السبسي يتقاضى ثاني أعلى أجر بين زعماء أفريقيا

تونس- رغم الحالة الاقتصادية الصعبة التي تعيشها تونس منذ خمس سنوات، وضعت مجلة “جون أفريك” في عددها الأخير الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي في المرتبة الثانية على لائحة رؤساء الدول الأفريقية أصحاب الأجور العالية، إذ يحصل على راتب سنوي يقدر بحوالي 187 ألف دولار.
هذا الراتب جعل السبسي “التسعيني” ضمن كوكبة زعماء العالم، لكن المفارقة أنه جاء متقدما على “قيصر” روسيا الجديد الرئيس فلاديمير بوتين الذي يتقاضى أجرا سنويا يقدر بـ136 ألف دولار فقط.
لكن مدير الديوان الرئاسي التونسي رضا بلحاج نفى صحة ما تردد من تقارير حول الأجر المرتفع للرئيس الباجي قائد السبسي. وقال في تصريحات لإذاعة «موزاييك» التونسية الخاصة مساء أمس الأول إن «راتب الرئيس الباجي قائد السبسي تم تخفيضه».
وأشار بلحاج إلى أن السبسي ومنذ تسلمه لمهامه فتح ملف أجر الرئيس حيث تم تخفيض راتبه بنسبة 15 بالمئة حينما يكون مباشرا لمهامه، موضحا أن السبسي كان يتلقى أجرا يقدر بـحوالي 20 ألف دينار (أي أقل بقليل من 10 آلاف دولار) قبل أن يقع تخفيضه.
ويسبق الرئيس التونسي فقط رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما الذي يحصل على 223 ألف دولار سنويا، بينما حل في المرتبة الثالثة الرئيس الكيني أهورو كينياتا الذي يحصل على 133 ألفا.
وأشار تقرير المجلة إلى أن التونسيين اكتشفوا فقط بعد سقوط نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي، أن رؤساءهم يحصلون على معاش يساوي تقريبا ما كانوا يحصلون عليه عندما كانوا يزاولون مهامهم. غير أن هذه الأجور، ليست هي كل شيء حسب العارفين بكواليس القصور الرئاسية، إذ يحصل زعماء الدول على مجموعة من الامتيازات التي يبقى من الصعب حصرها.
|
وباستثناء الرئيس التونسي الذي فاز في أول انتخابات رئاسية تجريها البلاد في نوفمبر الماضي بعد الإطاحة ببن علي، خلت قائمة الرؤساء العشرة أصحاب الأجور العالية من أي اسم عربي. ولم يظهر في القائمة العاهل المغربي الملك محمد السادس الذي تصل أجرته الشهرية حسب الصحافة المغربية إلى ما بين 26 ألف دولار و42 ألف دولار.
كما يغيب الرئيس الجزائري بوتفليقة الذي سبق لجريدة “الوطن” الجزائرية أن أشارت إلى أن راتبه الشهري يصل إلى تسعة آلاف دولار، بينما رفعت أجرته بعض الصحف المعارضة الأخرى إلى ما يقارب 57 ألف دولار شهريا.
ورغم أن جنوب أفريقيا ليست من الدول الرائدة عالميا، إلا أن أجرة زوما تجعله في قائمة الرؤساء العشرة أصحاب الأجور العالية في العالم، إذ يتفوق على رؤساء دول متقدمة منها فرنسا وبريطانيا وروسيا.
ويتصدر التصنيف العالمي من حيث علو الأجر رئيس الوزراء في سنغافورة لي هسين لونغ الذي كان تقاضى في الفترة ما بين 2008 و2012 قرابة ثلاثة ملايين دولار في السنة الواحدة، وذلك قبل أن تجبره أعمال الاحتجاجات في بلاده على تخفيض راتبه بنسبة 28 بالمئة ليبلغ حاليا 1.7 مليون دولار، وهذا ما يعادل إجمالي الرواتب السنوية لزعماء فرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وبريطانيا مجتمعين.
وبينما يتقاضى رئيس أقوى بلد في العالم باراك أوباما 400 ألف دولار كل عام، فإن الراتب السنوي لرئيس الوزراء الكندي يبلغ 260 ألف دولار. وتتقاضى أنجيلا ميركل التي تشغل المكانة الأولى ضمن الزعماء الأوروبيين، سنويا أكثر من 234 ألف دولار بقليل كمستشارة لألمانيا.
وفيما يتعلق بالرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند فإنه قلص، بمبادرته الشخصية، راتبه بنسبة 30 بالمئة بعد توليه منصب الرئيس، ليبلغ 194 ألف دولار، أما رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون فيتقدم على هولاند بمرتبه البالغ 214 ألفا رغم أنه خفض مرتبه عام 2010 بنسبة 5 بالمئة وجمّد الزيادة في الأجور الحكومية شملته هو أيضا بعد فوزه في الانتخابات البرلمانية مؤخرا.
وإذا ألقينا نظرة على راتب بوتين السنوي فلا نجده عاليا، ولكن راتبه هذا يفوق، في كل الأحوال راتب الزعيم الصيني شي جينغ بينغ الذي يبلغ 22 ألف دولار في السنة، حتى بعد رفع راتبه بنسبة 62 بالمئة في مطلع العام الجاري. ويشغل المرتبة العاشرة في قائمة أعلى رواتب زعماء العالم الـ12 رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي الذي يتقاضى قرابة 125 ألف دولار سنويا.