الذهاب إلى العمل بالدراجة يقلل احتمالات الوفاة لأسباب صحية

تراجع احتمالات الوفاة بسبب مرض السرطان.
الأربعاء 2024/07/24
للدراجة الهوائية فوائد جمة للجسد والنفس

يؤكد الخبراء والباحثون فوائد استعمال الدراجة الهوائية على الصحة، حيث أنها تقلل أسباب الوفاة إلى النصف وتساهم في تراجع احتمالات الوفاة بسبب مرض السرطان واحتياجات الأشخاص إلى أدوية أمراض القلب والأمراض النفسية. كما يؤثر استعمال الدراجة الهوائية إيجا على الحالة النفسية للأفراد لأن النشاط الهوائي يزيد من تدفق الدم ويؤدي إلى إفراز الأندورفينات في الدماغ.

سان فرانسيسكو ( الولايات المتحدة) - كشفت دراسة حديثة أجريت في بريطانيا أن الذهاب إلى العمل أو المدرسة بالدراجة يقلل مخاطر الوفاة الناجمة عن أسباب صحية بنسبة 50 في المئة.

وعكف فريق بحثي من مركز غلاسكو للصحة العامة في بريطانيا على دراسة الفوائد الصحية للذهاب للعمل بالدراجة الهوائية أو سيرا على الأقدام مقابل التنقل بالسيارة أو وسائل المواصلات العامة، ووجدوا أن الطريقة الأولى تنطوي على فوائد صحية ونفسية للإنسان.

وشملت الدراسة التي نشرتها الدورية الطبية البريطانية “بريتش ميديكال جورنال” قرابة 83 ألف شخص في بريطانيا تتراوح أعمارهم ما بين 16 و74 عاما، مع تقسيمهم حسب وسيلة التنقل التي يعتمد عليها هؤلاء المتطوعين بناء على استبيان حكومي سابق.

وقارن الباحثون بين معدلات الذهاب للمستشفى أو فرص الوفاة لدى المجموعة التي كانت تستخدم الدراجات الهوائية والمجموعة الثانية التي تستخدم السيارات ووسائل النقل العام، مع تحديد المتطوعين المشاركين في الدراسة الذين يعانون من مشكلات نفسية.

وبعد متابعة حالة المتطوعين على مدار نحو عشرين عاما، تبين للفريق البحثي أن الأشخاص الذين يستخدمون الدراجات الهوائية في التنقل تتراجع احتمالات وفاتهم بسبب مرض السرطان، وكذلك تقل احتمالات احتياجهم لأدوية أمراض القلب والأمراض النفسية، كما تنخفض احتمالات دخولهم المستشفى بسبب حوادث الطرق مقارنة بمن يستخدمون السيارات والحافلات.

أما بالنسبة لمن يذهبون للعمل سيرا على الأقدام، فتقل احتمالات دخولهم المستشفى بنسبة 11 في المئة لأي أسباب مرضية بشكل عام، كما تنخفض احتمالات دخولهم المستشفى بسبب مشكلات في القلب على وجه التحديد بنسبة 10 في المئة.

هذه النتائج تمثل دلائل مباشرة على الفوائد الصحية للذهاب إلى العمل بشكل نشط، وتدعم الجهود العالمية للحد من الانبعاثات الكربونية

ونقل الموقع الإلكتروني “هيلث داي” المتخصص في الأبحاث الطبية عن أعضاء بالفريق الطبي الذي أجرى الدراسة قولهم: “هذه النتائج تمثل دلائل مباشرة على الفوائد الصحية للذهاب للعمل بشكل نشط، وتدعم الجهود العالمية للحد من الانبعاث الكربوني”.

ويشير خبراء الصحة واللياقة البدنية إلى أن ركوب الدراجة يعد من أفضل الطرق لتحسين نمط حياة الأفراد والابتعاد عن معظم المشكلات الصحية، ويمكن للأشخاص من جميع الأعمار الاستمتاع بركوب الدراجات وهو تمرين صحي منخفض التأثير، وهو أحد تمارين الكارديو، التي تحسن الصحة البدنية والنفسية.

وأظهر بحث جديد، أجراه باحثون أسكتلنديون، في جامعة إدنبرة، أن الأشخاص الذين يستخدمون الدراجات الهوائية للتنقل من المنزل إلى مقر العمل، أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب، وأمراض الصحة العقلية الأخرى، ويساعد في تقليل انبعاثات الكربون، وازدحام الطرق وتلوث الهواء.

وصرحت د. لوري بيري، الأستاذة في الجامعة، والباحثة الرئيسية للدراسة قائلة: “جمعنا بيانات 378.253 شخصاً تتراوح أعمارهم بين 16 و74 عاماً من سجلات التعداد الأسكتلندي لعام 2011 مع سجلات هيئة الخدمات الصحية الوطنية للسنوات الخمس التالية، وكان الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع، يعملون في إدنبرة أو غلاسكو، يعيشون على بعد كيلومترين من مسار الدراجات ولم يكونوا مصابين بأي مرض صحة عقلية في بداية الدراسة”.

وأردفت: “وجدنا انخفاضاً بنسبة 15 في المئة في الوصفات الطبية للاكتئاب أو القلق بين ركاب الدراجات في السنوات الخمس التي تلت عام 2011 مقارنة بغير راكبي الدراجات”.

