الدوحة تفتح ذراعيها لترامب عبر مباحثات بشأن غزة وسط عاصفة الهدية القطرية

الدوحة - استقبل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الأربعاء في الدوحة، بمستهل زيارته للعاصمة القطرية المحطة الثانية من جولته الخليجية، وذلك بعد يوم حافل من الدبلوماسية وعقد الشراكات في الرياض، لتؤكد على الدور المحوري الذي تلعبه قطر في المنطقة وسعيها المشترك مع الولايات المتحدة لتحقيق الاستقرار والسلام.
وقد استقبلت الدوحة الرئيس ترامب بأهازيج قطرية تقليدية، تعكس عمق الترحيب وحفاوة الاستقبال، وذلك خلال توجه موكبه الرسمي إلى الديوان الأميري القطري، حيث من المقرر أن تعقد مباحثات ثنائية هامة بين أمير قطر والرئيس الأميركي.
وتتصدر أجندة هذه المباحثات ملفات حيوية على رأسها الجهود المشتركة للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة وضمان إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين، بالإضافة إلى تعزيز التعاون الاستراتيجي بين البلدين في مختلف المجالات.
وخلال اجتماع في الديوان الأميري، قال أمير قطر للرئيس الأميركي "جميعنا يريد إحلال السلام في المنطقة ونأمل أن يتحقق ذلك هذه المرة".
وأضاف لترامب "أعلم أنك رجل سلام وتريد إحلال السلام في المنطقة"، مشيرا إلى أن بإمكان الدوحة وواشنطن مواصلة العمل معا لإحلال السلام في المنطقة أو بمناطق أخرى كالسلام بين روسيا وأوكرانيا.
وأعرب أمير قطر عن حماسته للمباحثات القطرية الأميركية التي ستشمل إحلال السلام في المنطقة وقضايا الاستثمار والطاقة، وأكد أن بلاده ستشارك تجربتها بتنظيم كأس العالم 2022 مع الطواقم المنظمة لكأس العالم 2026 بأميركا.
وبدوره، قال الرئيس الأميركي لأمير قطر "أحببنا بعضنا البعض وعملنا معا على أعلى المستويات لإحلال السلام في هذه المنطقة وعبر العالم"، مضيفا "أنتم تساعدوننا بإحلال السلام في مناطق عدة مثل روسيا وأوكرانيا وسنرى تطورا في هذا الملف".
وكان أمير دولة قطر استقبل الوفد الرسمي المرافق للرئيس الأميركي في الديوان الأميري، كما ألقى ترامب التحية على عدد من المسؤولين القطريين.
وتأتي زيارة ترامب إلى الدوحة بعد مشاركته في القمة الخليجية الأميركية التي عقدت في الرياض، حيث ألقى كلمة أكد فيها أن "الشرق الأوسط يتمتع بطرق حيوية واستراتيجية في قلب العالم" مؤكدا التطلع للعمل مع دول المنطقة.
وتكتسب هذه الزيارة أهمية إضافية كونها تأتي بعد لقاء هو الأول من نوعه عقده الرئيس ترامب مع الرئيس السوري أحمد الشرع، وهو اللقاء الذي شارك فيه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مما يشير إلى تحركات دبلوماسية مكثفة في المنطقة تسعى لإيجاد حلول للأزمات المعقدة.
وقد نشرت مارغو مارتن، مساعدة الرئيس الأميركي، مقطع فيديو يظهر طائرات "إف-15" تابعة للقوات الجوية القطرية وهي ترافق الطائرة الرئاسية الأميركية خلال دخولها الأجواء القطرية، في لفتة تعكس الترحيب الحار والأهمية التي توليها الدوحة لهذه الزيارة.
وتستمر زيارة ترامب إلى الدوحة يومين، وفق بيان من الديوان الأميري، قبل أن يتوجه إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، المحطة الأخيرة في جولته الخليجية الهامة.
وذكرت وكالة الأنباء القطرية (قنا) أن زيارة ترامب تعد ثاني زيارة يقوم بها رئيس أميركي إلى دولة قطر بعد زيارة الرئيس الأميركي الأسبق جورج دبليو بوش عام 2003. وتستمر زيارة ترامب إلى الدوحة يومين، وفق بيان من الديوان الأميري.
وذكرت وكالة الأنباء القطرية (قنا) أن زيارة الرئيس ترامب الحالية تعد ثاني زيارة يقوم بها رئيس أميركي إلى دولة قطر، بعد الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس الأميركي الأسبق جورج دبليو بوش عام 2003، مما يضفي عليها طابعا خاصا وأهمية تاريخية في مسار العلاقات الثنائية بين البلدين.
وشهدت زيارة ترامب للدوحة جدلا كبيرا بسبب اعتزامه قبول طائرة بوينغ فخمة بقيمة 400 مليون دولار كهدية من العائلة الحاكمة في قطر، لتحل محل الطائرة الرئاسية الحالية.
وتثير هذه الخطوة تساؤلات دستورية وأخلاقية كبيرة في الولايات المتّحدة، بالإضافة إلى مخاوف أمنية بشأن استخدام طائرة تبرّعت بها دولة أجنبية كطائرة رئاسية.
والثلاثاء، ندّد زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر بالأمر، واصفا ذلك بأنه "فساد خالص"، ومعلنا أنه سيعمل على تعطيل تثبيت جميع الأشخاص الذين اختارهم ترامب لمناصب في وزارة العدل.
وتأتي زيارة ترامب لقطر بعد أيام قليلة من تفاوض واشنطن مباشرة مع حماس لتأمين إطلاق سراح الرهينة الأميركي-الإسرائيلي عيدان ألكسندر.
وذكرت شبكة "سي إن إن" الأميركية أن الدوحة شهدت جلسة مباحثات بشأن التوصل لوقف إطلاق نار في قطاع غزة، شارك فيها وفد إسرائيلي رفيع المستوى وكل من المبعوث الأميركي الخاص بالشرق الأوسط ستيف ويتكوف والمبعوث الأميركي لشؤون المحتجزين آدم بوهلر.
واستضافت قطر التي تضم قاعدة جوية أميركية مترامية الأطراف، محادثات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس بهدف إنهاء الحرب المدمّرة في غزة.
وتوصلت قطر، إلى جانب مصر والولايات المتحدة، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في غزة، دخل حيز التنفيذ في 19 يناير، لكنه فشل في إنهاء الحرب في شكل دائم.