الخلايا الجذعية تمنح مرضى الشلل أمل استعادة الحركة

نتائج مشجعة في البحث عن علاجات فعالة لإصابات الحبل الشوكي.
الخميس 2025/04/03
العلاج الجديد خطوة مهمة إلى الأمام

كشف بحث جديد عن إمكانية استخدام الخلايا الجذعية لعلاج الشلل؛ حيث تقدم هذه الخلايا أملًا جديدًا لآلاف المرضى الذين يعانون من الشلل بفضل قدرتها الفائقة على تجديد الأنسجة التالفة وتحفيز نمو الأعصاب، وتوفر فوائد لا حصر لها مقارنة بالعلاجات التقليدية.

طوكيو – أعلن فريق بحثي بقيادة البروفيسور هيديوكي أوكانو في جامعة كيو اليابانية عن إنجاز كبير في علاج إصابات الحبل الشوكي، حيث خضع أربعة مرضى عانوا من إصابات شديدة في الحبل الشوكي لعمليات زرع خلايا جذعية عصبية مشتقة من الخلايا الجذعية متعددة القدرات المستحثة.

وأظهرت التجربة السريرية نتائج مشجعة، إذ تمكن أحد المرضى الذي كان مصنفاً سابقاً على أنه مشلول تماماً، من الوقوف دون مساعدة وبدأ بممارسة تمارين المشي، في حين استعاد مريض آخر القدرة على تحريك ذراعيه وساقيه، بينما لم يظهر مريضان آخران تحسناً ملحوظاً.

ويعد الشلل من أكثر الحالات الطبية تدميراً، إذ يفقد المصابون القدرة على الحركة والاستقلالية في لحظة. وتشكل إصابات الحبل الشوكي تحدياً كبيراً، إذ يعد المسؤول عن نقل الإشارات بين الدماغ والجسم، وعند تعرضه للتلف تكون فرص التعافي محدودة، ما يؤدي إلى شلل دائم لدى الملايين من الأشخاص في العالم.

أبحاث الخلايا الجذعية تمثل بارقة أمل لإيجاد علاج فعال للشلل الذي يعاني منه أكثر من 15 مليون شخص في العالم

وتمت معالجة المرضى وجميعهم من الذكور البالغين، خلال الفترة من 14 إلى 28 يوماً بعد الإصابة، وهي المرحلة شبه الحادة، حيث تم حقن كل مريض بمليوني خلية جذعية عصبية في موقع الإصابة، بهدف تجديد الوصلات العصبية المفقودة.

وعلى الرغم من تباين النتائج، إلا أنها تُمثل خطوة مهمة إلى الأمام في البحث عن علاجات فعالة لإصابات الحبل الشوكي.

وقال جيمس سانت جون، عالم الأعصاب في جامعة غريفيث بأستراليا، “هذه النتائج إيجابية للغاية، إنها مثيرة جدا للاهتمام بهذا المجال.” لكنه شدد على ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث لمعرفة ما إذا كان التحسن ناتجاً عن العلاج بالخلايا الجذعية أم عن التعافي الطبيعي.

ويخطط فريق جامعة كيو لتوسيع نطاق البحث، من خلال زيادة عدد الخلايا الجذعية المزروعة، واختبار العلاج على المرضى الذين يعانون من إصابات مزمنة في الحبل الشوكي، حيث يكون تجديد الأعصاب أكثر صعوبة.

وبوجود أكثر من 15 مليون شخص حول العالم يعانون من إصابات في النخاع الشوكي، تمثل هذه الأبحاث بارقة أمل لإيجاد علاج فعال للشلل، وربما فتح باب لاستعادة الحركة لمن فقدوها، ما قد يحدث ثورة في عالم الطب التجديدي.

والخلايا الجذعية هي نوع خاص من الخلايا التي تتميز بقدرتها على الانقسام والتطور إلى أنواع متعددة من الخلايا المتخصصة في الجسم، مثل خلايا الدم أو العضلات أو الخلايا العصبية. وتعتبر بمثابة الخلايا الأم التي يمكنها تجديد الأنسجة التالفة أو المفقودة، ما يجعلها أداة فعالة في علاج العديد من الأمراض والمشكلات الصحية، مثل الشلل والسرطان وأمراض القلب، وغيرها.

وتختلف الخلايا الجذعية عن باقي خلايا الجسم الأخرى في قدرتها الفائقة على التمايز، أي أنها تستطيع التحول إلى خلايا من نوعيات متعددة، وتساهم بذلك في تجديد الأنسجة والعضلات والأعصاب التالفة.

