الستيرويدات تغير بنية الدماغ لدى مرضى الربو والتهاب المفاصل

أكد خبراء هولنديون عند إجرائهم بحوثا حول الأدوية الموصوفة بشكل شائع أنه من الممكن أن تغير الستيرويدات بنية الدماغ وذلك عندما لاحظوا نقصا في المادة البيضاء في دماغ المرضى الذين يتناولون “غلوكوكورتيكويد”، والمادة البيضاء هي النسيج الذي يربط مناطق الدماغ. وتفسر هذه النتائج أيضا ارتباط هذه الأدوية بالمشاكل العصبية.
أمستردام - أكدت دراسة جديدة حول الأدوية الموصوفة بشكل شائع أنه من المكن أن تغير الستيرويدات بنية الدماغ.
وكشفت فحوصات الدماغ لما يقرب من 25 ألف شخص أن المرضى الذين يتناولون غلوكوكورتيكويد لديهم كمية أقل من المادة البيضاء – النسيج الذي يربط مناطق الدماغ.
وقال أكاديميون هولنديون إن نتائجهم “الرائعة” قد تفسر ارتباط الأدوية بالمشاكل العصبية.
ويتم وصف الستيرويدات لجميع مرضى الربو والتهاب المفاصل والأكزيما بشكل روتيني. لكن الآثار الجانبية المعروفة تشمل القلق وتقلب المزاج والاكتئاب.
أولئك الذين اسـتخدموا السـتيرويد الجهازي كان أداؤهم أسـوأ في اختبار يقيس سـرعة معالجتهم من غير المسـتخدمين
وعلى الرغم من عدم إثبات ذلك مطلقا، يُعتقد على نطاق واسع أن الستيرويدات نفسها هي السبب وراء الأعراض المعوقة. والدراسة الجديدة، المنشورة في “بي إم جي أوبن”، لا تثبت بشكل قاطع أن الأدوية هي المسؤولة.
ومع ذلك، فإن الأدلة من خبراء جامعة ليدن توفر آلية محتملة يمكن أن تفسر الآثار الجانبية.
وقال البروفيسور أونو ميغر وزملاؤه إنه من المحتمل أن تسبب غلوكوكورتيكويد تغيرات في الدماغ.
وهناك حاجة إلى المزيد من البحث لتأكيد النتائج، بالنظر إلى أن النتائج الدقيقة للتغييرات تظل غامضة.
لكنهم جادلوا بأن النتائج قد تكمن جزئيا في الآثار الجانبية العصبية والنفسية التي لوحظت في المرضى الذين يستخدمون غلوكوكورتيكويد.
وتشمل الأنواع الشائعة بيكلوميثازون (الربو) وبيتاميثازون (التهاب المفاصل). وتعمل عن طريق قمع جهاز المناعة، الذي يصبح مفرط النشاط ويسبب حالات مثل التهاب المفاصل والربو والإكزيما.
وفحص الباحثون بيانات 24885 شخصا مدرجين في البنك الحيوي في المملكة المتحدة.
وتحتوي قاعدة البيانات على بيانات صحية لنصف مليون بريطاني خضعوا لعشرات الفحوصات وتم اختبار أسلوب حياتهم.
واستخدم حوالي 222 متطوعا المنشطات الجهازية، وتناول 557 المنشطات المستنشقة و24106 لم يتناولوا أي منشطات.
ولم يتم تشخيص أي منهم على أنه مصاب بأمراض عصبية أو كان يتعاطى عقاقير تغير المزاج، مثل مضادات الاكتئاب.
وقارن البروفيسور ميغر وفريقه بين فحوصات الدماغ بالرنين المغناطيسي واستبيانات الحالة المزاجية.
وكان لدى مستخدمي الستيرويد مادة بيضاء “أقل سلامة”، مقارنة بالمشاركين الذين لم يتناولوا الأدوية.
وارتبط تناول القشرانيات السكرية على المدى الطويل وتناول الأدوية في شكل أقراص أو حقن، بدلا من الإصدارات المستنشقة، بأكبر انخفاض في المادة البيضاء.
