الدول العربية قادرة على تحقيق أغلب أهداف الطاقة المتجددة للعقد الحالي

مشروعات الطاقة المتجددة بالدول العربية ستحقق عند اكتمالها ما يقرب من 92 في المئة من إجمالي ما تستهدف المنطقة تحقيقه بحلول 2030.
الأربعاء 2022/06/29
مشروعات مربحة للدول العربية

القاهرة - تتمتع الدول العربية بمواقف جغرافية مميزة تتيح لها إمكانيات كبيرة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، والتي تعد من أهم مصادر الطاقة المتجددة التي يراهن عليها العالم بأكمله، ويسير نحو اعتمادها كمصادر طاقة بديلة تحمي البيئة وكوكب الأرض وتحدّ من تأثيرات تغيّر المناخ.

وتشهد المنطقة مشاريع رائدة في هذا المجال، لكن بنسق بطيء يجعل من الصعب الاعتماد عليها خلال المهلة القصوى المحددة لذلك، حيث تضع أغلب الحكومات العربية استراتيجيات لتطوير مشروعات الطاقة النظيفة بحلول 2030.

وخلص تقرير منظمة بحثية نُشرت نتائجه الثلاثاء إلى أن مشروعات محطات توليد الطاقة المتجددة بالدول العربية ستحقق عند اكتمالها ما يقرب من 92 في المئة من إجمالي ما تستهدف المنطقة تحقيقه بحلول 2030.

كاسندرا آوماليا: الإنتاج الضخم للطاقة المتجددة في الدول العربية مدهش

ويبلغ إجمالي إنتاج المنطقة العربية من طاقة الرياح والطاقة الشمسية حاليا أكثر من 12 غيغاوات. وأعلنت جامعة الدول العربية في 2013 عن مبادرة للطاقة النظيفة تستهدف زيادة قدرة المنطقة من الطاقة المتجددة بمختلف أنواعها إلى 80 غيغاوات بحلول 2030.

وبالنظر إلى الأحداث العالمية التي تؤثر مباشرة في مجال الطاقة ومنها جائحة كورونا والحرب الروسية – الأوكرانية، والتغيرات المتسارعة في المناخ والتي تدق ناقوس الخطر، فإنه من المرجح أن يرتفع الطلب على مصادر الطاقة المتجددة في السنوات المقبلة، وعليه فإن هذه الطاقة قد تتحوّل إلى غاية استثمارية للدول العربية لا مجرّد وسيلة.

وأشار تقرير جلوبال إنرجي مونيتور، وهي منظمة بحثية غير ربحية معنية بمشروعات الطاقة في أنحاء العالم، إلى أن الدول العربية تعمل على تشييد محطات للطاقة الشمسية وطاقة الرياح بسعة إنتاجية تبلغ في المجمل 73.4 غيغاوات، وهو ما ينطوي على زيادة في الإنتاج الحالي للمنطقة من الطاقة المتجددة بنحو خمسة أمثال.

وقالت المنظمة إنه في حالة تشغيل تلك المشروعات، والتي تشمل 114 محطة للطاقة الشمسية و45 محطة لطاقة الرياح، طبقا للجدول الزمني المحدد لها، فإن إجمالي إنتاج المحطات الجديدة بالإضافة إلى المحطات العاملة بالفعل سيبلغ نحو 92 في المئة من الإجمالي المستهدف بحلول 2030.

وأضافت أن الدول العربية الخمس الأكثر إنتاجا للطاقة الشمسية وطاقة الرياح في المنطقة هي مصر، التي تستضيف مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ “كوب 27” في نوفمبر، بإنتاج يبلغ 3.5 غيغاوات، تليها الإمارات بإنتاج 2.6 غيغاوات، والمغرب بإنتاج 1.9 غيغاوات، والأردن بإنتاج 1.7 غيغاوات، والسعودية بإنتاج 0.78 غيغاوات.

غير أن التقرير توقع أن تتصدر دول أخرى قائمة الدول الأكثر إنتاجا للطاقة الشمسية وطاقة الرياح في المنطقة على المدى القريب، أولها سلطنة عمان بإنتاج متوقع أن يصل إلى 15.3 غيغاوات، يليها المغرب بإنتاج 14.4 غيغاوات، والجزائر بإنتاج 10 غيغاوات، والكويت بإنتاج 9.6 غيغاوات، والعراق بإنتاج 5.8 غيغاوات.

الدول العربية تعمل على تشييد محطات للطاقة الشمسية وطاقة الرياح بسعة إنتاجية تبلغ في المجمل 73.4 غيغاوات

وقالت كاسندرا آوماليا مديرة برنامج مشروعات الطاقة الشمسية في المنظمة “الدول العربية بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا تتمتع بإمكانيات هائلة تمكنها من بناء مشروعات الطاقة المتجددة، ومن المدهش رؤية تلك الدول تتحول لإنتاج هذا الحجم الهائل من الطاقة المتجددة في محاولة للحد من الاعتماد على النفط”.

ويتوقع التقرير إنتاجا من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح من المشروعات الجديدة يبلغ 60.9 غيغاوات بحلول 2030، إذ يتضمن إجمالي الإنتاج المتوقع أكثر من 49.5 غيغاوات من الطاقة الشمسية وأكثر من 11.3 غيغاوات من طاقة الرياح.

وتعد دول الخليج العربية من أكبر منتجي النفط في العالم وتعتمد موازناتها بشدة على صادرات النفط والغاز، وكانت قد تأثرت بصدمة انهيار أسعار النفط في 2020 على خلفية إجراءات الإغلاق التي فرضتها الدول لاحتواء جائحة فايروس كورونا. لكن الأزمة كانت محفزا قويا لزيادة اهتمام دول مجلس التعاون الخليجي بالطاقة المتجددة ودافعا لتنفيذ سياستها الرامية إلى التحول للطاقة النظيفة ومنخفضة الكربون.

وقالت إنغريد بهرسين مديرة برنامج مشروعات طاقة الرياح في المنظمة والمشاركة في إعداد التقرير “في قلب الاقتصاد القائم بالأساس على النفط يأتي انتعاش الطاقة المتجددة، مما يعد رسالة قوية للعالم بأن حتى الدول المنتجة للنفط تسعى للاعتماد على الطاقة المتجددة كبديل له”.

6