الرئيس التونسي: التنظيم السري لحركة النهضة لم يعد سريا

تونس - اعتبر رئيس الجمهورية التونسية الباجي قائد السبسي أن "بيان حركة النهضة الإسلامية الصادر عقب لقائه الاثنين، بهيئة الدفاع عن القياديين اليساريين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، اللذين اغتيلا في 2013 يحمل تهديدا لرئاسة الجمهورية."
وتابع السبسي في كلمة له لدى إشرافه على مجلس الأمن القومي المنعقد الخميس بقصر الرئاسة بقرطاج، أن ذلك اللقاء أثار حفيظة حركة النهضة وأنه "لن يسمح بهذا التّهديد وسنلتجئ للقضاء".
وأضاف "تهمني مصلحة تونس .. ولست ضد أي طرف .. وليس لدي إشكال معه (حركة النّهضة).. هم موجودون في المشهد السياسي ويجب التعامل معهم..".
ولفت إلى أنه "يستقبل اي جهة ترغب في لقائه (في إشارة إلى لقائه بهيئة الدفاع ) .. ولكنني لا أتحكم في ما يقولون استمع لهم فقط ."
وتابع "استمعت الى المحامين (من الهيئة) وكلامهم كان معقولا وقدموا وثائق. هل أغمض عيناي؟ ليس هناك سرا. التنظيم لم يعد سريا.
وتحدث السبسي عن لقائه بأعضاء هيئة الدفاع عن بلعيد والبراهمي موضحا أن الهيئة سلمته مجلدا عن الجهاز السرّي لحركة النهضة، وهي الوثائق التي تقول الهيئة إنها تثبت تورط هذا الجهاز في عمليتي الاغتيال.
وعلى خلفية لقاء السبسي الإثنين الماضي هيئة الدفاع عن القياديين اليساريين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، نبّهت حركة النهضة في بيان الثلاثاء الماضي، من "خطورة إقحام مؤسسة الرئاسة في شؤون القضاء لضرب استقلاليته"، مجددة حرصها على التوافق مع الرئيس السبسي، ومختلف القوى السياسية.
واتهمت هيئة الدفاع عن المعارضين اليساريين المغتالين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، في مؤتمر صحفي خلال أكتوبر الماضي، حركة النهضة، بتكوين "جهاز سري"، ضالع في الاغتيالات السياسية، وهو ما نفته الحركة.
واعتبرت النهضة، أن فريق الدفاع عن بلعيد والبراهمي، نقل "تهجُّمات باطلة، وتهم زائفة تجاه حركة النهضة".
والعلاقات بين الرئيس وحركة النهضة ليست في أفضل أحوالها. إذ أعلن السبسي في وقت سابق نهاية التوافق مع الحزب الإسلامي، والذي كان بدأ بعد فوز حزبه" حركة نداء تونس" بانتخابات 2014.
وبدأ التوتر بين الجانبين بسبب الخلاف حول حكومة يوسف الشاهد الحالية التي تلقى دعما من النهضة، بينما طالب نداء تونس بإقالتها دون أن يكون له النصاب القانوني اللازم في البرلمان.
وقال المستشار السياسي بقصر الرئاسة تور الدين بن نتيشة "إذا كان هناك موضوع يهم الأمن القومي التونسي فهذا من صميم صلاحياته (الرئيس) ومن واجبه التدفيق فيه، والنظر في الجوانب التي تؤكد أو تفند الأمر".
وتابع بن نتيشة "فرضية امتلاك حركة النهضة لجهاز سري أو محاولته اختراق الدولة، هو كلام سياسي يتم التدقيق فيه والتثبت. هناك وثائق وتسجيلات".