الراحة المطولة مثل الإجهاد تضعف قدرة القدمين على التحمل

تتابع المتدرب إرهاق القدم ثم إراحتها بشكل دوري ومتعاقب هو أفضل طرق التدريب وله مفعول ذو تأثير مثالي.
الأحد 2018/07/29
المراوحة بين التعب والراحة تجنب الإصابات

بون (ألمانيا) - فور الشعور بالتعب أو الإرهاق يقرر البعض أخذ قسط مطول من الراحة، فتقل حركتهم ونشاطهم، معتقدين أنهم بذلك يحققون أفضل التدابير وأكثر نجاعة في الحفاظ على صحة القدمين وتوازنهما.

لكن الحقيقة أن هذه الممارسة تزيد الطين بلة وتفقد القدمين قدرتهما على تحمل الأعباء والإجهاد، لاحقا. وهو ما أثبته تقرير نشره الموقع الألماني، “دويتشه فيله”. وجاء في التقرير أن بطانات الأحذية الطبية تساعد على إزالة العبء والإرهاق عن القدمين، لكن هذا هو تماما في حد ذاته عكس التدريب. وقال باحثون “صحيح أن الآلام تختفي غالبا وبشكل موثوق في حالة استخدام البطانات الطبية، لكن قدرة القدمين على تحمل الأعباء لا تزداد في هذه الحالة بل إنها قد تقل”. ومن يرغب في ارتداء أحذية أنيقة ضيقة من وقت إلى آخر لا يوجد فيها مكان لوضع البِطانات الطبية، فبإمكانه التعويض عن ذلك بزيادة قدرة قدميه على التحمل وتحسينهما، وذلك عبر التدريب.

وهذا التدريب مثل أي تدريب آخر، إذ أن أفضل طريقة للتمرين هي التسلسل في عملية الإتعاب ثم الإراحة. فتتابع المتدرب إرهاق القدم ثم إراحتها بشكل دوري ومتعاقب هو أفضل طرق التدريب وله مفعول ذو تأثير مثالي. صحيح أن التدريب يزيد العبء على القدم لكنه يزيد في الوقت نفسه من قوتها وقدرتها على تحمل الأعباء مع الزمن. وبالتالي فإن المسافة التي يقطعها الإنسان دون أن يشعر بالتعب تزداد باطراد وتصبح أفضل مع الوقت.

وأفضل طريقتين لتدريب القدمين هما المشي حافي القدمين وأيضا التدريبات الرياضية التخصصية الخاصة بتدريب القدمين.

ويمكن للإنسان البدء بالمشي حافي القدمين لخمس دقائق على بساط المنزل أو وهو لابس جواربه، ثم يزيد المدة، ويغيّر المكان إلى الخارج فيمشي على الرمال أو على الملاعب الخضراء أو في الغابات، وعلى الإنسان الانتباه في حالة وجود زجاج أو مواد ضارة على الأرض وأن يحذر من التزحلق في الأراضي الشديدة اللزوجة. وبذلك فمن الممكن حتى لمن أوزانهم زائدة المشي على الطرقات والشوارع لفترات طويلة وبأحذية مناسبة ومن دون ألم بهدف التخفيف من أوزانهم.

يذكر أن آلام قصبة الساق، المعروفة طبيّا باسم متلازمة إجهاد عظم الساق، تشير إلى الألم الناتج عن الإفراط في استخدام عضلات الساق أو الإجهاد المتكرر للعضلات التي تتجاور عظام الساق في القدم السفلى، وتتضمن في بعض الأحيان أيضا التهاب الغشاء الرقيق من الأنسجة التي تلتف حول عظام الساق.

ومتلازمة إجهاد عظم الساق شائعة نسبيا بين المتسابقين والأشخاص الذين يقومون بنزهات طويلة سيرا على القدمين والراقصين والعسكريين، وتشفى معظم حالات ألم قصبة الساق من تلقاء نفسها أو يمكن علاجها من خلال بعض إجراءات العناية الذاتية، ولكن توجد بعض الحالات التي تحتاج العلاج المقدم من أخصائي الرعاية الصحية.

وينتج ألم قصبة الساق غالبا إما عن طريق الركض أو المشي الشاق جدا على أرض غير مستوية وإما على الأسطح الصلبة على وجه الخصوص مثل الإسفلت أو الخرسانة. وتغيير نوع السطح الذي يقوم فوقه المتدرّب بالركض أو المشي واستبداله بسطح آخر مثل العشب أو الرمال أو المسار الرياضي المطاطي له دور فعال في التخلص من الآلام الشديدة.

كما تعتبر زيادة التفاف الكاحلين والأقدام المسطحة من عوامل خطر الإصابة بألم قصبة الساق. وقد تتحسن حالة الساق أكثر عند التفكير في التحول إلى نشاط مختلف تماما قد يكون أكثر لطفا للعضلات مثل السباحة وركوب الدراجات أو التجديف. وبعد شفاء آلام قصبة الساق ربما في غضون أيام أو بضعة أسابيع يمكن العودة تدريجيا وببطء إلى الركض أو المشي أو الرقص مرة أخرى.

تجدر الإشارة إلى أن فقدان الوزن قد يساعد في منع آلام قصبة الساق، وذلك لأن الضغط الذي يقع على عظام وعضلات الساق السفلى يقل، وبالنسبة إلى معظم النساء فإن استهلاك أقل من 2000 سعرة حرارية يوميا سوف يؤدي إلى فقدان الوزن كل أسبوع حتى مع ممارسة التمارين الخفيفة، أما معظم الرجال فإنهم سيفقدون الوزن عند استهلاك أقل من 2200 سعرة حرارية يوميا.

ويوصي مدربو اللياقة بتمديد وتر العرقوب الذي يقع بالقرب من الكعب والسمانة بلطف في حال الشعور بألم في منتصف الساق، وذلك عن طريق لف منشفة حول أصابع القدمين ومن ثم محاولة تمديد الساق ببطء مع الإمساك بطرفي المنشفة. أما إذا تمركز الألم في الجزء الأمامي من عضلات الساق، فيمكن تمديد عضلات الساق الأمامية بلطف عن طريق الركوع على أرضية مغطاة بالسجاد.

18