الرئيس الأميركي لا يستبعد زيارة السعودية قريبا

أقر الرئيس الأميركي جو بايدن باحتمال زيارة المملكة العربية السعودية مع تواتر التقارير الإعلامية عن هذه الزيارة المرتقب أن تجري نهاية الشهر الجاري، وحاول بايدن توجيه رسائل بأن هذه الزيارة لا تعني تغييرا في موقفه حيال المملكة، وهو ما لا يخدم جهود تحسين العلاقات.
واشنطن - أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن لأول مرة الجمعة عن إمكانية زيارة المملكة العربية السعودية قريبا، واصفا خطوة المملكة بشأن زيادة إنتاج النفط ضمن تحالف أوبك+ بالإيجابية، لكنه غير متأكد بأنها كافية.
وتزامنت تصريحات بايدن مع تواتر التقارير الأميركية بشأن اعتزام الرئيس الأميركي الذهاب إلى الرياض في سياق الجولة المقررة مسبقا إلى أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط نهاية الشهر الجاري، حيث من المرجح أن يلتقي خلالها بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وقال بايدن للصحافيين إنه ليس لديه خطط فورية للقيام بزيارة إلى السعودية لكن في حالة وجود هذه الخطط فسيكون هدفها محاولة تعزيز آفاق السلام في الشرق الأوسط.
وكانت العلاقات الأميركية - السعودية قد تضررت بشكل كبير منذ وصول بايدن إلى البيت الأبيض، ومن بين الأسباب التي أدت إلى هذا الوضع غير المسبوق هو موقف الرئيس الأميركي من الأمير محمد بن سلمان الذي يعد الحاكم الفعلي للسعودية، حيث رفض بايدن أي تواصل معه على خلفية مقتل الصحافي جمال خاشقجي، ووجه مرارا انتقادات لولي العهد السعودي الذي كان رد عليها في مارس الماضي بأنه لا يعيرها أي اهتمام.
الرئيس الأميركي جو بايدن يسعى لإصلاح الضرر الحاصل مع الرياض في سياق حاجة إدارته الملحة إلى الدعم السعودي
ويسعى الرئيس الأميركي اليوم لإصلاح الضرر الحاصل مع الرياض في سياق حاجة إدارته الملحة إلى الدعم السعودي في خطط حصار روسيا، وأيضا لتخفيف الضغوط الاقتصادية التي يجابهها في الداخل، قبيل انتخابات التجديد النصفي لأعضاء الكونغرس والتي لم يعد يفصل عنها سوى أشهر قليلة.
وقال بايدن في شرح أسباب احتمال قيامه بالزيارة “انظروا، لن أغير وجهة نظري في ما يتعلق بحقوق الإنسان، لكن بصفتي رئيسا للولايات المتحدة، فإن وظيفتي هي إحلال السلام إذا كان ذلك بإمكاني، وهذا ما سأحاول القيام به”.
وأضاف “هناك احتمال أن ألتقي بالإسرائيليين وبعض الدول العربية في ذلك الوقت، بما في ذلك، حسب توقعي، اشتمال السعودية في حالة ذهابي. لكن ليس لدي خطط في الوقت الحالي”.
ويرى مراقبون أن حديث بايدن حول تمسكه بموقفه تجاه السعودية لا يساعد في جهود تحسين العلاقات، وأن الإشارات الضمنية التي أراد إرسالها ستجعل المملكة تتأنى في الذهاب بعيدا نحو انفراجة في العلاقات.
وتعززت احتمالات زيارة بايدن الخميس بعد موافقة أوبك+ على زيادة إنتاج النفط بمقدار 200 ألف برميل في يوليو وأغسطس المقبلين.
ورحب الرئيس الأميركي بإعلان منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بشأن زيادة الإنتاج ولكنه قال إنه غير متأكد من أن ذلك يكفي.
وأضاف بايدن للصحافيين في ريهوبوث بيتش بولاية ديلاوير “لقد اعترفوا بوجود نقص في النفط وأصدروا بيانا بشأن اعتزامهم زيادة الإنتاج. لا أعرف ما إذا كان هذا كافيا. أعلم أنه أمر إيجابي”.
مراقبون يؤكدون أن حديث بايدن حول تمسكه بموقفه تجاه السعودية لا يساعد في جهود تحسين العلاقات
ويقول المراقبون إن الزيادة في إنتاج أوبك+ لا تتجاوز حوالي 200 ألف برميل يوميا، ويمكن اعتبارها زيادة “معنوية” لإثبات حسن النوايا، ولكنها أبعد ما تكون عن أن تصنع فارقا في المعروض من النفط في الأسواق، إلى درجة أن روسيا لم تعرها اهتماما لأنها محدودة بشكل يجعل مقارنتها بالملايين من البراميل التي تنتجها يوميا غير واردة.
ويقول المراقبون إن تصريحات بايدن بشأن الخطوة الإيجابية نحو السعودية هي محاولة للنزول من الشجرة التي صعدها مع الرياض، والتمهيد للزيارة التي رغم أنه أبقى على هالة من الغموض بخصوصها لكن الأقرب أنه سيقدم عليها في ظل إدراكه لأهمية تحسين علاقته مع الرياض في هذه الفترة الدولية الحرجة.
واتخذ البيت الأبيض خطوة نادرة بالاعتراف بالدور الذي لعبه الأمير محمد بن سلمان في تمديد وقف إطلاق النار باليمن.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير للصحافيين “إن العاهل السعودي وولي عهده يستحقان الثناء على دورهما في تمديد الهدنة التي تم الإعلان عنها في وقت سابق من نفس اليوم”، وأضافت أن “الهدنة لم تكن ممكنة دون انتهاج الدبلوماسية التعاونية من أطراف بالمنطقة. نقرّ بشكل خاص بقيادة الملك سلمان وولي عهده في المساعدة على تعزيز الهدنة”.