الرياضة تساعد على تأخير ظهور أعراض تآكل المفصل الاصطناعي

يؤكد خبراء اللياقة البدنية أن الرياضات، التي تتطلب الاحتكاك الجسدي أو تغيير الحركة المفاجئ، غير مناسبة بعد تركيب مفصل صناعي كمفصل الركبة أو الورك، مثل كرة السلة والجري والتنس والإسكواش، بينما تعد السباحة وركوب الدراجات الهوائية من الرياضات النافعة للأشخاص الذين يستخدمون المفصل الصناعي، ويشير الخبراء إلى أن ممارسة الرياضة باعتدال تعمل على تقوية مفصل الركبة.
كولن (ألمانيا) - أكدت الجامعة الرياضية الألمانية بمدينة كولن على أهمية ممارسة الرياضة بعد تركيب مفصل اصطناعي كمفصل ورك أو مفصل ركبة.
وأوضحت الجامعة أن تدريب العضلات يعمل على دعم ثبات واستقرار المفصل الاصطناعي، مما يساعد على تأخير ظهور أعراض التآكل، ومن ثم تأخير الحاجة إلى استبداله.
كما أكدت الجامعة على أهمية اختيار الرياضة المناسبة، موضحة أن الرياضات الصديقة للمفصل الاصطناعي تشمل السباحة وركوب الدراجات الهوائية، بينما تعد الرياضات، التي تتطلب الاحتكاك الجسدي أو تغيير الحركة المفاجئ، غير مناسبة مثل كرة السلة والجري والتنس والإسكواش.
وأوردت مجلة “أبوتيكن أومشاو” الألمانية أن ممارسة الرياضة باعتدال تعمل على تقوية مفصل الركبة.
الرياضات، التي تتطلب الاحتكاك الجسدي أو تغيير الحركة المفاجيء، غير مناسبة مثل كرة السلة والجري والتنس
وأوضحت المجلة المعنية بالصحة أنه ينبغي ممارسة الرياضة بمعدل نحو 150 دقيقة أسبوعيا، مشيرة إلى أن الرياضات المناسبة لمفصل الركبة هي المشي وركوب الدراجات الهوائية، على عكس الرياضات التي تتطلب تغيير الاتجاه بسرعة كرياضات الكرة.
وحذرت المجلة من أن المبالغة في ممارسة الرياضة تأتي بنتائج عكسية، وتتسبب في الإصابة بقطع في الأربطة أو أضرار تعرف “بالهِلالَة المفصلية”، مما يمهد الطريق للإصابة بالتهاب المفصل التنكسي (الفُصال العظمي).
وقالت الجامعة الألمانية الرياضية في كولن إن تركيب مفصل ركبة أو مفصل ورك أو مفصل كتف اصطناعي لا يمنع من ممارسة الرياضة، ولكن بشروط؛ حيث ينبغي مرور مدة تزيد عن ستة أشهر على إجراء الجراحة مع عدم المعاناة من أي آلام.
وأضافت الجامعة أنه من الضروري أيضا أن يتمتع المفصل الاصطناعي بحركية كافية، وألا يعاني المرء من متاعب بالقلب والأوعية الدموية، مشيرة إلى أن السباحة وركوب الدراجات والمشي والتجديف والرقص تعد من الرياضات المناسبة جدا للأشخاص الذين أجروا جراحة تركيب مفصل اصطناعي.
أما الرياضات، التي تتطلب حركات استدارة مفاجئة أو القفز أو تقاطع الساقين، فتعد غير مناسبة، مثل الرياضات القتالية ورياضات الكرة والإسكواش وجمباز الأجهزة.
وسبق أن شددت الجمعية الألمانية للطب الرياضي والوقاية على ضرورة التوقف عن ممارسة الرياضة بشكل تام في حال عدم استقرار وثبات المفصل الاصطناعي أو إصابته بالتهاب.
وقال البروفيسور الألماني سفين أوسترماير إنه بشكل عام يمكن للأشخاص المصابين بأمراض المفاصل ممارسة الرياضة، بشرط ممارسة الأنواع الصديقة للمفاصل، والابتعاد عن الأنواع ذات الحركات العنيفة والمفاجئة.
وأضاف اختصاصي طب العظام أن مرضى التهاب المفاصل التنكسي المعروف أيضا ”بالفُصال العظمي” وغيره من تلفيات المفاصل يمكنهم ممارسة الرياضات التي تحتوي على حركات أقل إجهادا للمفاصل، مشيرا إلى أن السباحة تعد مثالية لهؤلاء المرضى، وكذلك للأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن؛ نظرا لأنه أثناء السباحة يكون وزن الجسم أقل، مما يسهم في تخفيف الحِمل الواقع على المفاصل.
كما نصحت اختصاصية العلاج الطبيعي الألمانية ميلاني كريغ مرضى المفاصل بالحفاظ على لياقتهم البدنية من دون إيذاء مفاصلهم من خلال ممارسة رياضة ركوب الدراجات الهوائية أو تمارين اللياقة البدنية أو التمارين باستخدام الشريط المرن.
