الدهون المتحولة ترفع خطر الإصابة بالأزمات القلبية والسكتات الدماغية

ارتفاع مستوى الكوليسترول الضار يزيد خطر انسداد الأوعية التاجية والدماغية.
الخميس 2024/06/13
الأزمة القلبية قد تؤدي إلى الوفاة

يشير خبراء الصحة إلى خطورة الدهون المتحولة على الجسم باعتبارها ترفع الكوليسترول الضار، ما يرفع خطر انسداد الأوعية التاجية والدماغية، ومن ثم خطر الإصابة بتصلب الشرايين والنوبات القلبية والسكتات الدماغية. وتعد الدهون المتحولة التي يستعملها في الغالب المصنعون والمطاعم أكثر ضررا من الأحماض الدهنية المشبعة. وينصح الخبراء باستهلاك الأطعمة المحتوية على الدهون المتحولة باعتدال.

برلين - حذرت الرابطة المهنية لأطباء الأمراض الباطنية الألمان من خطورة الدهون المتحولة على الصحة؛ فهي تزيد خطر الإصابة بالأزمات القلبية والسكتات الدماغية.

وأوضحت الرابطة أن الدهون المتحولة هي دهون مهدرجة بشكل صناعي لا يستطيع الجسم معالجتها، وهي تنشأ أثناء هدرجة الزيوت لإنتاج السمن النباتي والخبز والدهون القابلة للدهن، وكذلك عند تسخين وقلي الزيوت التي تحتوي على نسبة عالية من الأحماض الدهنية غير المشبعة.

وأضافت الرابطة أن الدهون المتحولة تعتبر أكثر ضررا من الأحماض الدهنية المشبعة، مشيرة إلى أن المصنعين والمطاعم يستخدمون الدهون المهدرجة لأنها أرخص من أنواع الدهون الأخرى وتدوم لفترة أطول ويمكن إعادة استخدامها في الكثير من الأحيان.

ويشمل ذلك بشكل خاص السلع المخبوزة المصنوعة من المعجنات والفطائر، كما أن محتوى الدهون المتحولة أعلى من المتوسط في رقائق البطاطس والكرواسون والسمن الصناعي ومنتجات الوجبات السريعة والمواد الدهنية القابلة للدهن.

محتوى الدهون المتحولة أعلى من المتوسط في رقائق البطاطس والكرواسون والسمن الصناعي ومنتجات الوجبات السريعة والمواد الدهنية

وبالإضافة إلى ذلك تُستخدم الدهون المتحولة لإنتاج البطاطس المقلية والبيتزا والحساء الجاف والوجبات الجاهزة.

وتكمن خطورة الدهون المتحولة في أنها ترفع مستوى الكوليسترول الضار، ما يزيد خطر انسداد الأوعية التاجية والدماغية، ومن ثم خطر الإصابة بتصلب الشرايين والنوبات القلبية والسكتات الدماغية.

لذلك ينبغي استهلاك الأطعمة المحتوية على الدهون المتحولة باعتدال، وألا تكون جزءا منتظما من قائمة الطعام اليومية.

والدهون المتحولة هي نوع من الدهون يؤدي إلى ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار وانخفاض مستويات الكوليسترول النافع. وتوجد كميات ضئيلة جدًا من الدهون المتحولة طبيعيًا في اللحوم والحليب ومشتقاته المستخرجة من الحيوانات التي تتغذى على العشب كالأبقار والغنم والماعز.

لكن أغلبية الدهون المتحولة توجد في الزيوت النباتية التي عولجت كيميائيًا للتحول إلى دهون صلبة. ويُطلق على هذه المنتجات الزيوت المهدرجة جزئيًا. وفي الماضي ساد اعتقاد أن زيوت الدهون المتحولة هي خيار صحي بديل عن الدهون المشبَّعة. وكانت تتميز كذلك بثمنها المنخفض ومدة صلاحيتها الطويلة.

وقررت إدارة الغذاء والدواء الأميركية أن الدهون المتحولة المصنعة “لم تعُد خيارًا آمنًا” غذائيًا. ولم تعُد تُستخدم في إنتاج المواد الغذائية في الولايات المتحدة. لكن ربما لا تزال مستخدمة في بلدان أخرى.

بعض الدهون الغذائية ضروري، وبعضها الآخر يزيد احتمالات الإصابة بالأمراض، وبعضها الثالث يساعد على الوقاية من الأمراض

والدهون الغذائية هي الدهون التي يحتوي عليها الطعام. ويحلّل الجسم الدهون الغذائية إلى أجزاء، يُطلق عليها الأحماض الدهنية، يُمكنها الدخول إلى مجرى الدم. ويستطيع الجسم أيضًا تكوين الأحماض الدهنية من الكربوهيدرات الموجودة في الطعام.

