الزربية الأمازيغية.. هوية حضارية ومنتج تقليدي

الرباط ـ تعد الزربية الأمازيغية التقليدية جزءًا أساسيًا من الهوية الثقافية لقبائل منطقة الأطلس المتوسط، حيث تمثل إبداعًا فنيًا تميزت به المرأة القروية، التي تطورت مع الزمن إلى فنانة ماهرة في هذه الحرفة العريقة. وتتميز الزرابي الأمازيغية بألوانها الطبيعية المتنوعة وأشكالها المتناغمة، ما يجعلها تُعد لوحات فنية حية تجسد تراث الأمازيغ المغربي الأصيل.
وتحظى الزرابي بمكانة خاصة في أسواق المدن العتيقة، حيث تجذب بشكل خاص السياح الأجانب. ويتم نسجها عادة على آلات تقليدية بسيطة، إما في المنازل أو في ورشات متخصصة، ويختلف نمط الزربية باختلاف المنطقة الأصلية أو بين الزرابي الحضرية والريفية، حيث يتميز كل نوع بنقوشه وألوانه ومواد صنعه.
من بين أشهر أنواع الزرابي تلك التي تُصنع في القرى منطقة تازناخت الأمازيغية، الواقعة في جبال الأطلس الكبير. يعود تقليد صناعة الزرابي في هذه المنطقة إلى قرون عديدة، ويُتناقل من جيل إلى جيل، كما توضح صفية امنوتراس، رئيسة إحدى التعاونيات المحلية. وقد شاركت صفية في مهرجان سنوي أقيم في أواخر نوفمبر في مجمع للمعارض بتازناخت، والذي يهدف إلى الاحتفاء بالزربية والترويج لها.
توضح صفية بحماسة الخصائص المميزة للزربية المسماة “الواوزغيتية”، نسبة إلى قبائل المنطقة، مشيرة إلى أن هذا النوع من الزرابي يعتمد على صوف أغنام جبال سيروا، كما يتم استخدام صبغات طبيعية تُستخلص من الأعشاب، مثل الحناء والفوة والرمان والنيلة، وهو ما يضفي عليها جمالًا استثنائيًا وطابعًا أصيلا.
