"الدحة" رقصة النصر في شمال السعودية

الرياض ـ "الدحة" رقصة من الموروث الشعبي الذي تشتهر به مناطق شمال السعودية، لها حضور فاعل في كل المهرجانات.
وتؤدَّى الدحة بشكل جماعي، حيث يصطف الرجال بصف واحد أو صفين متقابلين، ويغني الشاعر الموجود في منتصف أحد الصفين قصيدته المغناة، فيردد الصفان بالتناوب البيت بعده.
وتتنوع قصائد الدحة بين المدح والفخر والغزل، بأسلوب قصصي، حيث تأتي حركة الدحة في نهاية الإنشاد الشعري، من خلال قيام الحاشي أو المحوشي أمام الصف أو بين الصفين برقصة، سواء بالسيف أو العصا، مع ارتداء البشت، يلاعبه عادة شخص آخر، وتقوم الصفوف بالتصفيق بشكل إيقاعي حركي حماسي يتوافق فيه الصف بشكل متقارب في أداء الصوت والحركة.
وتعود نشأة رقصة الدحة إلى تاريخ بعيد حينما قامت مجموعة من رجال قبيلة عنزة خرجوا على جمالهم وأثناء نزولهم للمبيت ليلا سمعوا أصواتا قريبة منهم، فاستكشفوا فوجدوا جيشا يفوقهم عدة وعددا بحيث لا يمكنهم مواجهته، لذلك عمدوا إلى حيلة وهي الهدير مع الجمال بأصوات قوية حتى ظن الجيش أنهم جيشا جرارا لكثرة أصواتهم وأصوات جمالهم فغادروا كما جاؤوا، ثم بعد ذلك أضافوا لها الشعر والرقصات.
من شعراء الدحة المشهورين الشاعر حامد بن سعدنه المتوفّى في أواخر القرن الثالث عشر، وله في وصف بعض المعارك مقتطفات من قصيدة طويلة قيل إنها أطول ما سمع من شعراء الدحة، حيث استمرت ليلة كاملة.