الخيول تتكلم جمالاً… والإمارات تنصت بفخر

بطولة تهدف للوصول إلى مختلف الملاّك والمربين للخيول العربية في العالم والتحفيز على اقتنائها وتربيتها والحفاظ على سلالاتها.
الأحد 2025/06/22
سلالات تتألق

تنظم دولة الإمارات سلسلة بطولات عالمية ومحلية لجمال الخيول العربية تهدف إلى الحفاظ على السلالات الأصيلة وتعزيز مكانة الفروسية في العالم، بالإضافة إلى ذلك لتُقيّم الخيول وفق معايير دقيقة تجمع بين الجمال والحركة والسلالة.

دبي - تنظم جمعية الإمارات للخيول العربية بطولة “كأس الإمارات العالمي لجمال الخيل العربية”، والتي تشمل 10 جولات تقام في مختلف قارات العالم، وتهدف إلى الوصول إلى مختلف الملاّك والمربين للخيول العربية في العالم، والتحفيز على اقتناء وتربية الخيول العربية، والحفاظ على سلالاتها.

وانطلقت جولات البطولة هذا العام بأستراليا في شهر يناير، ثم انتقلت إلى الصين والبحرين والمغرب، ومن المقرر أن تنتقل الشهر المقبل إلى سلطنة عمان، ثم بولندا في شهر أغسطس، وتليها بلجيكا في الشهر نفسه، لتنتقل إلى الولايات المتحدة والأرجنتين في شهر سبتمبر، قبل أن تختتم في شهر نوفمبر. وكانت بطولة العام الماضي قد طافت مختلف قارات العالم، وشهدت مشاركة 838 حصانا تعود إلى 480 مالكاً.

ومحليا، تعد بطولة عجمان لجمال الخيول العربية إحدى أعرق البطولات على مستوى الإمارات والمنطقة العربية، وتمثل فرصة مميزة لاجتماع نخبة من أجمل الخيول وأكثرها تفوقا، وسط مشاركة واسعة من أبرز المربين في الإمارات ودول الخليج وأوروبا. ونالت الخيول المتنافسة في البطولة إعجاب لجنة التحكيم لجمالها، وتوازنها المثالي، واتساق خطوطها الجسدية.

وقال خالد غانم العميري رئيس اللجنة العليا المنظمة للبطولة إن هذا الحدث الذي تحرص عجمان على تنظيمه سنويا له بالغ الأثر في تعزيز تربية الخيول العربية الأصيلة، والتي تمثل جزءا من التراث الثقافي الإماراتي. وقال العميري “تعدّ هذه البطولة مؤشراً سنوياً على مستوى تطور تربية الخيول في الإمارات، وتسهم بشكل مباشر في تعزيز السوق المحلية والعالمية للخيل، وتعد نقطة جذب لعشاق الفروسية والمستثمرين في هذا المجال”.

أما بطولة دبي الدولية لجمال الخيول العربية فتعد واحدة من أكبر بطولات الجمال في المنطقة من حيث الجوائز والمستوى الفني للمشاركات، وينظمها نادي دبي للفروسية وسط حضور جماهيري واسع، واهتمام كبير من كبار مربي الخيول العربية الأصيلة. وتتميز هذه البطولة باستقطابها لأسماء عالمية من المرابط، خصوصا من أوروبا وأميركا الشمالية، إضافة إلى أبرز المرابط المحلية.

وشهدت البطولة في دورتها الأخيرة مشاركة 142 من نخبة الخيول العربية الأصيلة من مختلف أنحاء العالم، حيث تنافست بأناقتها وسلالاتها النادرة في أجواء مميزة جمعت بين الفخامة والتراث. وتميّزت الخيول المشاركة بمواصفاتها الجسدية اللافتة، وتقاسيم وجهها المتماثلة، وخطى مشيتها الراقية.

◙ البطولة تتميز باستقطابها لأسماء عالمية من المرابط، خصوصا من أوروبا وأميركا الشمالية إضافة إلى أبرز المرابط المحلية

وتعتبر بطولة دبي مقياسا عالميا للمستوى الفني للخيول في المنطقة، كما أنها تسهم في الترويج للمدينة كوجهة لرياضة الفروسية العالمية، حيث تلتقي التقاليد العربية بأحدث معايير التنظيم والتقييم. وفي الشارقة تقام بطولة دولية لجمال الخيول العربية، وتعد إحدى أقدم البطولات على مستوى الإمارات، وقد انطلقت قبل أكثر من 20 عاما، وتتميز بكونها منصة مثالية للخيول الناشئة.

وتطبق بطولة الشارقة نظام تقييم دقيق، يشمل عدة عناصر منها النسب، الرأس والعنق، الجسم، القوائم، الحركة، الانطباع العام، والمظهر، وتحظى كل فئة من هذه العناصر بدرجات محددة، يقيّمها طاقم تحكيم دولي ذو خبرة طويلة. وما يميز بطولة الشارقة أيضا هو التوازن بين المستوى المحلي والدولي، إذ تستقطب مربين من دول مثل مصر والسعودية، ما يمنحها طابعاً عربياً متكاملاً.

وفي أبوظبي، تقام سنويا بطولة متميزة لجمال الخيول العربية، وتعتبر هذه البطولة من أكثر البطولات التي تركز على الخيول المنتجة محليا. وتتميز البطولة بتقديم جوائز قيمة للفائزين، ما يشجع المزيد من المرابط الصغيرة على تربية الخيول العربية الأصيلة، ويعزز من استمرارية الإنتاج.

وعند الحديث عن بطولات جمال الخيول العربية، لا بد من التوقف عند المعايير التي تبنى عليها أحكام الفوز، فالخيول العربية تتميز بعدد من الخصائص التي تمثل رموز الجمال، حيث يجب أن يكون الرأس صغيرا نسبيا، ذا جبهة عريضة، وعينين واسعتين براقتين، ويكون الذيل مرتفعا ونافرا أثناء الحركة، ما يعكس صفات الفخر والعزة.

ويركز حكام البطولات على حركة الخيل، إذ يجب أن تكون متزنة ومرفوعة، وهو ما يعرف بـ”الخطوة الراقية”. ويقول محمد الحربي مدير عام جمعية الإمارات للخيول العربية إن بطولات جمال الخيول العربية في الإمارات ليست مجرد مسابقات للفوز بالجوائز، بل هي احتفاء مستمر بالتراث، وتذكير بعمق العلاقة التي تجمع العربي بفرسه.

ويضيف قائلا "رغم اختلاف أسماء البطولات ومواقعها، فإنها جميعا تتفق على هدف واحد هو صون جمال الخيول العربية الأصيلة، وتكريم هذه المخلوقات النبيلة التي صاحبت الإنسان العربي منذ قرون." وتابع بالقول "تتولى لجان دولية التحكيم في هذه البطولات لضمان الشفافية والدقة في التقييم، وتستند إلى معايير فنية موحدة ومعترف بها عالمياً."

1

18