الرياضة تحفز العصب المبهم على مكافحة الالتهاب والاكتئاب

كولن (ألمانيا) - يعد العصب المبهم (Vagus nerve) المعروف أيضا باسم “العصب الحائر” من أطول الأعصاب في جسم الانسان، وهو واحد من اثني عشرة عصبا التي يطلق علها “الأعصاب القحفية”، ويمتد من جذع الدماغ إلى القولون مارًا بأعضاء مختلفة بما في ذلك القلب والمريء والرئتين.

ويطلق عليه أحيانًا العصب القحفي X؛ لأنه يشكل جزءًا من جهازك العصبي اللاإرادي الذي يوجه جميع إجراءات الجسم اللاواعية، مثل تثبيت معدل ضربات القلب والتأكد من عمل الجهاز الهضمي بشكل صحيح.

وأظهرت أبحاث أن العصب المبهم يمثل بمثابة الحلقة المفقودة لعلاج الالتهاب المزمن الذي يمكن أن يسبب مجموعة متنوعة من المشكلات الأخرى مثل ارتفاع ضغط الدم والصداع النصفي ومشاكل الجهاز الهضمي.

ومعدل نشاط العصب هو الفرق بين معدل ضربات القلب عند الاستنشاق ومعدل ضربات القلب عند الزفير وكلما زاد الفرق، كلما زادت درجة النشاط.

ودرجة نشاط العصب الحائر العالية تشير إلى قدرة الشخص على الاسترخاء بسرعة بعد التعرض للإجهاد بالإضافة إلى ذلك فهو دليل على صحة أجهزة الجسم، حيث يكون الجسم قادرا على التحكم بالسكر بشكل أفضل والضغط يكون عادة منخفض أكثر والشخص يعاني أقل بكثير من الاكتئاب أو الصداع النصفي أو القلق، كما يقل احتمال الإصابة بالسكتة الدماغية وأمراض القلب والأوعية الدموية.

وأوضح البروفيسور إنجو فروبوزه أن العصب المبهم يؤدي وظائف مهمة للغاية في جسم الإنسان؛ حيث إنه يربط المخ مع الأعضاء الداخلية مثل القلب والرئة والأمعاء، كما أنه يجمع معلومات في نطاقات كثيرة من الجسم ويرسلها فورا إلى المخ، عندما يكون هناك شيء ما ليس على ما يرام.

وأكد الأستاذ بالجامعة الألمانية للرياضة في كولن أن العصب المبهم لا يساعد فقط في الشفاء، بل يسهم أيضا في الاستشفاء والتجدد؛ فبدونه يتماثل المرء للشفاء على نحو أبطأ ويُصاب بالشيخوخة على نحو أسرع.

وقد يتعرض العصب المبهم للانسداد في الجانب السفلي للجمجمة فوق الفقرات العنقية؛ حيث يمر هناك عبر فتحة صغيرة. وبسبب هذا الانسداد يتعذر على العصب المبهم أداء وظائفه على أكمل وجه.

ويمكن مواجهة هذا الانسداد من خلال بعض التمارين التي من شأنها تحفيزه، مثل تمرين تدوير الرأس التالي: قم بإمالة رأسك إلى الجانب بعيدا قدر الإمكان كأنك ترغب في إخراج الماء المتجمع في أذنك، ثم قم بإنزال رأسك في مؤخرة العنق كأنك ترغب في النظر إلى النجوم، ثم قم بتدوير رأسك كأنك ترغب في إخراج الماء المتجمع في أذنك الأخرى، وضع ذقنك على صدرك إلى أن تشعر بتمدد مريح في مؤخرة عنقك.