ويرى خبراء اللياقة البدنية أن مرضى كبار السن الذين يخضعون لجراحة استبدال الركبة أصبحوا اليوم أكثر نشاطا من المرضى فى السنوات السابقة كما أن هناك اتجاها عاما لإجراء الجراحة في المرضى الأصغر سنا والأكثر نشاطا. وبالتالي فالكثير من هؤلاء المرضى يتطلعون لممارسة الرياضة بعد الجراحة لما لها من العديد من الآثار المفيدة على الصحة العامة.
وأكد الخبراء أن تحسنا قد طرأ على تصميم المفاصل الاصطناعية على مدى السنوات الأربعين الماضية وأصبح لدى الجراحين فهم أفضل لتأثير الضغوط التي تفرضها الأنشطة الرياضية على الركبة.
لذا، إذا كان الشخص يرغب في العودة إلى نشاط رياضي أو تمارين لياقة بدنية بعد الجراحة فعليه مناقشة أهدافه تلك مع طبيبه المعالج ليوضح له متى قد يعود إلى نشاطه المفضل أو الأنشطة الجديدة التي يمكنه التفكير فيها.
وعادة يوصي الأطباء بأنشطة محددة للمرضى الذين تم إجراء جراحة تركيب الركبة الاصطناعية لهم، وهذه تشمل ركوب الدراجة في الهواء الطلق أو استخدام دراجة ثابتة في الداخل وهي وسيلة ممتازة لتقوية الركبة الجديدة. ومن الأفضل البدء بركوب العجلة لمسافات قصيرة على طرق مستوية.
عملية الرأب الكلي لمفصل الورك قد تكون خيارا مناسبا للفرد إذا كان ألم الورك يتعارض مع الأنشطة اليومية
كما تشمل الأنشطة السباحة. وتتميز السباحة والتمارين المائية بعدم وجود أي وزن على المفاصل كما أنها تساعد على حرق السعرات الحرارية للمحافظة على الوزن المثالي حيث أنه يتم خلالها تحريك كافة عضلات الجسم ضد مقاومة الماء. ويمكن البدء بالسباحة بمجرد إزالة الغرز والشفاء من الجرح.
وينصح بالمشي، حيث يساعد على الحفاظ على العضلات قوية ويقلل فرص حدوث هشاشة في العظام. وينصح باستخدام حذاء رياضي مبطن بصورة جيدة أثناء المشي لتقليل قوة ارتطام الكعب بالأرض.
ومن الجيد الحفاظ على شكل الجسم مع تمارين القوة والمرونة التي لا تضع عبئا كبيرا على مفاصل الركبة.
وقال البروفيسور رودولف آشيرل في تقرير نشرته وكالة الأنباء الألمانية إن متاعب المفصل الاصطناعي المستمرة كمفصل الركبة أو مفصل الورك تستلزم استشارة الطبيب فورا، حيث أن الاحمرار والتورم قد يشيران إلى الإصابة بعدوى.
وأوضح رئيس الجمعية الألمانية لطب المفاصل الاصطناعية أن الإصابة بعدوى قد ترجع لأسباب عدة، على سبيل المثال جرح صغير أثناء إجراء الأعمال المنزلية، حيث تتوغل البكتيريا داخل الجسم وتصل عبر الدم إلى المفصل الاصطناعي، الذي لا يستطيع حماية نفسه لكونه جسما غريبا غير حي.
وشدد آشيرل على ضرورة علاج العدوى على وجه السرعة خلال أول ثلاثة أسابيع من ظهور الأعراض بواسطة المضادات الحيوية، وإلا فقد يستلزم الأمر الخضوع للجراحة.
ولتجنب هذه المخاطر، أكد آشيرل على أهمية تعقيم الجروح الصغيرة جيدا ووضعها تحت الملاحظة لمراقبة عملية تماثلها للشفاء مع استشارة الطبيب فور ملاحظة أي ظواهر غريبة.
وأثناء استبدال مفصل الورك، يزيل الجراح الأجزاء التالفة من مفصل الورك ويستبدلها بأجزاء عادة ما تكون مصنوعة من المعدن والسيراميك والبلاستيك الصلب للغاية. ويساعد هذا المفصل الاصطناعي (الطرف الاصطناعي) على تقليل الألم وتحسين الوظيفة.
وقد تكون جراحة استبدال مفصل الورك، التي تُسمى أيضا عملية الرأب الكلي لمفصل الورك، خيارا مناسبا للفرد إذا كان ألم الورك يتعارض مع الأنشطة اليومية، ولم تساعد العلاجات غير الجراحية أو لم تَعد فعالة. والتلف الناتج عن التهاب المفاصل هو السبب الأكثر شيوعا للحاجة إلى استبدال مفصل الورك.