الرياض تحتضن أول مباراة مصارعة نسائية في السعودية

السعودية تحتضن أول مباراة مصارعة نسائية استعراضية في أحدث نشاط غير مسبوق بالمملكة التي شهدت في السنوات الأخيرة تغييرات اجتماعية كبيرة.
السبت 2019/11/02
مشاركة عالمية على أمل صعود مواهب محلية

احتضنت المملكة العربية السعودية ضمن “موسم الرياض” الذي يشمل أكثر من 100 فعالية ترفيهية واستعراضية وفنية، أول مباراة مصارعة نسائية، دارت بين النجمة الكندية، ناتاليا نيدهارت والأميركية لايسي إيفانز في ملعب الملك فهد الدولي أمام حضور مختلط.

الرياض - شهدت الرياض أول مباراة مصارعة نسائية استعراضية في تاريخ المملكة العربية السعودية، الخميس، في ملعب الملك فهد الدولي بالعاصمة الرياض.

وكانت منظمة المصارعة الترفيهية “دبليو دبليو آي” أعلنت في بيان نشرته على موقعها عن “أول نزال للسيدات.. في المملكة العربية السعودية” الساعية لاستقطاب السياح وخلع عباءة التشدد.

وفازت في أحدث نشاط غير مسبوق في المملكة التي تحاول أن تغير صورتها المحافظة، النجمة الكندية، ناتاليا نيدهارت، على الأميركية، لايسي إيفانز، في أول نزال للمصارعة النسائية أقيم في السعودية.

وعند وصول النجمتين إلى الحلبة ضحك ثلاثة مراهقين، فهم تعودوا على مشهد مماثل لكن أبطاله رجال. وقال أحدهم للآخر خلال إطلاق المفرقعات وموسيقى الروك أند رول التي أشعلت ليل الرياض “إنه هراء”.

وظهرت إيفانز وهي جندية سابقة في مشاة البحرية الأميركية ونيدهارت في ملعب الملك فهد الدولي ضمن فعاليات “كراون جول 2019”، وهما ترتديان ملابس فضفاضة ملائمة لهذا الحدث وتخلتا عن الأزياء التي تلبسانها عادة في الولايات المتحدة.

وأشار شاب من الجمهور وهو يرتدي قميصا أسود عليه شعار منظمة المصارعة الترفيهية “دبليو دبليو آي” (وورلد ريسلنغ إنترنتايمنت) وصور المصارعين المفضلين لديه إلى أن “المصارعة النسائية ممكنة في المملكة العربية السعودية لكن بشرط أن ترتدي النساء ملابس فضفاضة، وإلا فلن يكون ذلك ممكنا حتى لو كانت الملابس جزءا لا يتجزأ من العرض”.

وشهدت السعودية في السنوات الأخيرة تغييرات اجتماعية كبيرة، بدأت مع تسلم الأمير محمد بن سلمان منصب ولي العهد في منتصف 2017، فسمحت المملكة بإقامة الحفلات الموسيقية بعد عقود من المنع، ورفعت الحظر عن قيادة النساء للسيارات، وأعادت فتح دور السينما.

ويشكّل قطاع السياحة والترفيه أحد أهمّ أسس رؤية 2030، وهي خطة طموحة طرحها ولي العهد السعودي الشاب لإعداد أكبر اقتصاد عربي لمرحلة ما بعد النفط.

ومع ذلك، عندما يأتي الأمر إلى موضوع مصارعة النساء فقد يكون الطريق طويلا وصعبا.

وأثار في العام الماضي، بث مقطع فيديو ترويجي تظهر فيه مصارعات يرتدين ملابس فاضحة خلال مباراة مصارعة للرجال فضيحة في البلاد ما أجبر السلطات المعنية على الاعتذار عن الصور “غير اللائقة”.

وشعر أحمد البالغ من العمر 24 عاما الذي يقول إنه من متابعي هذه الرياضة، بخيبة أمل بعدما حضر العرض.

وأضاف “كنت أنتظر المصارعة النسائية. يجب أن يكون للأشخاص الذين يرغبون في رؤية هذا العرض الحق في الوصول إليه، أما الذين لا يحبونه فينبغي لهم عدم الحضور”.

وحضر علي (40 عاما) مع طفليه وأفاد بأنه يريد دعم التغييرات الاجتماعية الجارية في البلاد. ومع ذلك، هو يعتقد أنه يجب أن تكون هناك “حدود”.

وتابع “هذه العروض النسائية… لقد شكلت قيادة النساء صدمة لي. أنا لست ضدها لكن عليك أن تعتاد على ذلك”.

وعلى الرغم من عدم ارتياحه، قال إنه وعد ابنته التي يحملها لتتمكن من رؤية مصارعتها المفضلة بأنه سيعلمها القيادة عندما تبلغ السن القانونية اللازمة.

وعرض المصارعة النسائية جزء من “موسم الرياض” الذي يشمل أكثر من 100 فعالية ترفيهية واستعراضية وفنية على مدى شهرين في عاصمة المملكة.

24