الحريري: مستعد لتشكيل الحكومة ولن أقفل باب الأمل

بيروت - أعلن رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري أنّه مرشّح محتمل لرئاسة حكومة جديدة لوقف الانهيار الاقتصادي في لبنان محذرا في الوقت نفسه من خطر اندلاع حرب أهلية في البلاد.
وأكد رئيس الوزراء اللبناني السابق أنه مستعد للعودة لتولي منصب رئيس الوزراء إذا كان هناك اتفاق من قبل العديد من السياسيين في لبنان بشأن الحصول على صفقة مع صندوق النقد الدولي.
وفيما يخص تشكيل الحكومة المتعثر، قال: "أنا لا أرشح نفسي أنا حكم مرشح، وسأقوم باتصالات للتأكد من التزام الجميع بورقة إصلاحات صندوق النقد، وحكومة من الاخصائيين".
ومضى بالقول خلال في مقابلة تلفزيونية مع قناة محلية إنه إذا وافق السياسيون فإن "سعد الحريري لن يقفل الباب على هذا الأمل الوحيد لإنقاذ لبنان".
ولفت الحريري إلى أن "المبادرة الفرنسية لا تزال قائمة، وما حدث بها كشف البلد على كل الاحتمالات الأمنية وعدم الاستقرار، والانهيار الاقتصادي".
وتابع "يجب أن نكون واضحين .. المبادرة الفرنسية هي السبيل الوحيد والأسرع لإعادة إعمار بيروت. بالنسبة لي إعمار بيروت تحصيل حاصل ولكن يجب أن يكون هناك جوّ عام في البلد لبدء الإعمار".
ووجه الحريري خطابه للسياسيين قائلا "إذا فعلا. فعلا. فعلا تريدون وقف الانهيار وإعادة إعمار بيروت، شرفوا نفذوا المبادرة الفرنسية".
ومن المزمع أن يجري الرئيس اللبناني ميشال عون الخميس المقبل مشاورات نيابية لتكليف رئيس وزراء جديد.
وأشار رئيس الحكومة اللبنانية السابق "أنا مستعد للقيام بجولة من الاتصالات السياسية خلال هذا الأسبوع إذا كان كل الفرقاء السياسيين ما زالوا متفقين على البرنامج" الذي تمت مناقشته مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وكانت حكومة الحريري استقالت تحت ضغط الشارع في الخريف الماضي بعد اندلاع احتجاجات حاشدة للمطالبة بإصلاح طبقة سياسية متهمة بالفساد وعدم الكفاءة، كما استقالت الحكومة التي أعقبتها والتي ترأّسها حسّان دياب، بعد الانفجار الضخم في بيروت.
وأعاد اعتذار مصطفى أديب عن عدم تشكيل حكومة جديدة الوضع السياسي في لبنان إلى المربّع الأول بعد أن اصطدمت جهوده تحديداً بشروط وضعها حزب الله، القوة السياسية والعسكرية الأبرز المدعومة من طهران، وحليفته حركة أمل بزعامة رئيس البرلمان نبيه بري، لناحية تمسكهما بتسمية الوزراء الشيعة والاحتفاظ بحقيبة المال.
وأشار الحريري الخميس إلى أن ماكرون طلب من الفرقاء السياسيين "تجميد خلافاتهم السياسية لمدة 6 أشهر" من أجل وضع حد للانهيار الاقتصادي في لبنان.
وقال "كل فريق سياسي يستطيع أن يخترع مشكلة في تشكيل الحكومة، ولكن إذا كانت الأحزاب السياسية تريد فعلاً وقف الانهيار وإعادة إعمار بيروت، عليها أن تسير بالمبادرة الفرنسية".
وحصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الشهر الماضي على تعهد من جميع الأطراف السياسيين في لبنان بدعم تشكيل حكومة سريعا في إطار خريطة طريق لإخراج لبنان من الأزمة، لكن الجهود باءت بالفشل حتى الآن.
والبلاد غارقة في أسوأ أزمة اقتصادية منذ عقود، وهي لا تزال تعاني جراء الانفجار الهائل في ميناء بيروت في 4 أغسطس والذي أودى بأكثر من 200 شخص وأدى إلى إصابة آلاف آخرين بجروح، ودمّر أجزاء كبيرة من العاصمة الأمر الذي ضاعف النقمة الشعبية على الطبقة السياسية في البلاد وسط اتهامات واسعة لحزب الله وتحميله مسؤولية خراب لبنان.
وعبر الحريري عن مخاوفه في هذا الصدد قائلا "أخشى حربا أهلية وما يحدث من حمل السلاح وما نشهده من عروض عسكرية في الشارع .. يعني انهيار الدولة".
وشهدت البلاد في وقت سابق من هذا العام اضطرابات وصلت في أحيان كثيرة الى اشتباكات مسلحة في مناطق عدة.
وشكل سلاح حزب الله معضلة لبنانية بامتياز حيث استعمل هذا السلاح في معارك داخلية رغم الوعود التي قطعها قادة الحزب أثناء تحرير الجنوب سنة 2000 بان يظل السلاح موجها لإسرائيل.
وبعد اندلاع الثورة السورية في 2011 اصطف حزب الله مع النظام السوري وشارك الى جانب القوات الحكومة في قمع المعارضة في إطار تحالفات اقليمية مع ايران والمجموعات الشيعية العراقية المسلحة حيث ارتكب مقاتلوه جرائم طائفية ضد المدنيين ما عزز مخاوف اللبنانيين من الترسانة العسكرية للحزب الذي أصبح أكثر قوة من اجهزة الدولة.
ودائما ما يبرر قادة الحزب تورطهم في الصراعات الداخلية والإقليمية بوجود مؤامرة اسرائيلية تستهدفهم عبر ساحات جانبية فيما يؤكد اللبنانيون ان الجيش هو المؤسسة الوحيدة التي عليها حماية حدود البلاد.
وقال الحريري "إذا أردنا حل المشكل يجب أن نذهب إلى الأساس والذي هو كيفية إدخال الدولار إلى البلد وذلك لا يتم إلا بالحصول على برنامج من صندوق النقد الدولي".
وألقى باللوم على "حزب الله لأنه يعرف أنه سبب المشكلة في لبنان، والشعب غير مسؤول عن العقوبات التي تفرض عليه"، مضيفًا "على الحزب أن يترك الشعب ليعش".
واستشهد الحريري بما يحدث في سوريا، وقال إنه "لا يريد أن يفعل بالسنّة في لبنان ما فُعل بهم هناك".
وتساءل قائلا: "البعض (لم يحددهم) يصفني بالضعيف، هل شاهدوا ما حصل في سوريا؟ 85% من الطائفة السنية أين هم الآن؟".
واستطرد: "الأكيد أنني لن أكون السبب بأن يعاني اللبنانيين ما عاناه الشعب السوري".