وفي الوقت نفسه، كانت لدى أولئك الذين يتناولون المنشطات المستنشقة لوزة مخية أصغر. وأولئك الذين استخدموا الستيرويد الجهازي كان أداؤهم أسوأ في اختبار يقيس سرعة معالجتهم من غير المستخدمين. وكانت لديهم معدلات اكتئاب وأرق وإرهاق أعلى من غير المستخدمين.
وأبلغ مستخدمو الستيرويد المستنشق عن إجهاد أكثر من غير المستخدمين.
وأشار الفريق إلى أنه تم طرح بعض الأسئلة فقط على المشاركين حول حالتهم المزاجية وأن انخفاض مستويات السعادة ربما يرجع إلى حالتهم الطبية، بدلا من الأدوية الموصوفة لعلاجهم.
وتُعدُّ الستيرويدات القشريَّة أقوى الأدوية المتوفِّرة لخفض شدَّة الالتهاب في الجسم. ويكون استعمالها مفيدًا عند حدوث أيّ حالة التهابيَّة، بما فيها التهاب المَفاصِل الروماتويدي واضطرابات النسيج الضام الأخرى والتصلُّب المتعدد، وفي حالات الطوارئ مثل تورم الدِّمَاغ النَّاجم عن السرطان ونوبات الرَّبو وردَّات الفعل التحسُّسية الشديدة. ويكون استعمال هذه الأدوية مُنقِذًا للحياة في الكثير من الحالات عندما يكون الالتهاب شديدًا.
فعاليَّة الكثير من الستيرويدات القشرية الاصطناعية تكون أكبر من فعالية الكورتيزول، وتكون مدَّة تأثير معظمها أطول
ويمكن استعمال الستيرويدات القشريَّة عن طريق الوريد (وخصوصًا في حالات الطوارئ)، كما تؤخذ عن طريق الفم.
تستَعملُ مباشرة في المنطقة المُلتهبة (موضعيًا، كالقطرات العينيَّة أو الكريمات الجلديَّة على سبيل المثال) ومُستَنشَقا (كما هي الحال في الأشكال المستنشقة للرئتين، التي تُستَعمَل في علاج اضطرابات مثل الرَّبو وداء الانسداد الرئوي المزمن).
فمثلًا، يمكن استعمال الستيرويدات القشرية في مستحضرات الاستنشاق لعلاج الربو. كما يمكن استعمالها كبخَّاخٍ أنفيٍّ في علاج حمَّى القَش. ويمكن استعمالها كقطراتٍ عينيَّةٍ لعلاج التهاب العين. كما يمكن تطبيقها مباشرة على المنطقة المصابة لمعالجة بعض الحالات الجلدية مثل الإكزيما والصدفيَّة. وقد تُحقَن في المَفاصِل المُلتهبة المُصابة بالتهاب المَفاصِل الروماتويدي أو باضطرابٍ آخر.
ويجري إنتاجُ الستيرويدات القشريَّة صناعيَّا بحيث يكون لها نفس تأثير الكورتيزول (أو الستيرويدات القشرية)، وهو هرمون الستيرويد الذي تُنتجه الطبقة الخارجية (القشرة) من الغدد الكظرية، ولذلك يُسمَّى “ستيرويد قشري”. وتكون فعاليَّة الكثير من الستيرويدات القشرية الاصطناعية أكبر من فعالية الكورتيزول، وتكون مدَّة تأثير معظمها أطول. ترتبط الستيرويدات القشريَّة كيميائيًّا، مع اختلاف تأثيراتها، بالستيرويدات الابتنائيَّة (مثل التستوستيرون) التي يُنتجها الجسم والتي يُسيء استعمالها الرياضيُّون في بعض الأحيان.
ويتم استخدام الستيرويدات لعلاج العديد من المشاكل الطبية الأخرى في جميع أنحاء العالم، وهي أدوية يمكن أن تقدم مساعدة كبيرة لكثير من المرضى.