الحكومة أمام اختبار إقناع العراقيين بقدرتها على احتواء الوباء بحلول الصيف

بغداد – أعطت تصريحات المسؤولين العراقيين حول احتواء وباء فايروس كورونا خلال أسابيع رسالة لا تبدو مقنعة في نظر كثير من المواطنين اللذين يشككون في تسويفات السلطات، في ظل الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد منذ أشهر.
وفي محاولة لامتصاص غضب الناس من الوضع الذي تمر به البلاد، قال وزير الصحة جعفر علاوي في تصريحات للتلفزيون الرسمي، الأربعاء، إنه يتوقع احتواء فايروس كورونا المستجد بشكل كامل في البلاد خلال فصل الصيف.
وقال علاوي، وهو أيضاً رئيس خلية الأزمة الحكومية لمكافحة كورونا، إن “خلية الأزمة تراقب الواقع الصحي في العراق، وفي حال حدث تغيير في عدد الإصابات ستضطر إلى تشديد إجراءات الوقاية مجددا”.
ورفعت السلطات منذ الثلاثاء الماضي حظر التجول الشامل، والذي يتزامن مع حلول شهر رمضان، حيث أتاحت الخروج والتنقل خلال ساعات النهار من الساعة السادسة صباحاً إلى السابعة مساءً ولغاية الـ22 مايو المقبل.
وكان حظر التجول الشامل مفروضا منذ الـ17 مارس الماضي، ضمن إجراءات أخرى للحد من تفشي الفايروس، بينها تعليق الدراسة والرحلات الجوية الداخلية والخارجية، ومنع التجمعات العامة بكافة أشكالها، وحظر دخول الوافدين الأجانب.
وأوضح وزير الصحة العراقي أن اللجنة اتخذت إجراءات جيدة أثبتت نجاحها، مؤكداً أن الإصابات بكورونا في البلاد قليلة مقارنة بباقي دول العالم.
وتوقع علاوي انحسار الفايروس خلال الأسابيع القليلة القادمة وهو ما من شأنه تخفيف القيود الصحية بصورة أكبر، مضيفاً أن “العراق سينتصر على كورونا في الصيف”.
واتخذت بغداد قرار رفع حظر التجول جزئياً نتيجة تراجع معدل الإصابات اليومية خلال الفترة القليلة الماضية، حيث لم تتجاوز حاجز 50 إصابة يومياً بينما كانت تحوم حول 70 قبل نحو أسبوعين.
وحتى مساء الثلاثاء الماضي، سجل العراق 1602 إصابة بالفايروس بينها 83 وفاة و1096 حالة تعافٍ.
وتصريحات المسؤولين والبيانات الرسمية التي يتم نشرها تأتي متناقضة مع تقرير نشرته وكالة رويترز مطلع الشهر الجاري بأن الإصابات أكثر مما تعلن عنه السلطات الصحية العراقية.
وكانت رويترز قد نقلت عن ثلاثة أطباء ومسؤول في وزارة الصحة ومسؤول سياسي بارز قولهم إن العراق لديه الآلاف من الإصابات المؤكدة بكوفيد – 19، وهو عدد يفوق بكثير عدد الإصابات التي كانت معلنة حينئذ وهو 772.
ورغم تطمينات علاوي، إلا أن وكيل وزارة الصحة والبيئة العراقية، جاسم الفلاحي، قد حذر من الاستخفاف أو التهاون بتطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي في الوقاية من فايروس كورونا.
ونسبت صحيفة الصباح المحلية إلى الفلاحي، وهو عضو خلية الأزمة العراقية لمواجهة فايروس كورونا قوله إن تخفيف حظر التجوال خلال شهر رمضان “لا يعني بالضرورة أن الوضع مطمئن وإنما القرار جاء من أجل تسهيل قضاء حاجات المواطنين وعلى الجـميع الالتزام بالقرارات التي تصدر من خلية الأزمة واتباع الإرشادات الصحية السليمة”.
وأضاف أن “خلية الأزمة تراقب بشدة الموقف الوبائي يوميا، وتخرج بياناً تفصل فيه الإحصائيات بصورة شفافة دون أن يخفى شيء ولديها مـعدل بياني لانتشار المـرض”.
وأوضح أنه من خلال جهود وزارة الصحة والبيئة استطاعت تحويل الخط البياني الحاد إلى خط بياني بمستوى هضبي، وهو ما يؤكد أن النظام الصحي في العراق قادر على احتواء المرض.
وأكد أن “المؤشرات تتجه إلى الاستقرار الوبائي في العراق، لكن يجب أن يعامل المرض بحذر شديد لأن الفايروس ذكي ومراوغ وعلينا عدم الاستخفاف والاطمئنان والاسترخاء في مواجهة هذا الوباء”.
وأكد “إننا نعتمد على المواطن بأنه واع بتطبيق الإجراءات الصحـية وتقليل الاختلاط وارتــــداء الكمامات والقفازات وعدم الملامـسة مع الآخرين”.