الحكومة الانتقالية السورية تتعهد بعودة اللاجئين وضمان حقوق الأقليات

دمشق - دعا رئيس الحكومة الانتقالية في سوريا محمد البشير مواطنيه الذين فروا خلال أعوام النزاع، للعودة إلى ديارهم عقب سقوط الرئيس بشار الأسد، كما تعهد بضمان حقوق الأقليات، وذلك بعد تكهنات أحاطت بالمشهد الضبابي لمستقبل البلاد وطبيعة القيادة الجديدة.
وقال البشير في مقابلة مع صحيفة كورييري ديلا سيرا نشرت الأربعاء "أناشد كل السوريين في الخارج: سوريا الآن بلاد حرة استحقت فخرها وكرامتها. عودوا"، معتبرا أن "رأس مالهم البشري وخبرتهم سيسمحان للبلاد بالازدهار".
وانهار حكم الأسد الذي استمر قرابة ربع قرن، مع دخول هيئة تحرير الشام وفصائل معارضة مسلحة دمشق فجر الأحد الثامن من ديسمبر، وفرار الرئيس السوري الى روسيا.
وأتى سقوط الأسد عقب هجوم واسع شنّته الفصائل المعارضة، انطلاقا من معقلها في إدلب (شمال غرب) في 27 نوفمبر، سيطرت خلاله على مدن رئيسية قبل الوصول الى العاصمة.
وكان الهجوم غير مسبوق منذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011، والذي أسفر عن مقتل نحو نصف مليون شخص ودفع الملايين للفرار، لجأ بعضهم إلى دول مختلفة في العالم.
وبعد سقوط الأسد، حضّت أطراف عديدة على تفادي الفوضى في البلاد، مشددة على ضرورة حماية كل المكونات السورية المتنوعة عرقيا ودينيا.
ودعا البابا فرنسيس إلى "الاحترام المتبادل" بين الأديان في سوريا.
وقال رأس الكنيسة الكاثوليكية خلال الجلسة الأسبوعية العامة في ساحة القديس بطرس "أصلي... من أجل أن يعيش الشعب السوري في سلام وأمن في أرضه وأن تسير الديانات المختلفة معا في صداقة واحترام متبادل من أجل خير تلك الأمة التي عانت سنوات طويلة من الحرب".
كما دعا إلى إيجاد "حل سياسي يمكن أن يعزز بشكل مسؤول استقرار البلاد ووحدتها بعيدا عن الصراعات والانقسامات".
وفي حديثه الى الصحيفة، أكد رئيس الوزراء السوري أن المرحلة الجديدة ستشهد "ضمان حقوق جميع الطوائف" في البلاد، محددا أولويات حكومته بـ"إعادة الاستقرار والأمن، وبسط سلطة الدولة، وتوفير الخدمات الأساسية للسوريين".
وكانت هيئة تحرير الشام تعرف بجبهة النصرة التي كانت الفرع السوري لتنظيم القاعدة. ومنذ اعلان الانفصال عن هذا التنظيم في العام 2016، يحاول قائدها أبومحمد الجولاني الذي بات يستخدم اسمه الحقيقي أحمد الشرع، تغيير صورته وتقديم نفسه في مظهر أكثر اعتدالا، من دون أن يتمكن فعلا من إقناع المحللين أو حتى الحكومات الغربية التي لا تزال تصنف الهيئة كمجموعة إرهابية.
وأكدت العديد من الأطراف الغربية والدولية أنها ستحكم على الهيئة من خلال أفعالها في سوريا الجديدة.
وقال البشير للصحيفة الإيطالية إن "تصرفا خاطئا من قبل بعض المجموعات الإسلامية، حدا بالكثيرين خصوصا في الغرب، الى الربط بين المسلمين والإرهاب، والإسلام والتطرف".
وشدد في المقابلة المنشورة باللغة الإيطالية على أن "جوهر الإسلام، وهو دين العدل، تمّ تحويره. لأننا إسلاميون بالتحديد، سنضمن حقوق كل الناس وكل الطوائف في سوريا".
أضاف "لا مشكلة لدينا مع أي كان، مع أي دولة، حزب أو طائفة، نأت بنفسها عن نظام الأسد المتعطش للدماء".
وأشار إلى أن حكومته ترث "إدارة ضخمة مبتلاة بالفساد، حيث كان الناس يعيشون حياة سيئة"، مستطردا "لا نمتلك إلا ليرات سورية لا تساوي إلا القليل أو لا شيء.. لا نمتلك احتياطيا نقديا أجنبيا، وبالتالي فإننا في وضع مالي سيء للغاية".
وتابع قائلا "إنه على مستوى التخطيط الاستراتيجي. ولا يمكن للسوريين أن يعيشوا في ظروف محفوفة بالمخاطر فيما يتعلق بالخدمات الأساسية مثل الكهرباء والخبز والماء. نحن حكومة انتقالية، ولكن علينا أن نبدأ العمل عليها. عندما دخلنا حلب وحماة ودمشق، عاش السوريون في ظلمة مزدوجة: ظلمة النظام وظلمة انقطاع الكهرباء. إنه أمر غير مقبول على الإطلاق".
وأشارت الصحيفة إلى أنه لدى سؤاله عن إيران وروسيا والموقف من صنع سلام مع إسرائيل، لم يرد وأنهى الحوار.
وتسلمت حكومة البشير بشكل رسمي، الثلاثاء، إدارة البلاد في المرحلة الانتقالية حتى مارس المقبل، وأكدت أنه سيتم حل الأجهزة الأمنية، وإلغاء قوانين الإرهاب.