الخمول البدني يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالسرطان

يؤكد خبراء الصحة على أهمية النشاط البدني في الوقاية من الأمراض ويشيرون إلى أن الخمول البدني يسبب أمراض السرطان بأنواعها وأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري. كما يزيد الخمول من خطر الوفاة المبكرة، مقارنة بالنشاط البدني. ويشجّع الخبراء على تمارين تقوية العضلات، مثل رفع الأثقال أو تمارين الضغط، مرتين في الأسبوع للحفاظ على قوة العظام والعضلات.
لندن - وجد تحليل نُشر في المجلة الطبية “لنسات”، أن الخمول البدني يرتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون بنسبة تتراوح من 30 إلى 40 في المئة، وزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 30 في المئة، وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 20 إلى 60 في المئة.
كما يزيد الخمول بنسبة من 30 إلى 50 في المئة من خطر الوفاة المبكرة، مقارنة بالنشاط البدني.
وكشفت دراسة حديثة أن الخمول له علاقة قوية بالإصابة بمرض السرطان، وأن الجلوس في وضع مريح ومستلق لفترة طويلة هو أحد عوامل الخطر القوية.
وكشفت أهم النتائج بعض ادعاءات السرطان أن هناك علاقات بين نمط الحياة المستقر والجلوس في وضعية مريحة والسرطان.
الأشخاص الذين يقضون وقتا أطول في الجلوس أو الاستلقاء لديهم مخاطر متزايدة للإصابة بسرطان القولون والمستقيم
ووفقا لتقارير هيئة الصحة، فإن الأشخاص الذين يقضون وقتا أطول في الجلوس أو الاستلقاء لديهم مخاطر متزايدة من سرطان القولون والمستقيم وسرطان البروستاتا وبطانة الرحم والمبيض ويرتبط نمط الحياة الكسول وعدم الحركة بزيادة معدل الوفيات بالسرطان لدى النساء.
وأكدت هذه النتائج في عام 2020 لمجموعة من 8002 من البالغين السود والبيض، أن أسلوب الحياة الخامل عامل خطر مستقل لخطر الإصابة بالسرطان والوفاة، وتوجد أدلة تؤكد أن المستويات المنخفضة من النشاط البدني مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بأنواع عديدة من السرطان.
كما أن هناك أدلة قوية على أن المستويات الأعلى من النشاط البدني مرتبطة بانخفاض خطر الإصابة بعدة أنواع من السرطان.
وأوضح المعهد الوطني للسرطان أن الدليل الذي يربط بين النشاط البدني العالي وخفض مخاطر الإصابة بالسرطان تم التوصل إليه من خلال الدراسات القائمة على الملاحظة، فيقوم الأفراد بالتبليغ عن نشاطهم البدني وتتمّ متابعتهم لسنوات لتشخيص السرطان.
وعلى الرغم من أن هذه النوعية من الدراسات العلمية لا يمكن أن تثبت علاقة سببية، يلاحظ الجسم الصحي أنه عندما يكون للدراسات في مجموعات سكانية مختلفة نتائج مماثلة وعندما توجد آلية محتملة لعلاقة سببية، فإن هذا يوفر دليلا على وجود علاقة سببية.
ويُنصح البالغون الأستراليون (الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و65 عاما) بالحصول على 150 دقيقة على الأقل (على الرغم من أنه يفضل 300) من النشاط البدني المعتدل الشدة كل أسبوع. وقد تكون التمارين المعتدلة الشدة عبارة عن نزهة سريعة أو دورة خفيفة أو جز العشب.
وإذا كان الشخص على استعداد لممارسة نشاط بدني قوي، فهو يحتاج فقط إلى نصف ذلك (75-150) دقيقة في الأسبوع.
ويتم تشجيع مجموعة متنوعة من أنواع الأنشطة لأن الأنشطة البدنية المختلفة تستلزم فوائد مختلفة.
ويتم تشجيع تمارين تقوية العضلات، مثل رفع الأثقال أو تمارين الضغط، مرتين في الأسبوع للحفاظ على قوة العظام والعضلات.
وإذا كان كل هذا يبدو معقدا للغاية، فتأكد من أن أي تمرين مفيد لك. وليس عليك تحقيق إرشادات النشاط البدني للاستفادة من النشاط البدني.
كشفت الدراسة أن الخمول البدني مرتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان الكلى والمثانة. وبشكل أكثر تحديدا، كان خطر الإصابة بسرطان الكلى أعلى بنسبة 77 في المئة بين أولئك الذين كانوا غير نشيطين بدنيا وكان لديهم خطر الإصابة بسرطان المثانة بنسبة 73 في المئة.
وقد لوحظت مخاطر مماثلة بين أولئك الذين يعانون من السمنة مقارنة بمن كانوا ذوي وزن طبيعي.
وأفادت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن ما يقرب من 57 ألف أميركي يعيشون مع سرطان الكلى أو أنواع أخرى من سرطان الحوض.
واكتشف الباحثون في معهد روزويل بارك للسرطان آثار التمرينات ونقصها على مخاطر الإصابة بسرطان الكلى والمثانة.
البالغون الأستراليون يُنصحون بالحصول على 150 دقيقة على الأقل من النشاط البدني المعتدل الشدة كل أسبوع
وقام الباحثون بتحليل 160 شخصا مصابا بسرطان الكلى و208 مرضى بسرطان المثانة و766 من الأصحاء أبلغ المشاركون عن نشاطهم البدني.
ولحساب خطر الإصابة بالسرطان استخدم الباحثون طرق الانحدار اللوجستي متعدد التغيرات غير المشروطة.
واقترح الباحثون أن عيش حياة مستقرة هو عامل خطر مستقل للإصابة بسرطان الكلى والمثانة.
وقالت الدكتورة كريستين مويسيش: “نأمل أن تحفز نتائج مثل نتائجنا الأشخاص غير النشيطين على الانخراط في شكل من أشكال النشاط البدني”.
ويزيد الخمول البدني من خطر الإصابة بالسرطان، في حين أن الخمول المفرط والإفراط في التدريب قد يؤثران سلبا على نتائج العلاج ونوعية الحياة، فإن القيام بتمارين معتدلة ونشاط بدني بانتظام قد يوفران آثارا مفيدة للنظام مثل تحسين الوظيفة الفيسيولوجية وتقليل مخاطر الإصابة بالسرطان وتكرارها.
وقد وجدت دراسات مختلفة آثارا مفيدة للنشاط البدني المعتدل المنتظم وممارسة التمارين في التقليل من آثار السرطان، مثل سرطانات الثدي والقولون وبطانة الرحم.
ويمكن وصف أي حركة إرادية للعضلات تؤدي إلى إنفاق الطاقة على نطاق واسع على أنها نشاط بدني. على عكس التمرين، وهو شكل من أشكال النشاط البدني الذي يشير إلى الحركات المخططة والمتكررة بهدف البقاء بصحة جيدة. والنشاط البدني هو مصطلح أكثر عمومية وقد يشمل حتى الأنشطة اليومية العامة في حياتنا مثل أداء الأعمال المنزلية، والنقل، أو نشاط مخطط له مثل ممارسة الرياضة.