الرابسودي السوري يعزف في دبي أنغام ثلاثة آلاف سنة

أول عمل موسيقي مخصص للاحتفال بتاريخ الغناء الجماعي في سوريا والعالم.
الأربعاء 2022/01/26
إرث موسيقي بلغة الأوركسترا

الموسيقى هي لغة العالم تسمعها كل أذن وتصل إلى كل القلوب، لذلك يستعد موسيقيون ومغنون سوريون للسفر إلى دبي وتأدية أول عمل موسيقي مخصص للاحتفال بتاريخ الغناء الجماعي في سوريا والعالم ويتميز بمجموعة من الحالات المزاجية المتباينة للغاية في اللون والنغمة.

دمشق - قبيل مغادرتهم أرض وطنهم يحمل موسيقيون ومغنون من مختلف أنحاء سوريا ومن دول الاغتراب رسالة تختزل إنجازاً إنسانياً عمره 3000 عام ليظهروه في أكبر حدث عالمي من خلال معرض إكسبو 2020 دبي عبر العرض الأول للعمل الموسيقي الملحمي “الرابسودي السوري”.

 و”الرابسودي السوري” هو أول عمل موسيقي مخصص للاحتفال بتاريخ الغناء الجماعي في سوريا والعالم، حيث عمل على تأليفه وتوزيعه إياد الريماوي بمشاركة أكثر من مئة موسيقي ومغنّ.

وسيعيش الجمهور من خلال عرض موسيقي بصري رحلة في تاريخ الموسيقى السورية عبر فترات مهمة؛ حيث يبدأ العمل برؤية جديدة لأقدم تدوين موسيقي عرفه العالم وهو ترنيمة “نيكال” التي اكتشفت على لوح طيني يعود إلى أكثر من 1400 عام قبل الميلاد في مدينة أوغاريت، ثم يأخذ الجمهور إلى عصر الترانيم السريانية التي تعد أقدم أشكال الغناء الجماعي الكنسي ومنها ينتقل إلى تقاليد الإنشاد الصوفي ثم الموسيقى المعاصرة، في انصهار موسيقي لم يسبق له مثيل.

و”الرابسودي” كشكل موسيقي هو عبارة عن عمل من حركة واحدة ومتكامل ويتدفق بحرية في الهيكل ويتميز بمجموعة من الحالات المزاجية المتباينة للغاية في اللون والنغمة، وسط أجواء الإلهام التلقائي والارتجال الموسيقي التي تمنح إحساسا بالحرية في الشكل أكثر مما تمنحها القوالب الموسيقية الأخرى.

واستعرض المؤلف إياد الريماوي تفاصيل العمل ومراحله التي تتحدث عن ثلاثة آلاف عام من تاريخ الموسيقى السورية والعالمية في آن واحد.

وأوضح الريماوي أن العرض سيستمر لمدة ساعة كاملة تقريباً ويتضمن مقطوعات موسيقية تحيل إلى الموسيقى السورية في فترات متتالية من أوغاريت إلى السريانية والإنشاد الصوفي وصولاً إلى الحقبة المعاصرة، وتتضمن كل حقبة صراعات ودعاء أو ابتهالاً والوصول إلى الحل لتجتمع في النهاية الأنواع الموسيقية على المسرح بانسجام وتناغم فريد.

وأشار المايسترو ميساك باغبودريان إلى أنه “عند الحديث عن الموسيقى الشرقية بشكل عام والسورية بشكل خاص يتم التفكير في الآلات الشرقية، وهو ما رسخ في ذاكرة الغرب فكرة أن موسيقانا تقليدية، وما يميز هذا العرض أننا نقدم إرثنا الثقافي الموسيقي بلغة أوركسترالية”.

وبين باغبودريان أن “في سوريا مؤلفين وموسيقيين مهمين قادرين على مخاطبة العالم بلغته، وهذا العرض يقدمه موسيقيون سوريون ومغنون درسوا في سوريا وكبروا فيها وآخرون يقيمون خارج الوطن معظمهم تأهل في المعهد العالي للموسيقى بدمشق، وهو ما يجسد حالة أوركسترالية استثنائية ورؤية معاصرة لتاريخ عشناه منذ ثلاثة آلاف عام ويوصل إلى العالم رسالة تفيد بأنه في سوريا موسيقانا مستمرة رغم كل الظروف القاسية”.

وقَدِمت مغنية الأوبرا ميرنا قسيس من إيطاليا بعد غياب دام قرابة سبع سنوات، حيث تحصلت على ماجستير في الغناء الأوبرالي وبينت أن مشاركتها ستكون من خلال تقديم أنشودة “نيكال” الأوغاريتية، بالإضافة إلى مشاركتها في مقاطع أوبرالية أخرى خلال العمل، معربة عن سعادتها بهذه المشاركة السورية العالمية مع موسيقيين كبار.

أما المغنية إيلونا دنحو القادمة من السويد فأعربت أيضاً عن سعادتها باجتماعها من جديد مع أصدقائها الموسيقيين وأساتذتها الأكاديميين من خلال عرض يحكي قصة الموسيقى السورية بمراحلها التاريخية لتأخذ الجمهور في رحلة عمرها 3000 عام ومستمرة إلى اليوم.

ويتكون فريق العمل أيضا من مونتاج ومساعد إنتاج محمد تقي وتصميم الإضاءة رضوان الزركي وتصميم الأزياء رجاء مخلوف وإدارة الأوركسترا أمير قره جولي ومخرج العرض عمار العاني والمدير التنفيذي صلاح منصور.

يشار إلى أن هدف الحفل الموسيقي هو التواصل بين الناس من خلال الموسيقى لغة العالم، في حين تعني كلمة “الرابسودي” باليونانية قارئ الشعر الملحمي، وبحلول القرن السادس عشر بدأت التسمية تُطلق في أوروبا على أشكال أدبية أخرى.

20