الربو… مسار المرض يتغير على مدار سنوات الحياة

80 في المئة من الحالات الجديدة تحدث في السنوات الأولى من العمر.
الثلاثاء 2025/05/06
مرض غير قابل للشفاء

يؤكد خبراء الصحة أن أغلب حالات الربو تحدث في السنوات الأربع الأولى من الحياة، مشيرين إلى أن مساره يمكن أن يتغير في المراحل المختلفة من الحياة. ويختلف علاج الربو بشكل كبير من شخص إلى آخر، وذلك اعتمادا على ما إذا كان المصاب يعاني من حساسيات أخرى مثل حمى القش أو أحد أنواع حساسية الطعام.

ميونخ (ألمانيا) - يعد الربو مرضا منتشرا على نطاق واسع في ألمانيا، لكن من خلال العلاج المناسب يمكن التأثير على مساره، حسبما تؤكد إيريكا فون موتيوس، مديرة مركز هيلمهولتس للصحة البيئية في ميونخ ومديرة معهد الوقاية من الربو والحساسية. وتوضح الخبيرة أن بهذه الطريقة يمكن ضمان الحد من الشكوى لدى الأطفال والبالغين إلى أقصى قدر ممكن، مشيرة إلى أن هذا المرض غير قابل للشفاء.

وتتم التوعية بهذا المرض في اليوم العالمي للربو في أول ثلاثاء من شهر مايو من كل عام والذي يصادف الثلاثاء، السادس من مايو.

ورغم ما يتردد من أن هذا المرض غير قابل للشفاء، فإن مساره يمكن أن يتغير في المراحل المختلفة من الحياة، وحتى إنه يمكن أن يختفي من تلقاء نفسه. وفيما يلي نستعرض نظرة عامة على مساره:

تحدث معظم حالات الربو في السنوات الأربع الأولى من الحياة. تقول فون موتيوس “حوالي 80 في المئة من الحالات الجديدة تحدث في السنوات الأولى من العمر”، مضيفة أن الربو مرض “متغير للغاية” ويختلف بشكل كبير من شخص إلى آخر، على سبيل المثال اعتمادا على ما إذا كان المصاب يعاني من حساسيات أخرى مثل حمى القش أو أنواع من حساسية الطعام، موضحة أن هناك أيضا عوامل خطورة يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالربو، مثل الإصابة بعدوى فايروسية أو التعرض للتدخين في البيئة المحيطة.

وقالت الخبيرة “الهدف من العلاج هو أن يتمكن الأطفال من عيش حياة طبيعية، بما في ذلك ممارسة الرياضة. يمكن الآن تعديل الدواء بشكل جيد بحيث يتمكن الأطفال من تحمل الضغوط بشكل طبيعي.”

الربو حالة تضيق فيها الممرات الهوائية وتنتفخ وقد ينتج عنها مخاط إضافي. وهذا يمكنه جعل التنفس صعبا ويؤدي إلى السعال وظهور صوت صفير عند الزفير وضيق النفس

وأشارت الخبيرة إلى أن عدد الأطفال المصابين بالربو كان يرتفع حتى مطلع الألفية الجديدة، ولكنه الآن مستقر عند مستوى مرتفع، وقالت “يعاني واحد من بين كل عشرة أطفال من الربو، وهذه نسبة كبيرة.”

وبحسب موتيوس، فإن الخبر السار هو أن هناك فرصا جيدة لاختفاء المرض لدى الأطفال، موضحة في المقابل أنه يمكن أن تتكرر الإصابة بالربو أثناء فترة البلوغ، وخاصة عند الفتيان، وقالت “ولكن هذا يعتمد على شدته. فإذا كان مساره أخف، فهناك فرصة أكبر لاختفاء المرض أثناء البلوغ”، مشيرة في المقابل إلى أن المرض غالبا ما يبدأ عند الفتيات أثناء البلوغ أو بعده، وقالت “لماذا؟ ما زلنا لا نفهم ذلك.”

يظهر الربو عادة في مرحلة الطفولة، ولكن هناك أيضا أشكالا من الربو لا تتطور إلا في سن الرشد، حسبما يوضح كريستيان تاوبه، رئيس الجمعية الألمانية لأمراض الرئة والجهاز التنفسي. يقول تاوبه “يمكن أن ينشأ الربو في أي وقت من الحياة.”

وبحسب تاوبه، يختلف مسار الربو أثناء الحمل، حيث تتفاقم الأعراض لدى ثلث النساء المصابات بالربو، بينما تظل الحالة مستقرة لدى ثلث آخر، وقد تتحسن لدى الثلث الأخير. وأكد تاوبه، الذي يرأس أيضا قسم أمراض الرئة في مستشفى جامعة إيسن، أهمية استمرار النساء الحوامل المصابات بالربو في استخدام بخاخات الربو، وقال “من المهم للغاية عدم التوقف عن استخدام الأدوية الاستنشاقية. هذه الأدوية آمنة. من المهم أن تبقى حالة الربو مستقرة، وإلا فقد يصبح الوضع خطيرا.”

