يحتويان على أي سعرات حرارية، إلا أنهما يرفعان مستويات السكر في الدم بأكثر من 20 ملغم/ ديسيلتر.

والسُّعرة الحرارية هي مقياس الطاقة. وتحتوي الأطعمة على سعرات حرارية حيث تُزوِّد الأطعمةُ الجسمَ بالطاقة التي تتحرَّر عندما تتفكَّك خلال عملية الهضم. وقد لا يجري امتصاصُ الأطعمة بشكلٍ كامل. وفي بعض الحالات، قد يعجز الجسم عن استخدام جميع السُّعرات الحرارية الموجودة في الأطعمة على شكل طاقة.

وعندما تتجاوز كمية الطاقة المتوفِّرة عدد السُّعرات الحرارية المُتناولة في الأطعمة احتياجات الجسم الآنيّة، يقوم الجسم بتخزين الطاقة الزائدة. ويجري تخزين معظم الطاقة الزائدة على شكل دهون، بينما يُخزَّن بعضها على شكل كربوهيدرات في الكبد والعضلات عادةً. ونتيجة لذلك، تحدث زيادة الوزن، حيث أنَّ زيادة 200 سعرة حرارية فقط في اليوم لمدة 10 أيام من المرجح أن تؤدي إلى حدوث زيادة في الوزن تُقدَّر بحوالي 225 غراما، ويكون معظمهما من الدهون. ولكنَّ الزيادة قد تكون أكثر أو أقلّ من ذلك بقليل.

وعند تناول كميَّة ضئيلة من السعرات الحرارية تلبيةً لاحتياجات الجسم، يبدأ الجسم باستخدام الكربوهيدرات المُخزنة في الكبد والعضلات. ونتيجةً لتحريك الجسم للكربوهيدرات المُخزنة بسرعة وإنتاج الماء الناجم عن هذا الإجراء عادةً، فإنَّ نَقص الوَزن يميل إلى أن يكون سريعًا في البداية؛ إلَّا أنَّ استهلاك كمية صغيرة من الكربوهيدرات المُخزنة يوفر الطاقة لفترة زمنيَّة قصيرة فقط. وبعد ذلك، يلجأ الجسم إلى استخدام الدهون المُخزنة. ونتيجة لاحتواء الدهون على كمية أكبر من الطاقة، فإنَّ سرعة نقص الوَزن تصبح أبطأ عندما يستخدم الجسمُ الدهونَ للحصول على الطاقة. ولكن، كلَّما كانت كمية الدهون المُخزَّنة كبيرة فإنَّها تحتاج إلى وقتٍ أطول لاستهلاك الطاقة الموجودة فيها، وذلك عندَ معظم الأشخاص.

ولا يقوم الجسمُ بتفكيك البروتين إلَّا خلال فترات نقص الطاقة المديدة والشديدة فقط.

وتختلف متطّلبات الطاقة بشكل ملحوظ من نَحو 1000 إلى أكثر من 3200 سعرة حرارية يوميًّا باختلاف العمر والجنس والوزن والنشاط البدني والاضطرابات الموجودة، ومُعدَّل حرق الأشخاص للسُّعرات الحرارية (معدل الاستقلاب). ومن الضروري أن يكون مدخول السعرات الحرارية في النطاق الأعلى من قبل أولئك الذين يشاركون في أنشطة خارج النشاطات الطبيعية للحياة اليومية التي تتطلب طاقة إضافية. ولكن بشكلٍ عام، يتراوح عددُ السعرات الحرارية اللازمة يوميًّا للحفاظ على وزن الجسم للأطفال الصغار بين 1000 و1800 سُعرة حراريَّة، وللأطفال الأكبر سنًّا والمراهقين، بين 1200 و3200 سُعرة حراريَّة، وللبالغين بين 1600 و3000 سُعرة حراريَّة.

ومن الضروري زيادة عدد السُّعرات الحرارية مع ازدياد مستوى النشاط. وبشكلٍ عام، يحتاج الفتيان والرجال إلى سُعراتٍ حرارية أكثر من الفتيات والنساء.

غذاء

16