الداخلة المغربية تحتضن مغامرة نسائية إنسانية بين البحر والصحراء

تخوض المشاركات في اللحاق التضامني الرياضي “الصحراوية” غمار التنافس في فعاليات مختلفة في مدينة الداخلة بالصحراء المغربية، في تظاهرة لإبراز قيم التضامن من أجل خدمة قضية إنسانية.
الداخلة (المغرب) - تحتضن مدينة الداخلة المغربية الوجهة المفضلة للكثير من السياح الأجانب، من 4 إلى 11 فبراير الجاري، الدورة التاسعة من فعاليات اللحاق الرياضي النسائي التضامني “الصحراوية”، التي تشكل مغامرة إنسانية لنساء قدمن من مختلف بقاع العالم، من أجل تشجيع قيم العطاء والتضامن فضلا عن تجاوز الذات.
وتعرف هذه النسخة التي تنظمها جمعية “خليج الداخلة للتنمية الرياضية والثقافية”، مشاركة خمسين فريقا من مختلف المناطق المغربية، إلى جانب مشاركات من القارتين الأفريقية والأوروبية. وسجلت فرنسا أكبر عدد من المشاركات في هذا السباق بـ22 متسابقة، كما تتضمن فعاليات هذه النسخة مشاركة ثماني طالبات يمثلن الوكالة المغربية للتعاون الدولي وينحدرن من بلدان رواندا، وغانا، ومدغشقر والرأس الأخضر.
وتجري فعاليات هذا الحدث الرياضي النسائي بامتياز عبر مشاركة ثنائية في كل مراحل السباق من البداية إلى النهاية، بما يتيح للمشاركات خوض مغامرة مشتركة. ويسلط مسار السباق الضوء على المناظر الطبيعية المغربية المتفردة، حيث يبحر بين المياه الفيروزية للمحيط الأطلسي والكثبان الرملية الذهبية.
وأكدت رئيسة جمعية “خليج الداخلة للتنمية الرياضية والثقافية”، ليلى أوعشي، في تصريح لوكالة المغرب للأنباء أن هذه التظاهرة تعد مناسبة “لإبراز قيم التضامن والتفاني من أجل خدمة قضية إنسانية في سياق استثنائي، وذلك من خلال التضامن مع سكان المناطق في وضعية صعبة”.
وأشارت إلى أنه سيتم تنظيم حفل خيري بهدف المساهمة في تشييد القرية السادسة لقرى الأطفال “أس.أو.أس” بالمغرب بالداخلة والتي أطلقت حملة لجمع التبرعات لبنائها. وأضافت رئيسة الجمعية أن السباق يهدف بالأساس إلى الاهتمام بالرياضة “كدعامة لتشجيع المرأة وجعلها أكثر انفتاحا وحرية، وإتاحة الفرصة لها للتركيز على ذاتها من خلال دعم الجانب الاجتماعي والتضامني، لأن كل مشاركة تخوض غمار هذا السباق باسم إحدى الجمعيات”.
من جهة أخرى، أبرزت أوعشي أن هذا السباق سيساهم في إشعاع مدينة الداخلة على الصعيد الدولي، من خلال تعرف المشاركات الأجنبيات عن قرب على المؤهلات التي تزخر بها جهة الداخلة واد الذهب من مناظر طبيعية فريدة تجمع بين البحر والصحراء، مشيرة أيضا إلى البعد الثقافي لهذه التظاهرة من خلال التعريف بالتراث الحساني الغني.
ومدينة الداخلة التي يسميها الإسبان “فيلا سيسنوريس”، شبه جزيرة يحبط بها البحر من ثلاث جهات، وتضم عدة وحدات فندقية توفر الراحة لزوارها الذين عادة ما يقومون بجولات ورحلات، بالإضافة إلى صيد الأسماك حول الخليج، والتأمل في امتداد المياه الهادئة مع انعكاساتها الرائعة.
وعلى مدى أربعة أيام، ستخوض المشاركات في اللحاق التضامني الرياضي “الصحراوية” غمار التنافس في فعاليات مختلفة “المعسكر، التجديف، الجري، ركوب الدراجات، العدو في الطبيعة، سباق التوجيه، ركوب الدراجات الجبلية”.
وتٌعتبر مدينة الداخلة من المدن الجنوبية في المغرب، تشتهر بين الوجهات السياحية المعروفة في البلاد بسبب طبيعة الشواطئ الساحرة فيها كونها تقع بمحاذاة المحيط الأطلسي، حيث يقصدها السياح من الأفراد والمجموعات والعائلات للاستمتاع بإجازاتهم الصيفية من خلال الاسترخاء على الشاطئ والقيام بالأنشطة الترفيهية المتنوعة، التي تشمل ركوب الأمواج ولعب كرة الشاطئ ورياضة الغوص. ومن أبرزها شاطئ بورتوريكو، كما تعرف جزيرة التنين في المدينة بكونها إحدى الوجهات الطبيعية الساحرة، بالإضافة إلى الكثبان البيضاء وغيرها من المعالم الطبيعية التي يمكن استكشافها.
كما تزخر بتراث حساني غني بطقوسه وتظاهراته الثقافية والفنية، وبملابسه المتميزة كالملحفة للنساء والدراعية للرجال، وبأدبه المتميز الذي يبدأ بالشعر الحساني وينتهي عند الأهازيج التقليدية بالمنطقة، مرورا بالحكي الشعبي.
وتحتضن مدينة الداخلة إلى جانب مدينة العيون المغربية، قطبا دبلوماسيا رفيعا يضم عدة قنصليات لدول متعددة، آخرها القنصلية الأميركية، الشيء الذي سيعزز الاستثمار السياحي بالمدينة ويجعلها منارة سياحية في الصحراء المغربية.