وأشار تاوبه إلى أن من المهم للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاما أن يتم تشخيص الربو لديهم بشكل صحيح والتفريق بينه وبين مرض الانسداد الرئوي المزمن، على سبيل المثال. وقال “قد تصاب هذه الفئة العمرية بمسارات خطيرة من الربو، ولكن بصرف النظر عن ذلك، يتمتع المصابون بمتوسط عمر طبيعي.”

وبحسب بيان للاتحاد الألماني للعيادات الرئوية، “على الرغم من أن الربو ليس قابلا للشفاء حتى الآن، فإنه قابل للعلاج في معظم الحالات.” وفي الوقت نفسه حذر الاتحاد من أنه إذا ترك الربو دون علاج، فمن المحتمل أن يتعرض مجرى التنفس لدى المريض لضرر دائم مع استمرار المرض، وجاء في البيان “من حيث المبدأ، وبغض النظر عن مدى سرعة تطور المرض، فإن تفاقم نوبات الربو يمكن أن يكون خطيرا. وبدون العلاج المناسب، يمكن أن يؤدي حتى إلى الوفاة”.

ولا توجد أرقام دقيقة حول عدد المصابين في ألمانيا. ووفقا للمعهد العلمي التابع لشركة التأمين الصحي الألمانية “إيه أوه كيه”، عانى 3.86 مليون شخص في جميع أنحاء ألمانيا من الربو عام 2023. وتتحدث منظمات أخرى عن عدد أكبر بكثير من المرضى. ويرجع ذلك إلى وجود تعريفات مختلفة دوليا للربو القصبي، وذلك وفقا لخدمة معلومات الرئة التي يقدمها على نحو مشترك مركز هيلمهولتس لأبحاث الطب الحيوي في ميونخ والمركز الألماني لأبحاث الرئة.

بالإضافة إلى ذلك، أوضحت خدمة معلومات الرئة التابعة للمركزين أن هناك العديد من الطرق المختلفة لجمع البيانات، والتي تتراوح بين الاستبيانات واختبارات وظائف الرئة. وجاء في بيان لخدمة المعلومات “يؤدي هذا معا إلى تفاوت في نتائج الدراسات حول وبائيات الربو، وغالبا ما تكون قابلة للمقارنة على نطاق محدود فقط.”

والربو حالة تضيق فيها الممرات الهوائية وتنتفخ وقد ينتج عنها مخاط إضافي. وهذا يمكنه جعل التنفس صعبا ويؤدي إلى السعال وظهور صوت صفير (أزيز الصدر) عند الزفير وضيق النفس.

وبالنسبة لبعض الأشخاص، يعتبر الربو مصدر إزعاج بسيط. وبالنسبة للآخرين، يمكن أن يكون مشكلة كبيرة تتداخل مع الأنشطة اليومية وقد يؤدي إلى نوبة ربو تهدد الحياة.

ولا يمكن علاج الربو، ولكن يمكن السيطرة على أعراضه نظرا لأن الربو غالبا ما يتغير بمرور الوقت، فمن المهم أن يعمل المريض مع الطبيب المعالج له لتتبع العلامات والأعراض وتعديل العلاج حسب الحاجة.

هناك فرص جيدة لاختفاء المرض لدى الأطفال، في المقابل يمكن أن تتكرر الإصابة بالربو أثناء فترة البلوغ، وخاصة عند الفتيان

ويمكن أن يؤدي التعرض لمختلف المهيجات والمواد المسببة للحساسية (مسببات الحساسية) إلى ظهور مؤشرات مرض الربو وأعراضه. وتختلف مسببات الربو من شخص إلى آخر، ويمكن أن تشمل ما يلي:

• مسببات الحساسية المتطايرة في الهواء، مثل حبوب اللقاح أو عث الغبار أو جرثومات العفن أو وبر الحيوانات الأليفة أو حبيبات فضلات الصراصير.

• حالات عدوى الجهاز التنفسي مثل الزكام.

• الأنشطة البدنية.

• الهواء البارد.

• ملوثات الهواء والمهيجات مثل الدخان.

• أدوية معينة مثل حاصرات مستقبلات بيتا والأسبرين ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل الأيبوبروفين (أدفيل، موترين آي بي، وغيرهما) ونابروكسين الصوديوم (أليف).

• الانفعالات القوية والتوتر.

• الكبريتيت والمواد الحافظة المضافة إلى بعض أنواع الأطعمة والمشروبات، بما في ذلك الجمبري والفواكه المجففة والبطاطس المصنّعة والبيرة والنبيذ.

داء الارتجاع المعدي المريئي، وهي حالة ترتد فيها أحماض المعدة إلى الحلق.

15