الروبوتات تدخل عالم الطبخ في الفنادق

أمام نقص العمالة المختصة التي تتقن الطهو في القطاع السياحي ابتكر أصحاب فنادق في ألمانيا حلولا تعتمد على الروبوتات لكن هذه التجربة مازالت في بداياتها، لذلك لم يستسغها الزبائن كما لا يتوقع لها خبراء الضيافة النجاح.
هانوفر (ألمانيا) – دفعت مشكلة نقص العمالة أصحاب الفنادق والمطاعم في ألمانيا إلى ابتكار أفكار إبداعية لمواجهة هذه المشكلة، ومن هذه الأفكار صرف حوافز مالية والعمل بدوام أربعة أيام أسبوعيا وتقديم وشوم مجانية والاستعانة بروبوتات طهي.
يجيد الطاهي الجديد في الفندق الواقع في ساحة ليببلينجس بلاتس بالقرب من مدينة لوبيك شمالي ألمانيا إعداد أطباق المكرونة والأرز. ويقول صاحب الفندق نيلز باتنفلد عن الطاهي الجديد إنه “يجيد بنفس القدر بالضبط إعداد طبق النقانق بالكاري وطبق السوشي”. لا يقوم بمهمة طهي هنا إنسان بل روبوت.
ويعترف باتنفلد بأن الضيوف كانوا متحفظين في أول تعامل لهم مع الطاهي الجديد “ولكن في اليوم الثاني، أصبح الأمر طبيعيا تماما”. وأوضح أن الطلب يتم عبر التطبيق أو على الشاشة الموجودة في الروبوت الذي يقوم بوضع المكونات المطبوخة مسبقا في القدر ويعد الطعام بشكل طازج، وأضاف باتنفلد أن الروبوت يقوم بذلك “وكأنه طاه حقيقي بالضبط”. في الوقت نفسه، يقول باتنفلد إن الروبوت ليس بالطبع طاهيا من الطهاة الحاصلين على نجوم ميشلان، ولكنه يستطيع إعداد ما يصل إلى 100 وجبة في الساعة. وتوقع باتنفلد سرعة زيادة القائمة القصيرة من ستة أطباق حاليا إلى ما يتراوح بين 15 و20 طبقا، وأضاف باتنفلد أنه ربما يصبح من الممكن زيادة القائمة إلى 120 طبقا.
ويقول إينو شمول، الذي يدرس مادة اقتصاد السياحة في جامعة ياده بمدينة فيلهلمسهافن شمالي ألمانيا إن نقص العمالة يمثل أكبر مشكلة يواجهها قطاع الضيافة حاليا.
لا يعول خبير السياحة شمول كثيرا على المكافآت المالية المرصودة لجذب عمالة ويقول “إذا جاء شخص بسبب المال، فإنه سيغادر أيضا بسبب المال”، ورأى أن الأمر الأهم يتمثل في توفير عوامل ملطفة مثل ظروف العمل المناسبة وروح الفريق بالإضافة إلى الطريقة التي يتم بها استقبال الموظفين الجدد في مكان عملهم. وتابع “يجب أن نمنحهم الفرصة ليس فقط ليعملوا في المكان الذي يقضي فيه آخرون عطلاتهم، بل ليعيشوا في هذا المكان أيضا”.
وأعرب شمول عن اعتقاده بأن إجراء مثل العمل بدوام أربعة أيام أسبوعيا مع الحفاظ على عدد ساعات العمل الأسبوعية، أثبت نجاحه مؤخرا، وقال إن الأماكن التي طبقت هذا الإجراء لم تعد تعاني نقصا في العمالة منذ أن طبقته، وتابع أن هذا الإجراء “لا يزال يؤتي ثماره لكنه لا يجري تنفيذه من جانب الكل”.
وقال شمول إنه يجد صعوبة في تصور أن تتمكن روبوتات الخدمة من أن تسد الفجوة يوما ما، واستطرد “عندما أكون في عطلة أحتاج إلى الجانب البشري، ولا يمكن للروبوتات أن تحل محل هذا الجانب”.
في المقابل، يعرب صاحب الفندق باتنفلد عن قناعته بمفهومه الذي يعتزم تطبيقه في كل الفروع الـ12 التابعة لسلسلته الفندقية الصغيرة، وقال “ليس الغرض من الروبوت أن يحل محل الإنسان بل أن يخفف عنه العبء”، مشيرا إلى أن فرع فندقه الذي يستخدم فيه روبوت طهي ونظام الأتمتة في تسجيل الدخول هو أبعد ما يكون عن الخلو من العنصر البشري، ومع ذلك أشار باتنفلد إلى أن الفرع خفض عدد عامليه بمقدار الثلث “لكن ذلك لم يكن أبدا هو الهدف الرئيسي، فنحن نحتاج دائما إلى بشر حتى لا يصبح الفندق بلا روح”.
وأوضح باتنفلد أن الفندق الذي أُعيد افتتاحه في يوليو يعمل به 12 عاملا بينهم طاه واثنان آخران من موظفي المطبخ، لكنه أوضح أن هؤلاء الأشخاص يتولون أعمال الخدمات اللوجستية ومراقبة الجودة ولم يعودوا يقفون طوال اليوم أمام الموقد، وأعرب باتنفلد عن أمله في أن يؤدي هذا إلى “تغيير الملف التعريفي للوظيفة وأن يجعلها مثيرة للاهتمام مرة أخرى”.
وذكر باتنفلد أنه لا يزال لديه حلم لم يتحقق بعد “فأمنيتي هي توفير روبوتات لخدمات الغرف (هاوس كيبينج)”، مشيرا إلى أنه إلى الآن لم تتمكن أي شركة من شركات تصنيع الروبوتات من تطوير روبوت لا يقتصر فقط على مهام شفط التراب والتنظيف وحسب بل يقوم أيضا بترتيب الأسرّة وتنظيف الحمامات وإخراج القمامة، وأردف “سيكون هذا هو الروبوت الذي يلبي جميع الاحتياجات”.