السعال الديكي أثناء الحمل يرفع خطر حدوث الولادة المبكرة

برلين - حذرت اللجنة الدائمة للتحصين من خطورة الإصابة بالسعال الديكي أثناء الحمل؛ حيث يرفع السعال الديكي خطر حدوث ولادة مبكرة أو الإجهاض. وأوضحت اللجنة الألمانية أن السعال الديكي ينتقل عبر السعال والعطس وأثناء التحدث، محذرة من أنه قد يتسبب إلى جانب نوبات السعال الشديدة والتشنجات، في الإصابة بارتفاع الضغط الرئوي أو الالتهاب الرئوي أو توقف النفس.
ولتجنب هذه المخاطر الجسيمة، يتعين على الحامل تلقي التطعيم ضد السعال الديكي ليس فقط لحماية نفسها، بل لحماية الجنين أيضا؛ حيث تتكون في جسم المرأة الحامل بعد التطعيم أجسام مضادة ضد العامل الممرض، والتي تنتقل إلى الجنين، مما يحد من خطر إصابة الجنين بالسعال الديكي بنسبة تصل إلى 90 في المئة.
ومن الأفضل أن يتم تلقي التطعيم قبل موعد الولادة المحتسب بأربعة أسابيع، أي في بداية الثلث الثالث من الحمل، علما بأن الطفل يمكنه تلقي التطعيم بعد إتمام الشهر الثاني من العمر. أما إذا كانت المرأة الحامل معرضة لخطر الولادة المبكرة، فإنه يتم إعطاؤها اللقاح في الأسبوع 20 لإتاحة الوقت للجسم لإنتاج الأجسام المضادة ونقلها للطفل قبل الولادة.
◙ السعال الديكي إذا ترك دون علاج قد تكون مضاعفاته خطيرة على الحامل حيث أنه قد يؤدي إلى الالتهاب الرئوي وتلف الدماغ خاصة للطفل المولود
وقد تعاني المرأة الحامل من بعض الآثار الجانبية الخفيفة والتي تستمر لبضعة أيام فقط، ومن أبرز هذه الآثار: الألم، والاحمرار في الذراع، كما أنه يجدر التنويه أن المناعة التي تحصل عليها الحامل من اللقاح قد تتلاشى بمرور الوقت لذا يجب أخذ اللقاح خلال كل حمل.
وينصح بأن يتلقى الأشخاص الأقرب إلى الطفل في الأسابيع الأولى بعد الولادة لقاح السعال الديكي، لحمايته من خطر الإصابة بأي أمراض خطيرة.
وأظهرت دراسة أميركية حديثة أن الحصول على لقاح السعال الديكي خلال الحمل يقي الرضع من خطر الإصابة بالمرض. والدراسة أجراها باحثون بكلية الطب بجامعة نورث كارولاينا الأميركية، ونشروا نتائجها في دورية "أميركين جورنال أوف برفنتيف ميديسين” العلمية.
واختبر الباحثون فاعلية حصول الأم على لقاح السعال الديكي لوقاية طفلها من المرض، حيث يطلق على لقاح السعال الديكي اسم "تي.دي.إيه.بي"، وهو نوع من اللقاحات المركبة للتحصين ضد مزيج من الأمراض المعدية أهمها السعال الديكي.
وتحتوي مكونات اللقاح على أجزاء من سموم بكتيريا الدفتيريا، بالإضافة إلى بكتيريا السعال الديكي المقتولة. وأجرى فريق البحث دراسته على أكثر من 675 ألفا من السيدات الحوامل في الولايات المتحدة في الفترة من 2010 إلى 2014.
ورصد الفريق الأمهات اللاتي حصلن على اللقاح أثناء الحمل، بالإضافة إلى إصابات الرضع بالسعال الديكي خلال 18 شهرا من الولادة. ووجدت الدراسة أن الرضع الذين حصلت أمهاتهم على اللقاح خلال الثلث الثالث من الحمل انخفض لديهم خطر الإصابة بالسعال الديكي، مقارنة بأقرانهم الذين لم تحصل أمهاتهم على اللقاح أثناء الحمل.
ووجد الباحثون أيضا أنه في الأشهر الستة الأولى من حياة الرضع الذين تم تحصين أمهاتهم أثناء الحمل، كان هناك انخفاض بنسبة 75 في المئة في حالات الإصابة بالسعال الديكي. وقالت سيلفيا بيكر دريبس قائدة فريق البحث إن “الدراسة كانت تهدف إلى رصد الدور الذي يمكن أن يلعبه لقاح السعال الديكي في حماية الرضع من المرض، وتحديد التوقيت الأمثل للتحصين أثناء الحمل”.
◙ الرضع الذين حصلت أمهاتهم على اللقاح خلال الثلث الثالث من الحمل انخفض لديهم خطر الإصابة بالسعال مقارنة بأقرانهم الذين لم تتلق أمهاتهم اللقاح
وأضافت “أظهرت نتائجنا أن الحصول على اللقاح خلال الثلث الثالث من الحمل، أو قبل أسبوعين على الأقل من الولادة، هو الأفضل لتحسين فوائد اللقاح بالنسبة إلى الأطفال”. ويتسبب المرض في وفاة مئات الآلاف من الأطفال على مستوى العالم، وهذا ما يفسر الاهتمام الدولي بابتكار لقاح جديد.
والسعال الديكي مرض بكتيري شديد العدوى قد يصاب به العديد من الأشخاص بما في ذلك الحامل، حيث أنه يؤثر على الرئتين والمسالك الهوائية مما يسبب نوبات سعال شديدة واختناقا الأمر الذي يجعل التنفس صعبا، وسمي بالسعال الديكي بسبب اللهاث لمحاولة التنفس بعد كل نوبة سعال.
وإذا ترك السعال الديكي دون علاج فقد تكون مضاعفاته خطيرة على الحامل حيث أنه قد يؤدي إلى: الالتهاب الرئوي، وتلف الدماغ خاصة للطفل المولود. وينصح بالحصول على الكثير من النوم والراحة، حيث أن غرفة النوم الباردة تساعد على الاسترخاء والراحة بشكل أفضل.
ويفضل الإكثار من شرب الماء والسوائل لتجنب إصابة الحامل بالجفاف. وينصح بتناول وجبات صغيرة لتجنب القيء بعد السعال. ويجب الحفاظ على المنزل خاليا من المهيجات التي قد تؤدي إلى زيادة السعال، مثل التدخين.