الرياضة تحد من المضاعفات الخطرة للسكري

برلين - تحظى الرياضة بأهمية بالغة لمرضى السكري، حيث إنها تساعد على ضبط مستوى السكر بالدم، ومن ثم الحد من مضاعفات السكري الخطيرة، وذلك بشرط اختيار الرياضة المناسبة وممارستها بمعدل مناسب وعلى نحو معتدل، تجنبا للمخاطر الصحية، التي قد تترتب على ممارستها بشكل غير سليم مثل الانخفاض الشديد لمستوى السكر بالدم.
وقال المركز الألماني لأبحاث السكري إن الرياضة تتمتع بأهمية كبيرة لمرضى السكري، حيث إنها تعمل على خفض مستويات السكر في الدم، وتزيد من حساسية الخلايا للأنسولين، وتعيد ضغط الدم إلى طبيعته، وتحسن مستويات الدهون في الدم، وتساعد أيضا على فقدان الوزن الزائد.
وللاستفادة من هذه المزايا، أوصى المركز مرضى السكري بممارسة الرياضة بمعدل لا يقل عن 3 ساعات أسبوعيا، مؤكدا أهمية اختيار الرياضة المناسبة للحالة الصحية، فعلى سبيل المثال ينبغي لمرضى السكري، الذين يعانون أيضا من أحد أمراض الأعصاب أو العظام، ممارسة الرياضات، التي تحافظ على المفاصل والأعصاب مثل السباحة وتمارين اللياقة البدنية المائية وركوب الدراجة الهوائية.
كما يتعين على مرضى السكري، الذين يعانون أيضا من أحد أمراض العيون الناجم عن السكري، الابتعاد عن الرياضات العنيفة مثل ألعاب الدفاع عن النفس وتمارين تقوية العضلات.
الرياضة تتمتع بأهمية كبيرة لمرضى السكري؛ فهي تخفض مستويات السكر في الدم، وتزيد من حساسية الخلايا للأنسولين
وأكد المركز أيضا أهمية ممارسة الرياضة باعتدال لتجنب خطر الانخفاض الشديد لمستوى السكر بالدم، والذي يمكن الاستدلال عليه من خلال ملاحظة بعض الأعراض مثل التعرق وبرودة الجسم وشحوب البشرة وتراجع القوة العضلية والاضطراب والصداع والدوار والغثيان وتشوش الرؤية. وينبغي التوقف عن ممارسة الرياضة فور ملاحظة هذه الأعراض وقياس مستوى السكر بالدم.
ولتجنب المخاطر الصحية عند ممارسة الرياضة، أوصت الجمعية الألمانية لداء السكري مرضى السكري بالاستعداد الجيد لممارسة الرياضة، حيث ينبغي قبل ممارسة الرياضة قياس مستوى السكر بالدم، فإذا كان مستوى السكر منخفضا للغاية، فينبغي تناول شيء ما قبل ممارسة الرياضة، أما إذا كان مستوى السكر مرتفعا للغاية، فلا يجوز حينئذ ممارسة الرياضة.
وبالنسبة لمرض السكري من النوع الأول، فإنه ينبغي مراعاة أن ممارسة الرياضة تزيد من تأثير الأنسولين. لذا ينبغي قبل ممارسة الرياضة حقن كمية أقل من الأنسولين لمنع نقص السكر في الدم. ومن المهم أيضا أن يصطحب المريض معه دائما شيئا ليأكله أو قطعة من الجلوكوز، بالإضافة إلى دواء مرض السكري.
وأشارت الجمعية إلى أن مستوى السكر في الدم يمكن أن ينخفض ليس فقط أثناء التمارين، ولكن أيضا بعد عدة ساعات من التمارين. لذا ينبغي على مرضى السكري تناول الطعام وتجديد مخزون السكر في الدم لديهم بعد ممارسة الرياضة.
وقبل الذهاب إلى الفراش ينبغي تناول الكربوهيدرات، التي يتم امتصاصها ببطء، مثل البطاطا الحلوة وأرز الحبوب الكاملة والبقوليات ورقائق الشوفان ومعظم أنواع الخضراوات الغنية بالكربوهيدرات، حيث إنها تحافظ على استقرار نسبة السكر في الدم وتساعد على منع نقص السكر في الدم أثناء الليل.
ونظرا لدور النشاط البدني في ضبط مستوى السكر في الدم تعتبر ممارسة الرياضة جزءا مهما في خطة معالجة السكري. إضافة إلى ذلك فإن ممارسة الرياضة تشعر الفرد بحال أفضل من الناحية الصحية، وتكمن أهمية النشاط البدني في خفض مستويات السكر والكوليسترول وضغط الدم وزيادة مستويات الكوليسترول الصحي أو كوليسترول البروتين الشحمي وتقليل الوزن.
وينبغي على المريض أن يبدأ ممارسة النشاط الرياضي ببطء ثم زيادة عدد المرات تدريجيا، وينبغي عليه السعي لممارسة الرياضة لنصف ساعة على الأقل على مدار خمسة أيام في الأسبوع أو حسبما يوصي مقدم الرعاية الصحية. ويمكن للمريض أن يوزع نصف الساعة على ثلاث جلسات تكون مدة كلّ منها 10 دقائق.