السعديات بأبوظبي جزيرة فنية وثقافية تشعّ محليا وعالميا

بمجرد اكتمال المنطقة الثقافية في السعديات بإمارة أبوظبي في غضون 2025 ستصبح مركزا عالميا للابتكار والإبداع والبحث والمعرفة، كما ستصبح منارة للإلهام الإبداعي لدولة الإمارات ومنطقة الخليج والعالم بأسره.
أبوظبي - ستتحول المنطقة الثقافية بالسعديات في أبوظبي، إلى منارة فنية وثقافية تشعّ محلياً وعالمياً، مع اكتمالها في عام 2025 لتشكل إحدى أكثر المنصات تفرُّداً، من خلال تنوُّع مؤسَّساتها ومراكزها الثقافية والإبداعية، وصروحها ومتاحفها التي من المقرَّر أن تضمَّ مجموعات فنية وثقافية تسرد الروايات والقصص التي تحتفي بتراث المنطقة، وتعزِّز ثراء وتنوُّع المشهد الثقافي العالمي.
وتضمُّ المنطقة متحف اللوفر أبوظبي، وهو أول متحف في العالم العربي يقدِّم أعمالاً فنية من مختلف ثقافات العالم، ما يجعله راوياً لمآثر الروابط الإنسانية.
وتضمُّ المنطقة أيضاً «بيركلي أبوظبي»، الذي يقدِّم برامج موسيقية وتعليمية وفنوناً مسرحية وأدائية على مدى العام. وتُشكِّل منارة السعديات مركزاً للتعبير الفني الإبداعي.
ويُشكِّل «تيم لاب فينومينا أبوظبي» الوجهة الأمثل لالتقاء الفنون بالتكنولوجيا على مساحة تمتد أكثر من 17 ألف متر مربع، إضافةً إلى “متحف التاريخ الطبيعي أبوظبي” الذي يُعدُّ مؤسَّسة بحثية وتعليمية تأخذ الزوَّار في رحلة تعود بهم إلى فترات زمنية تصل إلى 13.8 مليار سنة، عبر سرد قصة عالمنا وكوكبنا. ويحتفي متحف «جوجنهايم أبوظبي» بالفنون العالمية، وأهمِّ الإنجازات الفنية منذ عام 1960 وحتى الآن.
وتجاوزت نسبة التقدُّم المُحرَزة في الأعمال التطويرية 76 في المئة، وتشمل متحف زايد الوطني، والمتحف الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، والفضاء التاريخي لدولة الإمارات وثقافتها الاستثنائية.
يُشكِّل "تيم لاب فينومينا أبوظبي" الوجهة الأمثل لالتقاء الفنون بالتكنولوجيا على مساحة تمتد أكثر من 17 ألف متر مربع
وتُكرِّم المنطقة الثقافية في السعديات إرث الشيخ زايد، الذي خطَّط الأجندة الثقافية، وكشف تاريخ الإمارات للعالم، من خلال عمليات التنقيب والدراسات الأثرية.
وقال محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، لـ”يورونيوز”: “هذه المؤسسات أكثر من مجرد متاحف. إنها مراكز مجتمعية. إنها مراكز تعليمية. وهذا سيكون إرثها، إنها أماكن تجمع الناس معاً، وأماكن ثقافية، وأماكن مليئة بالمعلومات، وأماكن مليئة بالمعرفة والقبول”.
وقال في وقت سابق «لا تعترف الثقافة بالحدود والمحدِّدات، فهي فضاءٌ رحبٌ للتشاركية وتوسيع الآفاق والانفتاح على الأفكار والآراء، وهذه هي جهودنا في أبوظبي، متَّخذين من الثقافة مَعْبَراً إلى ذلك، في استجابة دائمة لمجتمعنا وأسسه ونموُّه وتطوُّره المتواصل”.
يبدأ المبتكرون المبدعون في أبوظبي، بالإمارات العربية المتحدة، حوارًا عالميًا للاحتفاء بالتطوير المستمر في المنطقة، التي تشكّل مساحة رائدة تحتفي بالفنون والثقافة والتراث.
وتشتمل الحملة الأخيرة على” أصوات ملهمة: وجهات نظر حول قوة الثقافة”، التي تجمع بين الفنانين العالميين، والمبدعين، ودُعاة الثقافة من جميع أنحاء العالم للالتقاء وتبادل وجهات نظرهم الفريدة حول الإبداع البشري وأثره في الثقافات العالمية.
ومع اقتراب موعد اكتمال المنطقة الثقافية في السعديات، تمثل هذه الأصوات الملهمة طموح المنطقة لأن تصبح مركزًا عالميًا للابتكار والإبداع والبحث والمعرفة، وتصبح منارة للإلهام الإبداعي لدولة الإمارات المتحدة والمنطقة والعالم بأسره.

وصرحت ألكسندرا مونرو، إحدى القيمين المؤسسين لمتحف جوجنهايم أبوظبي في فيديو خاص بالحملة، “إن المنطقة الثقافية ليست مجرد مركز صغير، وإنما هي منطقة محورية وملتقى حقيقي يستطيع فيه الأشخاص من جميع أنحاء العالم، ومن مختلف الأعمار والأجيال الحضور والتفكير، وتجربة طرق جديدة للتعايش في عالمنا”.
وتستطرد قائلة “إن العمل مع الفنانين والمفكرين والعلماء والمبتكرين والمهندسين المعماريين لمساعدتهم على تحقيق رؤيتهم هو أكثر ما يحفزني في عالم الفن والثقافة، وذلك لذكائهم الفائق المتجسد في رؤيتهم الثورية، واهتمامهم بالثقافة المعاصرة، وابتكارهم لأساليب جديدة للتعامل مع الواقع السياسي والاجتماعي والبيئي والنفسي في عصرنا”.
وتتجسد الجهود المبذولة لتعزيز التنمية الثقافية المحلية في دولة الإمارات من أجل الأجيال القادمة بجلاء في المنطقة الثقافية.
وباعتبارها موطنًا لأكثر من 200 جنسية، تحتفي أبوظبي بالدور الذي يمكن بل ويجب أن تضطلع به الثقافة في بناء غد أفضل من خلال فتح أبواب القلوب والأذهان ووجهات النظر.
وتدّل الاكتشافات الأثرية في مختلف أنحاء الإمارات إلى أن هذه المنطقة كانت بمثابة جسر محوري وتاريخي بين حضارات المحيط الهندي، والبحر الأبيض المتوسط، وبلاد الشام منذ آلاف السنين. ومن الناحية التاريخية، كانت بقعة تعلم فيها الناس أن يفهموا بعضهم البعض، وأن يتعاونوا ويقوموا بالتبادل.
وباعتبارها أيضا منصة عالمية تنبع من تراث ثقافي غني، تدعم المنطقة الوصول العادل إلى الثقافة، وهو ما يعد استمرارًا لدور أبوظبي طويل الأمد كمركز لالتقاء الحضارات. ويجمع مركز الابتكار والحوار الثقافي هذا بين التراث الغني لماضي أبوظبي والوعود اللامتناهية لمستقبلها، ويواصل إرث التنوير والتقدم الذي بدأه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.