الدعم السريع تكرس تفوقها الميداني وتحرج الجيش السوداني في منبر جدة

قوات الدعم السريع تسيطر على مطار بليلة الذي حوله الجيش إلى مطار حربي بعد أن كان مخصصا لشركات النفط.
الأربعاء 2023/11/01
السلام يسطره الأقوياء

الخرطوم - حققت قوات الدعم السريع المزيد من المكاسب الميدانية بسيطرتها على مطار يقع غربي العاصمة، والذي كان الجيش قد حوله إلى مطار حربي في الصراع المستمر منذ أبريل الماضي، بعد أن كان مخصصا لخدمة شركات النفط.

وجاء التقدم بعد أيام قليلة من سيطرة الدعم السريع على نيالا، ثانية كبرى مدن السودان من حيث الكثافة السكانية، ليزيد ذلك من إحراج موقف الجيش في المفاوضات الجارية في جدة منذ الأحد. ويرى متابعون أن التقدم الذي تحرزه قوات الدعم السريع على أكثر من جبهة ومنطقة إستراتيجية من شأنه أن يشكل عنصر ضغط إضافيا على قيادة الجيش، للتخلي عن خيار الحرب، حيث بات من الواضح أنها لا تملك القدرة العملية على الاستمرار فيها، أو تحقيق ما يكسر المعادلة الميدانية القائمة.

وقالت قوات الدعم السريع الاثنين إنها انتزعت من الجيش السيطرة على مطار بليلة في ولاية غرب كردفان، وقال عمال في حقل نفط إنه تم إجلاؤهم بسبب الهجوم.

وتقع منطقة بليلة على بعد 55 كلم جنوب غرب الفولة عاصمة ولاية غرب كردفان، ويوجد في المنطقة حقل نفط ينتج ما بين عشرة آلاف و12 ألف برميل يوميا تمثل معظم إنتاج السودان النفطي الشحيح والمتضائل.

وتُدير شركة بترو إنيرجي الحقل، وهي شركة امتياز تابعة لمؤسسة البترول الوطنية الصينية، وسبق أن تعرض الحقل لهجمات من مواطنين بسبب عدم التزام الشركات ببند المسؤولية المجتمعية، وهي أموال مخصصة للمجتمعات المضيفة يتم صرفها على مشاريع التنمية والخدمات.

موافقة الدعم السريع على إطلاق سراح أسرى من الجيش تشكل بادرة حسن نية تجاه المفاوضات الدائرة

وقالت قوات الدعم السريع في بيان إنها ستسمح للمطار وحقل النفط بمواصلة العمل. وحرصت على طمأنة شركات النفط العاملة في الحقل بأن القوات تتواجد في المعسكرات ولا علاقة لها بالمطار أو حقول النفط.

وأوضحت “يمكنهم الاستمرار في العمل من أجل مصلحة الشعب السوداني، رغم علمنا التام بأن أموال النفط لا تدخل خزانة الدولة بالشكل الذي يخدم شعبنا، لكننا لا نريد أن تكون ذريعة للفلول من أجل محاصرة وتجويع مواطنينا الذين أنهكتهم الحرب”.

ودارت معارك بين قوات الدعم السريع والجيش أيضا في مدينتي الأبيض والفاشر بغرب البلاد في الأيام القليلة الماضية مع استئناف المحادثات التي ترعاها الولايات المتحدة والسعودية الأحد بهدف التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.

وكانت قوات الدعم السريع أعلنت عن انضمام 560 فردا من الفرقة 20، التابعة للجيش في الضعين عاصمة ولاية شرق دارفور، إليها. ويرى متابعون أنها تملك بالواضح الأسبقية على الميدان وهذا يقوي بشكل كبير موقفها على طاولة المفاوضات، مشيرين إلى أن الجيش يبدو في وضع صعب فليس من صالحه الاستمرار في حرب باتت تستنزفه على نحو أشد، في المقابل تبدو قيادته ضعيفة الإرادة أمام فلول النظام السابق المتمسكة بالاستمرار في الصراع إلى حين الاستجابة لمطالبها بالمشاركة في أي ترتيبات مستقبلية للسلطة.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الاثنين إنها سهلت إطلاق سراح 64 من أفراد الجيش اعتقلتهم قوات الدعم السريع، ليصل إجمالي عدد الأشخاص الذين سهلت إطلاق سراحهم خلال الحرب إلى 292 شخصا.

وتشكل موافقة الدعم السريع على إطلاق سراح أسرى من الجيش بادرة حسن نية تجاه المفاوضات الدائرة التي يأمل من خلالها السودانيون في إنهاء الحرب التي خلفت مآسي. وتمخضت الحرب عن أزمة إنسانية هائلة مع نزوح نحو ستة ملايين شخص، ومقتل الآلاف وإلحاق دمار بالعاصمة الخرطوم ووقوع عمليات قتل عرقية الدوافع في غرب دارفور.

وقالت قوات الدعم السريع الأسبوع الماضي إنها سيطرت على نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور.

وقال أحد سكان نيالا إن الجيش واصل ضرباته الجوية، مستغلا ميزته الرئيسية في الحرب، على الرغم من سيطرة قوات الدعم السريع على قاعدته الرئيسية في المدينة.

ولم يرد الجيش السوداني ووزارة النفط على طلبات للتعليق.

2