الحريري يدعو من بعبدا إلى حكومة مستقلة لستة أشهر "بعيدة عن مهاترات الأحزاب"

بيروت - قطع رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري، الاثنين، الطريق أمام الأحزاب السياسية وخاصة الثنائي الشيعي حزب الله وحركة أمل الذين كانا يأملان في العودة إلى المحاصصة وفرض حزمة من الشروط التي يجب أن يقبل بها الحريري قبل تسميته.
جاء ذلك عقب لقائه بالرئيس اللبناني ميشال عون في قصر بعبدا، الاثنين، حيث دعا إلى تشكيل حكومة مستقلة لمدة 6 أشهر قائلا "ما بيموتوا الأحزاب".
وعبر الحريري في تغريدة على حسابه على موقع تويتر عن استيائه من التسريبات الإعلامية التي ليس لها علاقة بالمبادرة الفرنسية وبنودها الإصلاحية والاقتصادية.
وأكد الحريري أنه خلال الأيام الثلاثة الماضية، تمحور حديث الأفرقاء عن الحصص، دون أي إشارة للمبادرة. وأضاف "أبلغت الرئيس عون أنني سأرسل وفدا للتواصل مع جميع الكتل النيابية الرئيسية للتأكد من أنها مازالت على عهدها ببنود الورقة التي وافقت عليها سابقا بأول الشهر الماضي بقصر الصنوبر بحضور الرئيس إيمانويل ماكرون"، معربا عن قناعته بأن المبادرة الفرنسية الوحيدة القادرة على وقف الانهيار وإعادة إعمار بيروت.
وأكد الحريري على عدم إهدار الوقت في المهاترات السياسية وأن "الانهيار الكبير يهدد الدولة بالزوال الكامل".
وشدد على أن المبادرة الفرنسية هي الفرصة الأخيرة لتشكيل حكومة تقوم بالإصلاحات وفق جدول زمني معين، مبرزا أن عدم وجود أحزاب في الحكومة سيكون لأشهر قليلة و"لن تموت الأحزاب" بهدف إنجاح المبادرة وتنفيذ إصلاحات مالية وإدارية.
ويبدو أن فرص تحقيق اختراق في المشهد الحكومي غير مستبعدة في ظل الحاجة إلى حكومة مستقرة خاصة مع اقتراب موعد انطلاق مسار المفاوضات لترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل.
ورأى الحريري أن الإصلاحات محددة بورقة قصر الصنوبر التي هي بمثابة بيان وزاري للحكومة الجديدة، ما يسمح لماكرون بتجييش المجتمع الدولي للاستثمار في لبنان.
وأوضح "انا أبلغت الرئيس عون أنني إذا لمست بنتائج الاتصالات ان البعض يريد تغيير مفهوم المبادرة الفرنسية مع العلم المسبق أن هذا يفشلها، فليتفضل ويعلن مسؤوليته بإعلان عن ذلك أمام اللبنانيين".
وأضاف "أنا مع جميع اللبنانيين أراهن على حكمة القوى السياسية وعلى تعاملها الواقعي والإيجابي مع الفرصة الوحيدة وعلى قناعتنا أن لا طريق لوقف الانهيار وإعادة إعمار بيروت".
وأعلنت رئاسة الجمهورية اللبنانية، الاثنين، تشكيل الوفد المفاوض لترسيم الحدود الجنوبية. ويتألف الوفد من العميد الركن الطيار بسام ياسين رئيسا، العقيد الركن البحري مازن بصبوص، عضو هيئة إدارة قطاع البترول في لبنان وسام شباط، الخبير نجيب مسيحي، أعضاء.
واعترضت رئاسة الحكومة اللبنانية على تجاهلها من قبل رئاسة الجمهورية في تعيين وفد التفاوض التقني على ترسيم الحدود معتبرة أن “التفاوض والتكليف بالتفاوض يكون بالاتفاق المشترك بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وأي منحى مغاير يشكل مخالفة واضحة للدستور مع ما يترتب على ذلك من نتائج”.