الدعم السريع تنفي علاقتها باستهداف فعالية عسكرية حضرها البرهان

الخرطوم - قال محمد مختار المستشار القانوني لقائد قوات الدعم السريع بالسودان إنه لا علاقة للقوات شبه العسكرية بهجوم بمسيرتين استهدف قاعدة عسكرية بشرق البلاد خلال زيارة قائد الجيش الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان.
وذكر مختار لرويترز "ليس للدعم السريع أي صلة بالمسيرات التي استهدفت مدينة جبيت بشرق السودان اليوم".
وهاجمت مسيرة حربية الأربعاء قاعدة عسكرية شرق السودان، المنطقة التي بقيت في منأى عن الحرب الدامية في البلاد، أثناء وجود البرهان فيها، وفق ما أفاد شهود وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال الجيش، في بيان، إنّ المضادات الأرضية تصدت اليوم الأربعاء لمسيّرتين معاديتين استهدفتا موقع الاحتفال بتخريج دفعات من الكليات الحربية والجوية والبحرية عقب ختامه في جبيت الواقعة على بعد نحو مئة كيلومتر عن مدينة بورت سودان التي أضحت العاصمة الفعلية للحكومة الموالية للجيش
وأضاف البيان أن الهجوم تسبب في مقتل خمسة ووقوع عدد من الإصابات، دون ذكر حضور البرهان، ما يفتح باب التساؤل إن كان قد الجيش يروّج لمحاولة اغتياله لاستدرار عطف السودانيين، مع تآكل شعبيته في الداخل وتراجع الرهانات على شخصه في الخارج.
وصباح الأربعاء، قال إعلام مجلس السيادة إن البرهان، "يشهد في استاد معهد المشاة بمدينة جبيت في ولاية البحر الأحمر، تخريج الدفعات 68 كلية حربية و20 و23 من التأهيلية والكلية الجوية والأكاديمية البحرية".
وقال شهود لوكالة الصحافة الفرنسية إن البرهان غادر الحفل بعد الهجوم، فيما قطع التلفزيون السوداني البث الحي لوقائعه لمدة ربع ساعة تقريبا.
ويشهد السودان حربا منذ أبريل 2023 بين قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي" والجيش الذي يقوده البرهان، أوقعت إلى الآن عشرات آلاف القتلى وأدت إلى أزمة إنسانية.
تسيطر قوات الدعم السريع على الجزء الأكبر من العاصمة الخرطوم، وولاية الجزيرة (وسط) ودارفور (غرب) إضافة إلى أجزاء واسعة من القضارف (جنوب).
وأعلنت نهاية يونيو سيطرتها على قاعدة عسكرية في عاصمة ولاية سنار (جنوب شرق).
وفي الأثناء، تدور معارك عنيفة منذ مطلع مايو في الفاشر، المدينة الوحيدة الكبيرة في دارفور التي لم تسقط تحت سيطرة قوات الدعم السريع.
وتحاصر قوات الدعم السريع المدينة التي يقطنها مئات آلاف السودانيين.
وتتزايد دعوات أممية ودولية لتجنيب السودان كارثة إنسانية قد تدفع ملايين إلى المجاعة والموت، جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 12 ولاية من أصل 18 في البلاد.
وقال البرهان إن الجيش لن يتفاوض مع قوات الدعم السريع ولا يخشى الطائرات المسيرة، وذلك بعد أن أعلنت الحكومة السودانية الثلاثاء قبولها بشروط دعوة لحضور محادثات سلام برعاية الولايات المتحدة في جنيف.
وأضافت وزارة الخارجية السودانية في بيان، أن السودان طلب عقد اجتماع مع الولايات المتحدة من أجل "التمهيد الجيد" لاستئناف مفاوضات السلام مع قوات الدعم السريع، واشترطت تنفيذ "إعلان جدة"، وفق الوكالة الرسمية.
وفي 23 يوليو الجاري، دعت الخارجية الأميركية، في بيان، طرفي الحرب إلى المشاركة في مفاوضات لوقف إطلاق النار تتوسط فيها واشنطن وتبدأ بسويسرا في 14 أغسطس المقبل.
وأعلن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي"، قبل أيام، موافقته على المشاركة في هذه المفاوضات.
وضمن منبر جدة، جرى إعلان أكثر من هدنة وقعت خلالها خروقات تبادل الطرفان اتهامات بشأن المسؤولية عنها، ما دفع واشنطن والرياض إلى تعليق المفاوضات.
وأسفرت الحرب في السودان عن سقوط عشرات آلاف القتلى، لكن لم تتّضح بعد الحصيلة الفعلية للنزاع، في حين تفيد تقديرات بأنها تصل إلى "150 ألفا"، وفقا للمبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيرييلو.
ونزح نحو عشرة ملايين شخص داخل البلاد وخارجها منذ اندلاع المعارك، بحسب إحصاءات الأمم المتحدة. ودمرت المعارك إلى حد كبير البنية التحتية للبلاد التي بات سكانها يواجهون خطر المجاعة.