ويستخدم الجسم الأحماض الدهنية لتكوين الدهون التي يحتاجها. وهذه الدهون من العناصر المهمة لتحديد الطريقة التي يستخدم بها الجسم الفيتامينات المختلفة. وتلعب الدهون أيضًا دورًا في كيفية تكوين جميع خلايا الجسم وآلية عملها.

وبالرغم من ذلك ليست كل الدهون الغذائية متماثلة، بل إن لكل منها تأثيرًا مختلفًا على الجسم. وبعض الدهون الغذائية ضروري، وبعضها الآخر يزيد احتمالات الإصابة بالأمراض، وبعضها الثالث يساعد على الوقاية من الأمراض.

وتوصي المبادئ التوجيهية للنظم الغذائية في الولايات المتحدة بخفض نسبة السعرات الحرارية الآتية من الدهون المشبّعة إلى أقل من 10 في المئة من السعرات الحرارية اليومية. وتوصي جمعية القلب الأميركية بجعل نسبة السعرات الحرارية الآتية من الدهون المشبَّعة تتراوح بين 5 و6 في المئة من السعرات الحرارية اليومية.

وتشمل الأغذية الغنية بالدهون المشبَّعة ما يلي:

  • الأطعمة المخبوزة أو المقلية باستخدام الدهون المشبَّعة.
  • اللحوم، بما فيها لحم البقر والضأن والخنزير، وكذلك الدواجن وخاصة غير منزوعة الجلد.
  • مشتقات الحليب كالزبد والقشدة.
  • الحليب كامل الدسم أو المحتوي على 2 في المئة الدسم.
  • الجبن أو اللبن (الزبادي) المصنوع من الحليب كامل الدسم.
  • الزيوت المستخرجة من جوز الهند وثمار النخيل أو نوى ثمار النخيل.
Thumbnail

ويمكن أن تتراكم الدهون المشبَّعة سريعًا في الأطعمة التي تحتوي على مكونات متعددة. ووفقًا لما أوردته النظم الغذائية الأميركية، فإن أكثر المصادر شيوعًا للدهون المشبَّعة هي الشطائر والبرغر والتاكو والبوريتو؛ أي الأطعمة التي تجمع عادة بين اللحوم ومشتقات الحليب. ومن المصادر الشائعة الأخرى للدهون المشبَّعة المنتجات المخبوزة بالزبد والآيس كريم كامل الدسم وغيره من أصناف الحلويات.

وغالبًا ما تؤدي الدهون المشبَّعة إلى رفع مستويات الكوليسترول في الدم. ويُطلق على البروتين الدهني منخفض الكثافة اسم الكوليسترول الضار. أما البروتين الدهني مرتفع الكثافة فيُطلق عليه اسم الكوليسترول النافع. وتسبب الدهون المشبَّعة ارتفاع مستويات النوعَين كليهما.

ويسبب ارتفاع مستوى الكوليسترول الضار في مجرى الدم زيادة احتمالات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ما يزيد احتمالات الإصابة بنوبة قلبية.

وأثبتت دراسة جديدة، أجرتها جامعة إمبريال كوليدج لندن، أن تقنية مطورة تعتمد على حقن فقاعات غازية صغيرة في مجرى الدم تحقق نتائج واعدة في تحديد خطر الإصابة بنوبة قلبية.

وأوضح فريق البحث أنه بمجرد حقن الفقاعات يمكن تتبع حركتها باستخدام مسبار الموجات فوق الصوتية، وإذا تباطأت أو توقفت فقد يشير ذلك إلى وجود انسداد خطير محتمل في مجرى الدم.

وعندما ينقطع تدفق الدم إلى القلب يمكن أن يؤدي ذلك إلى ألم حاد في الصدر يشير إلى نوبة قلبية.

وينبغي على المرضى الذين يشتبه في إصابتهم بنوبة قلبية إجراء اختبارات الدم لبروتين يسمى “تروبونين” بمجرد وصولهم إلى المستشفى (بموجب المبادئ التوجيهية لهيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية)، حيث يتم إطلاق هذه “الإنزيمات القلبية” بمستويات عالية نتيجة لأزمة قلبية.

وبعد 3 ساعات على الأقل يخضع المرضى لاختبار “تروبونين” آخر للتحقق من نتائج الاختبار الأول، إذ يُحال الأشخاص الذين لديهم درجة عالية من “تروبونين” إلى إجراء تصوير الأوعية الدموية، حيث يتم حقن صبغة خاصة (تحت مخدر موضعي) في مجرى الدم وتتبعها بالأشعة السينية أثناء تدفقها حول الجسم، لكشف أي انسداد دموي.

ويمكن للاختبار الجديد، الذي يستغرق بضع دقائق، أن يسرع عملية الكشف عن انسداد الشرايين. وفي الدراسة الجديدة تم اختبار هذه التقنية على أربعة مرضى لديهم تاريخ من أمراض القلب. ويقوم الفريق بخلط الآلاف من الفقاعات بمحلول الماء المالح ليتم حقنها ببطء في الوريد من خلال شق صغير في ذراع المريض.

15