الحكومة النيجيرية تتواطأ مع الجهاديين في قتل المسيحيين

3462 مسيحيا قتلوا في نيجيريا في أول 200 يوم من عام 2021 ما يعادل مقتل 17 كل يوم.
الثلاثاء 2021/08/03
لا أحد يهتم لأمرنا 

أونيتشا ( نيجيريا) - تشير دراسة جديدة إلى أن ما يقدر بنحو 3462 مسيحيا قتلوا في نيجيريا في أول 200 يوم من عام 2021، أي ما يعادل مقتل 17 مسيحيا كل يوم في أكثر دول أفريقيا اكتظاظا بالسكان.

وقالت الدراسة التي أجرتها الجمعية الدولية للحريات المدنية وسيادة القانون في أونيتشا بشرق نيجيريا، إن الرقم يشمل 10 قساوسة قتلوا بين 1 يناير و18 يوليو.

وارتفع عدد المسيحيين العزل الذين قُتلوا من قبل الجهاديين الإسلاميين النيجيريين والمتعاونين معهم في قوات الأمن خلال الـ200 يوم الماضية إلى ما لا يقل عن 3462 وهذا العدد أقل بـ68 حالة وفاة فقط من إجمالي عدد القتلى المسيحيين النيجيريين في عام 2020، التي أعلنت عنها قائمة المراقبة العالمية للأبواب المفتوحة للمسيحيين المضطهدين في حدود 3530 حالة وفاة.

وهذا الرقم هو ثاني أعلى رقم منذ عام 2014 عندما تم تسجيل أكثر من 5000 حالة وفاة مسيحية على أيدي بوكو حرام ورعاة الفولاني.

وأشار التقرير إلى أن بوكو حرام، إحدى أكبر الجماعات الجهادية في أفريقيا، كانت مسؤولة عن مقتل أكثر من 4000 مسيحي في عام 2014. وتسبب رعاة الفولاني، الذين يشتبكون بشكل متكرر مع المزارعين المسيحيين على أراضي الرعي، في مقتل 1229 آخرين في ذلك العام.

ووجدت المنظمة أن 2200 مسيحي قد اختطفوا بين 1 يناير و30 أبريل من هذا العام، مع اختطاف 780 آخرين بين 1 مايو و18 يوليو، أي ما مجموعه 3000 شخص تم اختطافهم منذ بداية عام 2020.

وقال المحققون إن ثلاثة على الأقل من بين كل 30 مسيحيا مختطفا من المحتمل أن يكونوا قد لقوا حتفهم في الأسر.

وتمت إضافة حالات الوفاة الإضافية لـ150 شخصا لتمثيل ما أشار إليه الباحثون باسم “الأرقام المظلمة”، أي الوفيات التي حدثت ولكن لم يتم الإبلاغ عنها.

وأشار المحققون إلى أن حوالي 300 كنيسة استهدفت منذ يناير 2021.

وأضافوا أن ولاية تارابا، الواقعة في شمال شرق نيجيريا، كانت المنطقة الأشد تضررا، حيث تعرضت 70 كنيسة على الأقل للتهديد أو الهجوم.

وخلصت الدراسة إلى أنه من “المحزن للغاية” أن المسؤولين عن الهجمات ضد المسيحيين استمروا في التهرب من العدالة، مما خلق شعورا بالإفلات من العقاب وأدى إلى ارتكاب فظائع متكررة.

Thumbnail

وبحسب المنظمة، فقد تخلت الحكومة النيجيرية عن الضحايا الناجين وعائلات ضحايا القتل.

وقال التقرير “لقد تخبطت قوات الأمن في البلاد وتعرضت للخطر إلى درجة أنها بالكاد تتدخل عندما يكون المسيحيون المستضعفون معرضين لخطر التهديدات أو الهجمات، لكنهم لم يظهروا إلا بعد هذه الهجمات لاعتقال وتأطير نفس السكان الذين تم تهديدهم أو مهاجمتهم”.

وأضافت “في الشمال يعمل الجهاديون بحرية تحت غطاء وحماية قوات الأمن. الخطف والقتل والنهب والتدمير أو الحرق وتحويل المسيحيين الأسرى وغير المحميين بالقوة إلى ديارهم ودورهم المقدسة للعبادة والتعلّم”.

وتتابع “لكن قوات الأمن نفسها ترد بفظاظة ووحشية بضراوة مطلقة ضد مسيحيي الجنوب والشمال المتهمين بخرق القانون أو مخالفته”.

وفقا للتقرير، كان رعاة الفولاني مسؤولين عن معظم عمليات القتل، حيث قتلوا ما يقدر بـ1909 مسيحيا في أول 200 يوم من هذا العام تليهم بوكو حرام، وتنظيم الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا وقطاع الطرق الذين قتلوا معا 1063 مسيحيا.

ويؤكد التقرير أيضا أن الجيش النيجيري، إلى جانب قوات الشرطة النيجيرية وفروع أخرى من القوات المسلحة، تسببت في مقتل 490 مسيحيا.

ويضيف “قطاع الطرق من الفولاني، الذين تشكلوا في الأصل في ولاية زامفارا الشمالية الغربية في عام 2011، مسؤولون بشكل مشترك عن أعمال الرعب الجارية في الأجزاء المسيحية من جنوب كادونا والنيجر وولايات ناساراوا وكوجي”.

ووصفت مجموعة الأزمات الدولية وهي منظمة غير حكومية تبحث في النزاعات العنيفة في جميع أنحاء العالم، هذه الاشتباكات المتصاعدة بأنها “أخطر تحدّ أمني لنيجيريا”.

وعرضت الخطوط العريضة للنزاع بين المزارعين والرعاة، قائلة “ما كان في الماضي هجمات تلقائية أصبح حملات أرض محروقة متعمدة، غالبا ما يأخذ فيها الغزاة القرى على حين غرّة في الليل. اليوم، يشكل هذا النزاع تهديدا خطيرا لاستقرار البلاد ووحدتها، بحيث يودي بحياة المدنيين ستة أضعاف أكثر مما يتسبب به تمرد بوكو حرام”.

وفي ولاية كيبي، في شمال غرب نيجيريا، يستهدف قطاع الطرق المسلمون من الفولاني ويقتلون ويختطفون المسيحيين والمسلمين، زاعمين بحسب التقرير، أن “مسلمي الهوسا الأصليين ليسوا مسلمين أنقياء”.

كما يقوم قطاع الطرق أيضا بتنفيذ ما وصفته المنظمة “بهجمات جهادية شرسة” ضد إخوانهم المسلمين في زامفارا وكاتسينا وسوكوتو ومناطق المسلمين في ولايات كادونا والنيجر.

12