الحصون والقلاع مزارات استثنائية في شتاء الإمارات

"أجمل شتاء في العالم" يحتفي بالموروث المحلي الذي خلده التاريخ.
الخميس 2022/12/15
عمارة متفردة

تحيل الدورة الثالثة من حملة “أجمل شتاء في العالم”، والتي تحمل شعار “موروثنا”، السياح على القلاع والحصون التاريخية في الإمارات للاطلاع على حياة الأجداد الإستراتيجية في سكنهم وحمايتهم وخصوصية العمارة المحلية عندهم.

دبي - تقف القلاع والحصون الإماراتية شامخة لتعكس جوانب من جماليات فنون العمارة التي يتحول أغلبها خلال هذه الفترة من العام إلى مزارات سياحية.

وتشهد هذه القلاع والحصون فعاليات ثرية ومتنوعة، مرتبطة بإطلاق الدورة الثالثة من حملة “أجمل شتاء في العالم” والتي تحمل شعار “موروثنا”، لتستقطب الزوار ببرامج مميزة لتحتفي معهم بالموروث المحلي، متيحة فرصاً استثنائية للاستمتاع بجمال الإمارات.

وتحمل القلاع والحصون الإماراتية الكثير من الذكريات التي تجسد إنجازات الماضي التي خلدها التاريخ، الأمر الذي وضعها في مكانة خاصة داخل قلوب أبناء الإمارات، خصوصاً أن الكثير منها تحول إلى مراكز جذب ثقافية تستقطب المواطنين والمقيمين والسياح.

وتستدعي هذه الحصون الكثير من الروايات التي تحمل الكثير من التفاصيل والحقائق التاريخية الموثقة، وتعكس في الوقت نفسه شواهد من خصوصية البيئة الإماراتية، وطبيعة الحياة التي عاشها الأجداد، وإصرارهم على حماية أرضهم التي تتميز بموقعها الإستراتيجي، والتي تعتبر ممراً للتجارة بين الشرق والغرب.

ووجد الأجداد في الحصون والقلاع والأبراج وسيلة جيدة اتخذوا منها نقاط مراقبة وحماية، ومقراً وسكناً، كما استخدمت كذلك كمخازن للطعام ومستودعات للمعدات الحربية.

وتجسد هذه القلاع مهارة أبناء الإمارات في تطوير عمارة تعكس مقومات وخصائص فنية فريدة، وتمكنه في الوقت نفسه من التصدي لأطماع الأعداء، والدفاع عن مقدرات المجتمع وأبنائه.

واتخذت الحصون والقلاع الإماراتية أشكالاً ثلاثة هي الدائرية والمخروطية والمربعة، وقد اختلفت المواد المستخدمة في بنائها باختلاف مكان تواجدها، حيث اعتمدت على الحجر الرملي والأحجار البحرية في المناطق الساحلية، فيما استخدم في بناء قلاع المناطق البرية حجر الكلس والجص والطين، وفي المناطق الجبلية استخدمت الحجارة لبناء الأبراج والجدران، أما في الواحات فقد بنيت من طوب الطين والقش.

وكان الشكل الدائري للحصون هو الأكثر استخداماً في تشييد القلاع، وقد سمّي باللهجة المحلية ”بري” أي البرج، وكان يستخدم في الحراسة والحماية، وكان يشترط في هذا البرج أن يكون الشخص الذي تُسند إليه مهمة الوقوف أعلى البرج، حاد النظر وجهوري الصوت ليتمكن من إيصال إشارات الإنذار عند الحاجة.

خصائص فنية فريدة
خصائص فنية فريدة

ويتراوح ارتفاع الحصن بين 10 و20 مترا، ويتألف في الغالب من باب سفلي داخلي يقود إلى سلم يؤدي إلى عدة طبقات، يتواجد فيها الحرس من أجل المراقبة والدفاع، حيث تحتوي جدرانه على فتحات ضيقة (مزاغل) موزعة على محيط جدرانه من أجل الرمي، وكذلك للقيام بأعمال الاستطلاع والاستكشاف للدفاع عن المنطقة من جميع الجهات.

وقد راعى الإماراتيون القدماء أموراً عدة عند اختيار مواقع الحصون، ومنها الموقع الإستراتيجي، الذي يسمح برؤية بانورامية مفتوحة للمنطقة التي يتوسطها الحصن ويطل عليها، كذلك راعوا في الموقع سماحه لهم بإدارة المناطق الأخرى، كما تمكنوا من تشييد حصون مرتفعة، حيث عمدوا إلى بناء أسوار عالية يصعب على الطامعين تجاوزها وكذلك شيدوا أبراجا مرتفعة تسهل من عملية المراقبة لذلك كانت الحصون تبنى على المرتفعات.

وتنتشر القلاع والحصون في كل الإمارات، منها قصر الحصن المهيب في أبوظبي الذي يعدّ واحداً من أعرق المنشآت التاريخية، ويتضمن برج مراقبة بُني في تسعينات القرن الثامن عشر لحماية طرق التجارة الساحلية.

وتعكس قلعة الجاهلي التي تقع في مدينة الحدائق بالعين أهمية المدينة وتاريخ الإمارات بشكل عام.

ويعتبر حصن الفهيدي في دبي الآن أقدم مبنى قائم في الإمارة حيث شهد العديد من المحطات التاريخية.

وكان الحصن مركزا للمدينة القديمة، مشكلا أهم المواقع الدفاعية والذي من خلاله يتم الحفاظ على الأمن وتتم مراقبة مداخل المدينة ومخارجها.

ويقف حصن الشارقة الذي شيد العام 1823 في شموخ متحديا عوامل الزمن، ويتكون من 3 أبراج وطابقين، فيهما حجرات كثيرة، واستخدمت لأغراض متعددة.

وينقل حصن عجمان واقع الحياة في عصور مختلفة، حيث كان خط الدفاع الأول عنها، ويحفظ مآثر الأجداد وتراثهم.

وتتميز قلعة الفجيرة بفرادتها، إذ شيدت على ربوة عالية، ويرتفع بناؤها إلى نحو 20 متراً عن سطح البحر وتبعد نحو 3 كيلومترات عن ساحل البحر.

وتُعد قلعة ضاية بمنزلة الحصن الوحيد الذي ما زال متربعاً على أعلى قمة تل في الإمارات. ويعود تاريخه إلى نهايات العصر البرونزي، بعد أن تم تشييده واستخدامه للسكن والتحصين خلال القرن التاسع عشر.

20