"الديتان".. دواء جديد للصداع النصفي

العلماء حققوا تقدما كبيرا في البحث عن المحفزات العصبية للصداع النصفي، والتي لم تكن مفهومة جيدا لفترة طويلة.
الجمعة 2024/09/13
بحث عن المحفزات العصبية للصداع النصفي

برلين - يوجد علاج جديد للصداع النصفي يحمل اسم “الديتان”، لاسيما بالنسبة للمرضى الذين يتعين عليهم تجنب أدوية “التريبتان” المعالجة للصداع النصفي بسبب المعاناة من أمراض القلب والأوعية الدموية أو الإصابة بسكتة دماغية، وفق ما قاله الدكتور كريستيان مايهوفنر.

وأوضح طبيب الأعصاب الألماني أن دواء “الديتان” يعمل بطريقة مماثلة لدواء “التريبتان”، حيث إنه يمنع الأعصاب من إطلاق المواد التي تسبب الصداع النصفي.

وأضاف مايهوفنر أن العلماء حققوا تقدما كبيرا في البحث عن المحفزات العصبية للصداع النصفي، والتي لم تكن مفهومة جيدا لفترة طويلة، موضحا “نحن نفترض الآن أن العمليات الالتهابية في السحايا تلعب دورا في الصداع النصفي. ويمكن لألياف عصبية معينة أن تسبب الالتهاب، حيث يكون الببتيد المرتبط بجين الكالسيتونين مهما بشكل خاص”.

وأشار طبيب الأعصاب الألماني إلى أن الببتيد المرتبط بجين الكالسيتونين يؤدي إلى تمدد الأوعية الدموية في السحايا، مما يحفز بدوره معالجة الألم في الألياف العصبية المهمة.

وتابع مايهوفنر قائلا “إن تحديد الدور الرئيسي لهذا الببتيد العصبي قد أتاح تحقيق تقدم في العلاج الوقائي للصداع النصفي: أي تطوير ما يسمى بالأجسام المضادة لـ’سي.جي.آر.بي’. وتوجد حاليا أدوية إما أن تحجب مستقبل ‘سي.جي.آر.بي’ أو تعترض الناقل العصبي نفسه”.

دواء "الديتان" يعمل بطريقة مماثلة لدواء "التريبتان"، حيث إنه يمنع الأعصاب من إطلاق المواد التي تسبب الصداع النصفي

جدير بالذكر أن الصداع النصفي هو صداع مزمن على جانب واحد من الرأس يحدث في صورة نوبات ألم طاعن ونابض متكررة وشديدة تعيق المرء عن ممارسة حياته بشكل طبيعي.

وقد يسبب الصداع النصفي ألما نابضا أو إحساسا نابضا، وعادة ما يقتصر على أحد جانبي الرأس. وغالبا ما يصحبه غثيان وقيء وحساسية مفرطة للضوء والصوت. يمكن لنوبات الصداع أن تسبب ألما شديدا لساعات أو أيام، ويمكن أن تزداد شدة الألم إلى درجة تتعارض مع ممارسة أنشطة الشخص اليومية.

قد تحدث أعراض تحذيرية تُعرف بالأورة قبل الصداع أو مصاحبة له. يمكن أن تشتمل الأورة على اضطرابات بصرية، مثل ومضات ضوئية، أو بُقع عمياء، أو اضطرابات أخرى، مثل الشعور بتنميل في أحد جانبي الوجه أو في الذراع أو الساق وصعوبة في التحدث.

وقد تقي الأدوية المساعدة من الإصابة ببعض أنواع الصداع النصفي وتجعلها أقل ألما. وقد يكون الجمع بين الأدوية المناسبة وعلاجات الرعاية الذاتية وتغييرات نمط الحياة من الوسائل المساعدة في العلاج.

ويمر الصداع النصفي، الذي يؤثر في الأطفال والشباب والكبار على حد سواء، بأربع مراحل: البادرة والأورة والنوبة وما بعد النوبة. ولكن ليس كل من أصيب بالصداع النصفي يمر بجميع المراحل.

الأدوية المساعدة قد تقي من الإصابة ببعض أنواع الصداع النصفي وتجعلها أقل ألما

قد يلاحظ الفرد قبل الإصابة بالصداع النصفي بيوم أو اثنين تغيرات طفيفة تنذر بالإصابة بنوبة صداع نصفي قادمة، وتشمل:

  • الإمساك.
  • التغيرات المزاجية، من الاكتئاب إلى الانتشاء.
  • الرغبة الملحة في تناول الطعام.
  • تيبّس الرقبة.
  • كثرة التبول.
  • احتباس السوائل في الجسم.
  • كثرة التثاؤب.

وقد يشعر البعض بأورة قبل الإصابة بنوبات الصداع النصفي أو أثناءها. وتعد الأورة عَرضا للجهاز العصبي يمكن علاجه. وتكون بصرية عادة، ولكنها يمكن أن تنطوي أيضا على اضطرابات أخرى. ويبدأ كل عَرض بشكل تدريجي في العادة، ويزداد حدة على مدار عدة دقائق ويمكن أن يدوم لفترة تصل إلى 60 دقيقة.

يستمر الصداع النصفي عادة من 4 ساعات إلى 72 ساعة إذا لم يعالَج. ويختلف عدد مرات حدوث الصداع النصفي من شخص إلى آخر. وربما يحدث الصداع النصفي نادرا أو قد يحدث عدة مرات في الشهر.

قد يشعر الفرد بعد نوبة الصداع النصفي أنّه مستنفد، ومُرتبك وفاقد التركيز مدّة يوم. في حين أخبر بعض الأشخاص عن شعورهم بالابتهاج. قد تجلب حركة الدماغ المفاجئة الألم مرة ثانية لفترة وجيزة.

16