وأكد البروفيسور كريس ديبن، أستاذ في الكلية، وباحث مشارك أن “التنقل بالدراجات الهوائية، هو وسيلة اقتصادية ومستدامة، تعزز الصحة العقلية، وأن سياسة الاستثمار في مسارات الدراجات وتشجيع التنقل النشط، له فوائد واسعة النطاق، ويساعد أيضاً في تقليل انبعاثات الكربون وازدحام الطرق وتلوث الهواء”.

بدورها، أشارت دراسة، نشرتها دورية بريطانية معنية بالشؤون الطبية، إلى أن ركوب الدراجات يحدّ بشكل كبير من خطر الإصابة بمرض السرطان ومرض القلب بمقدار النصف، أسوة بما يعود به المشي على الصحة مقارنة بالجلوس داخل وسائل المواصلات العامة أو ركوب السيارة. ومن هنا بات العديد من الأطباء ينصحون بركوب الدراجة النارية، وجعل هذا الأمر جزءا من روتين العمل اليومي، نظراً لما له من فوائد جمّة على الصحة، وما يخففه من عناء مقارنة مع الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية.

الأشخاص الذين يستخدمون الدراجات الهوائية في التنقل تتراجع احتمالات وفاتهم بسبب مرض السرطان

كما أكدّ الباحثون أن ركوب الدراجات الهوائية يومياً كواحدة من وسائل النقل في الذهاب إلى العمل، يساعد كثيراً في الحدّ من خطر الوفاة عموما بنسبة 41 في المئة، كما تراجعت نسبة خطر الإصابة بالسرطان بواقع 45 في المئة، وتراجعت نسبة خطر الإصابة بمرض القلب بنحو 46 في المئة. إلاّ أنه في المقابل، لا تقتصر فوائد ركوب الدراجات الهوائية على الحالة الصحية للشخص بل أيضا على الحالة النفسية لأن النشاط الهوائي يزيد من تدفق الدم ويؤدي إلى إفراز الإندورفينات في الدماغ. العملية الفسيولوجية التي تحدث تساعد في تقليل الضغط، والتعب والاكتئاب وفي نفس الوقت تساهم في تحسين الشعور العام، وزيادة اليقظة ورفع الحالة المزاجية.

ويعتبر ركوب الدراجات من أكثر الرياضات متعة للكبار والصغار. إضافة إلى ذلك من الممكن اعتمادها كوسيلة نقل سهلة الاستخدام لا تكلف الشخص سوى خسارة السعرات الحرارية. وبنفس الوقت توفر له الوقت، حيث تساعد في الهروب من الطرق المزدحمة. كما يعتمدها كثير من سكان الدول الأوربية للوصول إلى أماكن عملهم أو دراساتهم.

ووجدت دراسة “عادات السفر” في سبع مدن أوروبية أن الأشخاص الذين يركبون دراجاتهم الهوائية يومياً يتمتعون بمؤشر كتلة جسم أدنى، مقارنة بمستخدمي وسائل النقل الأخرى.

وقد أجريت الدراسة كجزء من مشروع النشاط البدني من خلال وسائل النقل المستدامة، الذي تموله المفوضية الأوروبية. وركزت الدراسة على مدن: فيينا بالنمسا، وزيوريخ بسويسرا، وأنتويرب ببلجيكا، وبرشلونة بإسبانيا، وأوربرو بالسويد، وروما بإيطاليا، وحي نيوهام في العاصمة البريطانية لندن. وجاء من ضمن نتائجها أن الأشخاص الذين يركبون الدراجة الكهربائية يكون مؤشر كتلة الجسم لديهم أعلى من أولئك الذين يركبون الدراجات الهوائية التقليدية، مما يشير إلى أن ركوب الدراجة الهوائية يؤدي إلى خسارة الوزن.

ودعا واضعو الدراسة، التي قادها باحثون في جامعة هاسلت ببلجيكا، الحكومات إلى جعل المدن أكثر ملاءمة لركوب الدراجات الهوائية، مشيرين إلى أنه بالإضافة إلى المساعدة في مكافحة البدانة، من شأنها أيضا الحد من تلوث الهواء. بحسب ما نشره موقع (ذا ديلي سبين).

كما أظهرت الدراسة، التي حللت عادات أكثر من ألفي شخص في المدن التي شملها الاستطلاع، أن الرجال الذين تحولوا من استخدام السيارات إلى الدراجات الهوائية للسفر اليومي خسروا ما معدله 0.75 كيلوغراماً في الوزن مع انخفاض مؤشر كتلة الجسم لديهم بمقدار 0.24، في حين كانت النتائج بين النساء المستجيبات أقل.

ومن ناحية أخرى شدد معدو الدراسة على أهمية تشجيع استخدام الدراجات الهوائية لأهميتها على البيئة والصحة على حد سواء، حيث أظهرت النتائج أيضاً أن الأشخاص الذين كانوا يستخدمون دراجاتهم الهوائية بين حين وآخر فقط (وليس بشكل منتظم) استطاعوا المحافظة على أوزانهم.

فإذا كان الشخص يفضل ركوب الدراجة الهوائية لتعزيز اللياقة البدنية أو الصحة، أو لتوفير بعض المال في حسابه المصرفي، أو للمحافظة على البيئة من التلوث، فقد قام باتخاذ الخيار الأفضل على الإطلاق في حياته. إذ يعزز ركوب الدراجات القدرة العقلية والصحة البدنية مما ينعكس على العلاقات الاجتماعية والشعور بالسعادة.

16