حح

وهناك عدة أنواع من الخلايا الجذعية التي تُستخدم لعلاج الشلل، منها الخلايا الجذعية الجنينية وتُستخلص من الأجنة في مراحلها المبكرة، وتتميز بقدرتها على التحول إلى أي نوع من الخلايا في الجسم، ما يجعلها فعّالة جدًا في علاج الشلل الناتج عن تلف الأعصاب.

وأيضا الخلايا الجذعية البالغة التي تُستخلص من الأنسجة البالغة، مثل النخاع العظمي أو الدهون، وتعتبر خيارًا آمنًا مقارنة بالخلايا الجذعية الجنينية؛ حيث تستخدم لعلاج العديد من الحالات المرضية بما في ذلك الشلل.

أما الخلايا الجذعية المستحدثة فهي خلايا تم تعديلها لتصبح مشابهة للخلايا الجذعية الجنينية، حيث تتم إعادة برمجتها لتحصل على خصائص الخلايا الجذعية الجنينية. وهذه الخلايا تعد واعدة في علاج الشلل.

وثمة أيضا الخلايا الجذعية العصبية التي تُستخلص من الأنسجة العصبية ولها قدرة على تحفيز نمو الخلايا العصبية المتضررة في حالات الشلل. وتعد أداة رئيسية في علاج حالات الشلل الناتج عن إصابات في الجهاز العصبي.

الخلايا الجذعية تسرع عملية الشفاء وتساعد المرضى على استعادة حركتهم بشكل أسرع مقارنة بالعلاجات التقليدية التي قد تستغرق وقتًا أطول

وتلعب الخلايا الجذعية دورًا كبيرًا في علاج الشلل، بفضل قدرتها الفائقة على تجديد الأنسجة المتضررة وتحفيز النمو العصبي. فعندما يتم حقن الخلايا الجذعية في جسم المريض، تبدأ هذه الخلايا في التمايز إلى خلايا متخصصة جديدة، مثل الخلايا العصبية التي يمكنها استعادة الأنسجة التالفة في الأعصاب أو العضلات.

وفي حالات الشلل تساهم الخلايا الجذعية في إصلاح الأعصاب التالفة في الحبل الشوكي أو الدماغ، وهو ما يساعد على تحسين قدرة المريض على الحركة والتحكم في عضلاته. وأيضًا يمكن أن تسهم في تقليل التورم وتحسين الدورة الدموية في المناطق المتضررة، ما يعزز عملية الشفاء بشكل أسرع وأكثر فاعلية.

والخلايا الجذعية قادرة على التمايز إلى خلايا عصبية جديدة، وبالتالي تساعد في تعويض الخلايا العصبية التالفة في مناطق مثل الحبل الشوكي أو الدماغ. كما تساعد في تحفيز تجديد الأنسجة العصبية، ما يساهم في تحسين قدرة الشخص على الحركة والشعور، إضافة إلى دعم القدرة الطبيعية للجسم على التعافي من الإصابات العصبية، وهو ما يزيد من فرص الشفاء وتحسين نوعية الحياة.

ويؤكد الباحثون أن علاج الشلل كان دائمًا من التحديات الكبرى في الطب التقليدي، لكن مع تقدم الأبحاث واكتشاف الخلايا الجذعية، أصبح هناك أمل جديد في علاج هذه الحالة حيث تقدم فوائد كبيرة مقارنة بالعلاجات التقليدية التي تعتمد على الأدوية أو الجراحة، وتسهم في تحفيز الشفاء وإصلاح الأنسجة.

وتحفز الخلايا الجذعية الجسم على إصلاح الأنسجة التالفة بشكل طبيعي، ما يجعلها أكثر فاعلية من العلاجات التقليدية، وتتميز بقابلية التكيف والتمايز إلى أنواع مختلفة من الخلايا على عكس الأدوية التقليدية التي تقتصر على معالجة الأعراض فقط. وتعتبر أكثر أمانًا وأقل تأثيرات جانبية مقارنة بالعلاجات الجراحية والدوائية التي قد تكون مصحوبة بمخاطر عالية.

وتسرع الخلايا الجذعية عملية الشفاء وتساعد المرضى على استعادة حركتهم بشكل أسرع مقارنة بالعلاجات التقليدية التي قد تستغرق وقتًا أطول.

15