الرقص الشرقي في مصر ينشد الاعتراف من اليونسكو

يرتبط الرقص الشرقي بشكل متزايد بالملاهي الليلية، ولذلك تسعى حملة تقودها راقصات في مصر لتغيير التصورات عن هذا الشكل الفني، في محاولة منهن لإدراج الرقص الشرقي المصري على قوائم اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي.
القاهرة - مع عودة السياحة إلى مصر عادت أيضا النوادي الليلية العائمة على النيل للعمل، فالرقص الشرقي خلال رؤية النيل أكثر العروض الجاذبة للسياح في القاهرة.
وبالرغم من السعادة بالعودة التدريجية لعمل النوادي الليلية لمن كان يعمل بها، إلا أن العاملين أصبحوا خائفين من ارتباط الرقص الشرقي في أذهان المصريين بالتعرّي.
وأشارت صحيفة الغارديان البريطانية إلى أن الحياة حاليا بالنسبة إلى الراقصات في مصر أصبحت أصعب من أي فترة مضت.
وقالت الراقصة المصرية إيمي سلطان، إن الرقص الشرقي في مصر أصبح مقتصرا على النوادي الليلية والبارات الموجودة تحت الأرض في محاولة لإخفائها بعيدا عن المجتمع، مشيرة إلى أنه بسبب ذلك، لن تستطيع أي أسرة مصرية السهر في أي مكان عادي ومشاهدة عروض للرقص الشرقي.
وتحاول إيمي حاليا إطلاق حملة لإدراج الرقص الشرقي المصري في قوائم اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي؛ لتغيير وجهة النظر الخاطئة في المجتمع المصري عن الرقص.
وتضيف “يُنظر إلى الراقصات في المجتمع المصري المحافظ بنظرة بها وصمة عار شديدة، حيث يعتبرنا الكثيرون عاملات جنس وليس فنانات، حتى أننا نتعرض للمساءلة القانونية عند ارتداء بدلات رقص يعتبرها البعض منحلّة من وجهة نظرهم، فالأم في المجتمع المصري تقوم بطلب راقصة لكي ترقص في فرح ابنها، ولكنها لا يمكن أن تشجّع ابنتها لكي تكون راقصة”.
وتوضح إيمي للصحيفة البريطانية أن ربط الرقص الشرقي في مصر بالعمل الجنسي، جعل الحياة صعبة على الراقصات الشرقيات، فأي سيدة تصبح راقصة تبتعد عنها عائلتها وتعيش غالبا في عقارات غير آمنة تحت رحمة أشخاص مشبوهين يحاولون التحرش بها.
وترفض أن يطلق على الرقص مصطلح الرقص الشرقي، مؤكدة أن هذا المصطلح أطلقه المستعمرون الفرنسيون عندما جاؤوا إلى مصر واستمتعوا بالرقص، موضحة أن الاسم الصحيح الذي يجب أن يعرفه العالم به هو الرقص المصري، وليس الشرقي.

وتدرّب إيمي حاليا الراقصين الصغار على أن يصبحوا راقصين محترفين، ويعتمد جزء من تدريبها لهم على تعلّم فن الباليه، حتى يصبح الراقصات في المستقبل مثل كبار الراقصات المصريات، نعيمة عاكف وسامية جمال، لأن نمط رقصهن هو نمط الرقص المصري الصحيح من وجهة نظر إيمي.
ومن جانبه أكد مدرب الرقص علي عبدالفتاح أن وصمة العار التي يلحقها المجتمع المصري بالرقص الشرقي لا تؤثر على بقية أنواع الرقص الأخرى، حيث يرى المصريون على سبيل المثال أن رقص الباليه من أرقى أنواع الرقص، في حين أنهم ينظرون للراقصات الشرقيات بنظرة سيئة، موضحا أن معظم طلاب ورش الرقص التي يعقدها يحصلون على التدريب دون علم عائلاتهم.
وبسبب نظرة المجتمع للراقصات، معظم الراقصات اللاتي يرقصن حاليا في مصر غير مصريات الجنسية، ويأتين خاصة من روسيا وأميركا الجنوبية.
وأكدت لورديانا وهي راقصة برازيلية تعمل في القاهرة هذه المعلومة للغارديان قائلة، “لا يوجد العديد من الراقصات هنا، فأنا أرقص حاليا في شرم الشيخ لأنهم بحاجة إلى راقصات هناك، فلا يوجد عدد كاف منهن”.
وأضافت “عندما تعمل إحدى المصريات كراقصة يظن المجتمع أنها تفعل ذلك لأنها فتاة ليل، وأن أسرتها ليست أسرة محترمة، ولا أحد يتصور أن الراقصة ترقص لأنها فقط تحب الرقص، مثلما يعمل أي شخص في أي عمل آخر”.