"الراديو" مسرحية نيجيرية بروح عراقية

عمل مسرحي يستند على الكوميديا السوداء الساخرة لنقد واقع الإنسان في ظل الصراع.
الخميس 2021/05/27
شخصيات لا حق لها حتى في الأكل

بابل (العراق) – يقدم قسم الفنون المسرحية في كلية الفنون الجميلة جامعة بابل عرض مسرحية “الراديو” تأليف الكاتب الأفريقي كين تسارو ويوا وإخراج العراقي محمد حسين حبيب.

وينطلق العمل المسرحي الجديد في سلسلة عروض منذ الاثنين 31 مايو الجاري، ويستمر لمدة أربعة أيام في عروض صباحية مع الالتزام بتعليمات السلامة الصحية من تباعد جسدي وارتداء الكمامات وغيرها.

تتحدث المسرحية “الراديو” عن معاناة الإنسان وهو يعيش تحت سياط القهر والاستلاب والحكومة الفاسدة وما يترتب عن مثل هذه المعاناة من مواقف عكسية بوصفها ردات فعل سلبية إزاء ما يجري من صراعات مستمرة، الأمر الذي يكشف فيه الإنسان عن طاقته التي لا حدود لها، محاولا التشبث بأي وسيلة واقعية أو حالمة للتخلص من هذا الفضاء المرير والموجع.

ويؤدي العمل نخبة من فناني محافظة بابل إلى جانب أساتذة وطلبة الكلية، ويشارك في التمثيل الفنانون أحمد عباس، محمد حسين حبيب، مهند بربن، علي عدنان التويجري، حسنين الملا حسن وعلي العميدي. ويتولى الإضاءة علي زهير المطيري، أما المؤثرات الصوتية فهي لعلي عادل عبدالمنعم.

وتعتبر مسرحية “الراديو” لكين تسارو – ويوا نصا قاسيا في طروحاته مستندا على الكوميديا السوداء الساخرة، ليكشف عن حجم وكبر معاناة الشخصيات المسحوقة والمضطهدة والمعوزة، تلك الشخصيات التي لا يتبقى لها شيء في الحياة سوى حلمها بإدخال شيء ما لمعدتها، أو الانتحار وينتهي الأمر.

ويدور العمل بطريقة حوارية ممتعة ومشوقة، فشخصيتا “باسي” و”الالي” تحلمان وتفكران بالبحث عن حياة معقولة وآدمية، وما البعض من جملهما الحوارية إلا التأكيد على ذلك.

نجد في الحوارات جملا مثل “كيف يمكن للإنسان أن يعيش بمعدة فارغة؟”، أو “لماذا يرسلوننا إلى المدارس إذا لم تكن هناك وظائف؟”، أو “تبا للعمل الشاق، سوف أقتل نفسي يوما ما”، أو جملة “السجن أفضل حالا من هذه الغرفة على الأقل ستضمن ثلاث وجبات يوميا”. وأيضا جملة تقول “المحتالون هم الوحيدون الذين يستطيعون تدبر أمورهم في هذه المدينة".

وتكشف الحوارات عن دراية الكاتب بمجتمعه وتورطه في معاناة ناسه في نيجيريا وتحديدا في لاغوس، و”كم هي الحياة قاسية في لاغوس”، ويقول باسي في النص “عندما تكون في لاغوس عليك أن تكون عفريتا.. الكثير من المحتالين هنا”.

وتمكن المخرج محمد حسين حبيب من تطويع النص إلى الواقع العراقي المشوب بالصراعات، والذي لا يختلف كثيرا عما تقدمه المسرحية الأفريقية من رصد لمعاناة الناس وارتهانهم لمطالب بسيطة في ظاهرها لا تتجاوز الأمن والأكل والشرب، حيث تتراجع إنسانية الإنسان ويكتفي في حياته بما هو غريزي في ظل مجتمع متآكل ومتصارع.

14