الراعي يؤيد من السعودية أسباب استقالة الحريري

بيروت - أكدت مصادر سياسية في بيروت أن وفدا من “الرابطة المارونية”، وهي مؤسسة لبنانية معروفة بانحيازها إلى حزب الله، زار البطريرك الماروني مار بشارة الراعي في مقرّه في بكركي، قبل أيّام، متمنيا عليه “تأجيل” الزيارة التي يقوم بها حاليا إلى السعودية في ضوء الأوضاع التي تمرّ بها المنطقة والتجاذب بين الرياض وطهران، لكن الراعي لم يكتف فقط بإجراء الزيارة، لكنه أيد أسباب استقالة سعد الحريري من منصب رئيس الوزراء أيضا.
ووفقا للمصادر، أكد الراعي للوفد الذي كان برئاسة النقيب السابق للمحامين اللبنانيين أنطوان قليموس، أن الزيارة ضرورية هذه الأيّام، خصوصا أن عشرات الآلاف من اللبنانيين يعملون في المملكة.
وأضاف أن الزيارة تأكيد للعلاقات التاريخية بين مختلف الطوائف اللبنانية والسعودية “التي لم تتردد يوما في دعم لبنان”.
وتساءلت مصادر سياسية لبنانية كيف كان يمكن لرأس الكنيسة المارونية في لبنان عدم تلبية الدعوة السعودية في وقت يوجد نحو ثلاثمئة ألف لبناني يعملون في المملكة، بينهم عدد كبير من المسيحيين.
والتقى الراعي، الثلاثاء، بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود خلال زيارة تاريخية للسعودية، التي تحظر ممارسة شعائر الديانات الأخرى، لكن تبدي رغبتها في الانفتاح على العالم.
كما التقى الراعي أيضا بولي العهد الأمير محمد بن سلمان، خلال الزيارة التي تأتي بعد أيام من تقديم رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري استقالته على خلفية تصعيد حاد بين السعودية من جهة وإيران وحزب الله من جهة ثانية.
|
ووسط كل هذا الغموض والتحليلات ودعوات دولية إلى عدم استخدام لبنان في نزاعات المنطقة، دعا الحريري الثلاثاء، في تغريدة على موقع تويتر إلى الهدوء. وقال، بعد انقطاع عن التغريد استمر ثمانية أيام، “يا جماعة أنا بألف خير. وإن شاء الله أنا راجع هاليومين (عبارة باللغة اللبنانية المحكية تعني خلال وقت قصير جدا) خلينا نروق، وعيلتي قاعدة ببلدها، المملكة العربية السعودية مملكة الخير”.
وأكد البطريرك الماروني بشارة الراعي الثلاثاء بعد اجتماعه مع الحريري، أن رئيس الوزراء اللبناني سيعود إلى لبنان قريبا، مشيرا إلى أنه مقتنع بأسباب الاستقالة.
وقال لصحافيين إثر لقاءات عقدها مع مسؤولين سعوديين، ردا على سؤال عما إذا كان الحريري يخطط للعودة إلى لبنان، “أكيد وبأسرع ما يمكن.. وربما الآن ونحن هنا”.
وسئل عن الاستقالة ومدى اقتناعه بها، فقال “هل أنا غير مقتنع؟ أنا مقتنع كل الاقتناع بأسبابها”.
وتؤكد تصريحات البطريرك الماروني، بالإضافة إلى إصراره على زيارة السعودية، رفض الكنيسة المارونية المساواة بين المملكة وإيران بأي شكل من الأشكال.
وتعتبر الزيارة الرسمية لرجل دين كبير وغير مسلم مثل الراعي انفتاحا دينيا نادرا من قبل السعودية، التي توجد على أرضها أهم المقدسات الإسلامية ولا تسمح لغير المسلمين بممارسة طقوسهم علنا.
والراعي هو بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للمراونة. وللكنيسة المارونية وجود في لبنان وسوريا وقبرص.
ووصف محللون في لبنان استقبال الملك سلمان والأمير محمّد بن سلمان للراعي بأنّه انعكاس للتحولات العميقة التي تشهدها المملكة هذه الأيّام، بعيدا عن أي نوع من العقد. وقالوا إن ذهاب البطريرك الماروني إلى السعودية يشير إلى مدى جدّية المملكة في تأكيد انفتاحها على العالم وعلى كلّ الفئات اللبنانية، خصوصا المسيحيين.
ويردّ وجود رأس الكنيسة المارونية في السعودية على كلّ الادعاءات التي تروجّها إيران في المنطقة عن أن المملكة تدعم “الإرهاب” و”التكفيريين”.
والمتضرر الأساسي من استقبال السعودية للراعي بكلّ تلك الحفاوة، واضعا الصليب على صدره، هو حزب الله، لذلك سعى إلى إلغاء الزيارة وثني البطريرك عنها.